رغم الخلاف الذي نشب بينها وبين وزارة الاستثمار حول تقريرها الخاص بتسيير الأعمال الذي أعطي مصر مرتبة متدنية، إلا أن ذلك لم يؤثر علي نشاطها في مصر، حيث تم قبل أيام توقيع اتفاقية بين IFC ووزارة المالية لتنفيذ 3 مشروعات بنظام PPP الخاص بشراكة القطاعين العام والخاص في مشروعات البنية الأساسية. وفيما قام لارس تانيل النائب التنفيذي لرئيس مؤسسة التمويل الدولية بزيارة مصر لتوقيع تلك الاتفاقية أجرت "العالم اليوم الأسبوعي" حواراً معه أكد فيه ان تقرير العام القادم حول القيام بالأعمال سيكون أقل انتقادا من جانب وزير الاستثمار، وقال: رغم احترامنا لرأي محيي الدين إلا اننا لن نغير من منهج إعداد التقرير. وحول مشروعات IFC لتمويل القطاع الخاص وخططها للعمل في السوق المصري وغيرها من الأسئلة الخاصة بالإصلاح الاقتصادي في مصر كان ذلك الحوار. * توجهت إلي التوسع في منطقة الشرق الأوسط وأسواق الدول النامية منذ توليك منصب النائب التنفيذي لرئيس مؤسسة التمويل الدولية IFC في يناير ،2006 في رأيك ما الدور الذي يمكن ان تلعبه المؤسسة في مصر لمساعدة برنامج الإصلاح الاقتصادي؟ ** مؤسسة التمويل الدولية هي ذراع القطاع الخاص في مجموعة البنك الدولي، وهي أكبر ممول متعدد الأطراف للمشروعات الخاصة في البلدان النامية، وتقوم المؤسسة بتمويل استثمارات القطاع الخاص وتعبئة رأس المال في الأسواق المالية الدولية ونحن نريد العمل بشكل أكبر وأعمق في مساعدة الاقتصاديات النامية، ونجحنا خلال العشرين عاماً الماضية في مساعدة عدد كبير من الدول في آسيا وروسيا وأوروبا الشرقية، وأصبح الأمر بعد نجاح الصين الاقتصادي واضحاً بأنه بدون مشاركة القطاع الخاص لا يمكن لأي اقتصاد ان ينمو ويزدهر. ونحن نتعاون مع الحكومة المصرية في تقديم المساعدة الفنية والمشورة سواء للوزارات أو لشركات القطاع الخاص والافراد خاصة وان مصر دولة تريد التحول إلي اقتصاد السوق الحر، ويمكن لمؤسسة التمويل الدولية المساعدة في ذلك. نماذج النجاح * مؤسسة التمويل IFC لديها خبرة متميزة في الدخول في مشروعات يحجم عن الدخول فيها القطاع الخاص، وتعمل علي انجاحها ثم تنسحب من هذه المشروعات في لحظة ذكية ما الخبرة التي يمكن تقديمها للحكومة المصرية في هذا المجال؟ ** اننا نحاول مساعدة السوق المصري ليتطور في كل المجالات وهذا يعني الدخول في صناعات لا يريد أحد الدخول فيها وقد نجحنا في تحقيق ذلك في عدد كبير من الدول واقمنا مشروعات وعملنا علي انجاحها ثم انسحبنا منها بعد الشعور بأن الشركة أو المشروع اصبح لديه دعائمه الخاصة التي تمكنه من الاستمرار ولنا تجارب ناجحة في ذلك المجال في الاتحاد السوفيتي وفي تركيا وفي الهند وبالتحديد في شركة "تاتا" التي اصبحت الآن من كبري الشركات الهندية، وعندما ننجح في الوصول بالشركة أو المشروع إلي تحقيق القدرة علي الاستقلال ننسحب وننتقل إلي المستوي الأقل في الشركات الأخري ونحن نتوسع في عملنا في مصر لمساعدة الحكومة علي تنفيذ طموحاتها في الإصلاح الاقتصادي خاصة ان أكثر من 50% من السكان في مصر من الشباب أقل من 20 سنة، وهذا يلقي مزيداً من القلق والاهتمام لملف إيجاد فرص العمل، فهناك 700 ألف شخص يدخلون سوق العمل كل عام، وهذا يتطلب دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتحسين مناخ الأعمال، وكما تعمل مؤسسة التمويل الدولية مع الحكومات، تعمل أيضا مع الشركات نفسها وتسعي لاقراضها ومساعدتها بشكل مباشر. * من السهل علي الحكومات الاتصال والتفاوض والتعامل مع المؤسسات المانحة والجهات الدولية، ولكن في رأيك كيف يمكن تحقيق التواصل بين الجهات الدولية والشركات الصغيرة والمتوسطة التي ربما لا تعرف ولم تسمع من قبل عن هذه المؤسسات؟ ** نحن من أكبر المانحين في العالم، ونعمل من خلال ثلاثة أنواع من القروض سواء من خلال المنظمات غير الحكومية NGO وهي منظمات غير هادفة للربح وتحتاج إلي المنح المالية ويمكنها ان تقوم بالاتصال بأصحاب المشروعات الصغيرة لكنها تعمل في حدود منح قروض صغيرة في حدود خمسين دولارا ثم المؤسسات المالية التي تمنح قروضا متوسطة ما بين 200 دولار ألف دولار، أو المجال الثالث وهو البنوك ونحن نعمل مع المصارف المصرية ولدينا برنامج للتدريب وتشجيع تعامل البنوك مع العملاء الصغار، والتخطيط للمشروعات الصغيرة والتسويق وغيرها من الأمور ونحاول أيضاً من خلال الإعلام والصحافة إبلاغ رسالتنا، كما يمكننا أيضا العمل بشكل مباشر مع الشركات والأفراد.