بدون أي طلب خرجت السيدة كونداليزا رايس بتصريح تقول فيه إنها ستطلب من الكونجرس اعتمادات لتزويد السلطة الفلسطينية بأسلحة تحمي بها السلطة وكأنها بهذا التصريح تلقي زيتا وبترولا علي الشرارة التي بدأت في الصراع علي السلطة في فلسطين هذا الصراع الذي بدأ بقتل أطفال واحد من ضباط السلطة ثم جاء حادث اطلاق الرصاص علي موكب اسماعيل هنية رئيس الوزراء. عن نفسي شخصيا لا أحب لحماس أن تحكم لا لأنها قليلة الخبرة ولكن لأنها أقرب إلي الجمود منها إلي مسايرة العصر ولكنها جاءت بالانتخابات الحرة المباشرة التي شهد لها الرئيس الأمريكي كارتر بالنزاهة. وعن نفسي أحب لمنظمة فتح أن تظل في الحكم بشرط أن تنقي نفسها من الثوار الذي أصبحوا تجارا ورجال أعمال يلعبون بالمليارات ومنهم من باع لإسرائيل بعضا من الحديد والأسمنت لبناء الجدار العازل. ولكن الواقع يقول إن الشارع الفلسطيني يئن بحوادث القتل والانفلات الأمني وبعدم الاحساس بالأمان وبأن كلمتي "تحرير فلسطين" صارتا مجرد لبانة في أفواه من يلعبون علي المسرح السياسي الفلسطيني. وما أن بدأت بادرة انفراج بذلت فيها مصر الكثير من الوقت والجهد حتي جاءت الحوادث كي تلقي برماد مشتعل في وجه الجميع وكأن الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل مصرتان علي أن تظل المنطقة في حالة فوضي سياسية عارمة، لبنان ينتظر الحرب الأهلية، سوريا تنتظر المحاكمة الدولية والعراق يتم نهبه بواسطة القيادات وحوادث القتل تدور فيه علي الهوية، ودارفور تترنح تحت وطأة مطالب التدخل الأمريكي والصومال يحاول الخروج من مأزق ثنائية رجال الدولة هل هم المنتخبون؟ أم الذين حرروا الصومال من عصابات الارتزاق بالقتال؟ وليس هناك مطلب حالي في قلب أي عربي مخلص سوي أن ترفع الولاياتالمتحدة يدها عن المنطقة وأحوالها ولكنها بطبيعة الحال وبحجم ما تكسبه شركاتها الكبيرة من فوضي العراق، كل ذلك يجعل البيت الأبيض قابلا لاستقبال مزيد من الجثث الأمريكية بشرط أن يظل المال متدفقا ومنهوبا من الشركات الأمريكية. وصوت العقل الذي قرأته وسمعته بعيوني وهو صوت الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر، هذا الصوت الذي يصطف حاليا في نفس صف أفقر فقير فلسطيني، هذا الصوت يظل مجرد همهمة تغلوش عليها أجهزة الإعلام الأمريكية. وكأن الولاياتالمتحدة ترغب في أن تزيد المنطقة اشتعالا، لأن في كل اشتعال فائدة اقتصادية هائلة لكثير من الشركات العملاقة. تري هل يمكن أن تسمع واشنطن صوت العقل وترفع يدها عن المنطقة؟ أظن أن هذا هو ما سوف يكون حين تبدأ الجولات الانتخابية الأمريكية. وإلي ذلك الحين علينا أن نتلقي السم من تصريحات مثل التصريح الذي أطلقته السيدة كونداليزا لتشعل النار في حرب أهلية تتمناها إسرائيل منذ سنوات. ولا حول ولا قوة إلا بالله.