تراجع العجز التجاري الأمريكي بدرجة كبيرة خلال شهر أكتوبر وهبط إلي أدني مستوياته خلال 14 شهرا مدفوعا بالانخفاض في أسعار البترول. غير أن العجز التجاري الأمريكي مع الصين بلغ أعلي قيمة للشهر الثالث علي التوالي في ظل تزايد الواردات الأمريكية من لعب الأطفال وأجهزة التليفزيون والكمبيوتر الصينية مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة. ومن المقرر أن ترسل الإدارة الأمريكية وفدا يتكون من 7 وزراء لإجراء محادثات في بكين خلال الأسبوع الحالي حول انخفاض قيمة العملة الصينية وممارسات تجارية أخري تعتبرها أمريكا غير عادلة. وستنعقد المحادثات بين المسئولين الأمريكيين والصينيين اليوم وغدا. ويترأس الوفد الأمريكي وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون الذي قلل في وقت سابق من التوقعات بشأن تلك المحادثات. وانخفض العجز التجاري الأمريكي الإجمالي خلال أكتوبر إلي 58.9 مليار دولار بنسبة تراجع قدرها 4.8% مقارنة بشهر سبتمبر الذي بلغ العجز إبانه 3.64 مليار دولار وفقا لما أعلنته وزارة التجارة الأمريكية الثلاثاء الماضي. وبذلك يصبح العجز التجاري الأمريكي خلال أكتوبر هو الأدني منذ أغسطس ،2005 أما نسبة الانخفاض فهي الأكثر حدة منذ ديسمبر 2001. وساهم تراجع سعر البترول في خفض قيمة الواردات الأمريكية إجمالا.. وكان سعر البترول قد بلغ الصيف الماضي حوالي 77 دولارا للبرميل وعاد ليهبط في أكتوبر إلي 55.47 دولار، وبذلك انخفضت قيمة الواردات الأمريكية من البترول 21.8 مليار دولار أي أقل 17% من مثيلتها في سبتمبر. وبلغت حصة فاتورة البترول ما يقرب من أربعة أخماس التحسن الواقع بالعجز التجاري في أكتوبر. وفيما يتعلق بالصين علي وجه التحديد ارتفع العجز التجاري معها بنسبة 6.1% ليصل إلي 24.4 مليار دولار. ويبلغ المعدل السنوي للعجز التجاري الأمريكي مع الصين خلال العام الحالي 229 مليار دولار متجاوزا مثيله العام الماضي الذي بلغ 202 مليار دولار الذي كان الأعلي في التعاملات التجارية بين أمريكا وأي دولة أخري.