طرح المشاركون في فعاليات المؤتمر السنوي لهيئات الاستثمار العالمية "الوايبا WAIPA خلال اجتماعاتهم التي عقدت مؤخرا بمدينة شرم الشيخ علي مدار يومين بمشاركة عدد كبير من الاقتصاديين والمستثمرين ورؤساء وممثلي عدد كبير من هيئات ترويج الاستثمار في الدول العربية والاجنبية عددا من الافكار بشان تطوير منظومة الترويج للاستثمار في مصر منها ان تخرج جهود الترويج من تحت عباءة الحكومة ممثلة في الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بحيث يتولي القطاع الخاص مهمة الترويج فيما تركز الهيئة جهودها علي عمليات تحسين المناخ وفك الاشتباك بين الحكومة ورجال الاعمال والمستثمرين المصريين والعرب والاجانب. اثار هذا الطرح العديد من الرؤي المتباينة داخل اروقة المؤتمر حيث يري البعض ان خروج نشاط الترويج من تحت عباءة هيئة الاستثمار يعد خطوة في الاتجاه الصحيح باعتبار ان القطاع الخاص اكثر قدرة علي التسويق وطرح المشروعات والترويج للاستثمار في مصر من خلال كفاءات متخصصة فيما رأي اخرون ان الترويج للاستثمار عبارة عن ترويج للدولة كلها وبالتالي يصعب ان يناط بشركات او افراد او مؤسسات غير حكومية كما ان الهيئة اكثر قدرة والماما بالمناطق الواعدة والمشروعات المستهدفة من جانب الحكومة بحيث يرتبط النشاط الاستثماري بخطط وبرامج التنمية بشكل عام. ويري فريق ثالث انه يمكن المشاركة بين الحكومة والقطاع الخاص في الترويج بحيث يستفيد كل طرف من الاخر ويكمل العمل الخاص النشاط الحكومي. والقضية ما زالت تثير الجدل بين الخبراء الاقتصاديين والمسئولين ورجال الاعمال حيث نطرح في السطور التالية رؤي جميع الاطراف ومبرراتهم للابقاء علي نشاط الترويج ضمن اختصاصات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة او اتاحته بالكامل امام القطاع الخاص فيما يتفق الجميع علي ان الترويج او التسويق للاستثمار يتطلب المناخ الجيد والبيئة الاستثمارية المشجعة باعتبار ان البضاعة التي يتم الترويج لها وانه لن تفلح اي جهود للترويج والتسويق طالما ان السلعة المعروضة رديئة فيما يختلف الامر اذا تم التسويق بصورة جيدة وبآليات متطورة وبوسائل مبتكرة لسلع جيدة بمواصفات تنافسية وجودة واسعار منافسة. المنافسة الضارية في البداية يقول الدكتور زياد بهاء الدين رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ان الترويج الجيد احد العناصر المهمة في مجال الاستثمار المباشر لاسيما مع المنافسة الضارية من دول العالم علي اجتذاب الاستثمارات ورءوس الاموال للعمل علي اراضيها مشيرا الي ان الترويج في ظل تحديات العولمة يتطلب العمل باحتراف مع ايجاد بيئة مناسبة ومواتية للاستثمار حيث لا تقتصر المنافسة علي الدول الكبري وانما تشمل المنافسة الحادة بين الدول النامية التي تتسابق الحصول علي حصة من كعكة الاستثمار العالمية. ويشير الي اهمية الدور الذي يقوم به قطاع الترويج في الهيئة حيث يسعي الي الوصول الي الاسواق العربية والعالمية المصدرة لرءوس الاموال من خلال الزيارات واللقاءات مما يتطلب عملاً علي مستوي عال من الكفاءة والتحرك المستمر موضحا التطور في دور وفكر الهيئة التي تحولت من هيئة تنظيمية الي هيئة الترويج والاستثمار تقوم الي جانب تأسيس الشركات وفقا لقانوني الشركات والاستثمار بعد ضم مصلحة الشركات الي الهيئة وتيسير اجراءات الحصول علي التراخيص من خلال نظام الشباك الواحد بجهود الترويج لمصر وللمشروعات في القطاعات المختلفة فضلا التصدي لمشاكل ومعوقات الاستثمار ومتابعة حلها مع الجهات المعنية. ويوضح الدكتور زياد بهاء الدين ان هيئات ترويج الاستثمار في العالم ومن بينها مصر تحرص علي رفع كفاءتها لضمان استمرار تدفق رءوس الاموال في القطاعات والمجالات الاستثمارية المختلفة ولاجل طويل وليس بفترة مؤقتة او موسم معين وبالتالي نعمل علي تطوير العمل المؤسسي ورفع كفاءة العاملين مشيرا الي ضرورة مواكبة المتغيرات العالمية ووضعها في حسبان متخذ القرار ومنها عدم التركيز علي الاسواق الواعدة خاصة مع الاهمية المتزايدة للاستثمارات بين الدول النامية ففي العام الماضي فقط ضخت الشركات عابرة الحدود الواقعة في الاقتصاديات النامية تدفقات بالاستثمار الاجنبي المباشر تصل الي 120 مليار دولار وهو اعلي معدل تم تسجيله حتي الان ويعد هذا الانجاز تحولاً في هيكل الاقتصاد العالمي ويعتبر تطورا ايجابيا سوف يغير كثيرا فيما كان لدينا من مفاهيم وقناعات.