[email protected] يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ضرورة تزايد الدعم الحكومي لصناعة البرمجيات المحلية لتنمية قدرات هذه الصناعة الوليدة التي تمتلك مؤشرات و إمكانية نمو هائلة بشرط توافر البيئة المناسبة المشجعة لتنمية صادراتنا من البرمجيات والعمل علي التخفيف من الأعباء المالية التي تعرقل من انطلاق هذه الصناعة لاسيما عند الحديث عن التواجد بالأسواق الخارجية . وإذا كانت لغة الأرقام تشير إلي أن إجمالي صادرات البرمجيات تتجاوز في بعض التقديرات 200 مليون دولار سنويا - في ظل نقص البيانات الكاملة - إلا أن خبراء المعلومات يؤكدون أنه من الممكن زيادة صادات إلي مليار دولار خلال السنوات الثلاثة القادمة ووفقا للإستراتيجية التي أعلنها هذا العام الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ونتصور أن إمكانياتنا الحالية تسمح لنا بتحقيق ذلك بشروط توافر مجموعة من العناصر المشجعة التي تعمل ضمن منظومة متكاملة لتنمية صادرات البرمجيات تبدأ من مرحلة التصميم ومرورا بمرحلة الإنتاج وفقا للمعايير والمواصفات العالمية المعنية بهذه الصناعة ومرحلة التعبئة والتغليف حتي مرحلة التسويق والتوزيع لاسيما في الأسواق الخارجية. ولا يخفي علي أحد أن من أهم التحديات التي تواجه صناعة البرمجيات هو غياب عنصر التسويق نتيجة ندرة الكفاءات البشرية وعدم توافر الكيانات والقدرات التسويقية التي تمتلك هذه الصناعة في مجال التصدير وهنا يتساءل الكثيرون: كيف سيتم تحقيق الطفرة المنشودة في صادرات البرمجيات . وكنا قد أشرنا في نفس هذا المكان عن بداية تعاون بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ومكاتب التمثيل التجاري لدراسة كيفية تنمية صادرات البرمجيات ونتصور أنه من المهم وضع برنامج عمل يتضمن محورين أساسيين لتنمية صادرات البرمجيات الأول يهدف إلي زيادة وعي كافة العاملين في جهاز التمثيل التجاري ولاسيما في المكاتب الخارجية بنوعية الحلول والبرامج وإمكانيات وقدرات الشركات المحلية للبرمجيات وتقديم بروفيل عن منتجات تلك الشركات بما يساعد مكاتب التمثيل التجاري الموجودة بالفعل في أكثر من 60 دولة حول العالم في الترويج والتسويق للبرمجيات الوطنية سواء من خلال متابعة المناقصات الحكومية أو فرص تصدير الكفاءات البشرية المؤهلة علي مستوي عال . ونعتقد أن المحور الثاني المكمل لهذا التعاون هو قيام هيئة " ايتيدا " بفتح مكاتب تسويقية دائمة في بعض الأسواق الخارجية الرئيسية " التي تعد بمثابة مراكز تجارية عالمية لصناعة تكنولوجيا المعلومات " بحيث تقوم شركات البرمجيات المحلية بتأهيل مجموعة من الموظفين المتخصصين للعمل بهذه المكاتب التي سيكون دورها الرئيسي العمل علي ترويج البرامج والحلول التكنولوجية التي تطورها شركات البرمجيات مع تقديم جميع أوجه الدعم لبناء علاقات شراكة بين الشركات المصرية ونظيراتها في الأسواق الخارجية أو تقديم الاستشارات التكنولوجية وفقا لاحتياجات هذه الأسواق .