الدكتور ثروت باسيلي في حوار للاسبوعي:

مبيعات 2006 بالكامل تحدد الرقم النهائي لصفقة بيع أمون لثلاث شركات امريكية

تم الاسبوع الماضي توقيع عقد اكبر صفقة في تاريخ القطاع الخاص المصري علي الاطلاق حيث قامت ثلاث شركات أمريكية هي سيتي جروب فنتشير كابيتال انترناشونال وكابيتال انترناشونال برايفيت اكويتي فاند 4 وكونكورد انترناشونال انفستمنتس يوم الثلاثاء الماضي بشراء 93 % من شركة امون للادوية المصرية مقابل 2.623 مليار جنيه مصري (458 مليون دولار) اي بواقع 47 جنيهاً للسهم الواحد.
ومن الامور الغريبة في الصفقة اعلان شركة ميركوري عن عرض لشراء 7% من أسهم شركة امون و هي اسهم الاقلية بسعر 50 جنيها للسهم وبدأ تسجيل عروض البيع من المستثمرين الافراد وحتي يوم 19 نوفمبر الحالي ..فقد عرض المشتري سعرا اعلي لشراء حصة الاقلية وهو امر لم يحدث في السوق المصري من قبل حيث كان يحرص كبار المساهمين علي بيع حصصهم باعلي سعر ثم يتم الشراء من صغار المساهمين باسعار اقل او بنفس سعر الاغلبية علي احسن تقدير.
ومن الملاحظ ايضا في الصفقة انه قد تحدد سعر شراء أسهم شريحة كبار المساهمين وفقا للاتفاقية بمبلغ 47 جنيها مصريا للسهم.. والسعر قابل للتعديل بالزيادة أو النقصان بناء علي النتائج المالية في نهاية السنة المالية 2006 و في حالة التعديل بالزيادة فلن يتعدي الحد الاقصي لسعر شراء السهم 48.25 جنيه .. كما ان الاتفاقية تنص علي قيام مالكي شريحة الاغلبية بتقديم ضمانات لصالح راغب الشراء.
هذه النقاط كانت في حاجة الي توضيح ولذلك توجه الاسبوعي الي الدكتور ثروت باسيلي _ رئيس شركة امون للادوية وكان لنا معه هذا الحوار:
* في البداية لماذا اختارت الشركات الامريكية الثلاثة قطاع الادوية المصري للاستثمار فيه؟
** قطاع الادوية في مصر من أكثر القطاعات الاقتصادية حيوية ويتميز بالفرص الواعدة للاستثمار في ظل التغيرات الاقتصادية الايجابية التي شهدتها الدولة وتعد شركة امون للادوية من ابرز الشركات العاملة في هذا القطاع وتحقق معدلات نمو مرتفعة تتراوح بين 32 % و37.8 % وهذا بالطبع كان من العوامل المشجعة للشركات الامريكية علي الاستثمار في مصر خاصة تميز مكانة امون للادوية في مصر ومنطقة الشرق الاوسط بالاضافة الي نسب الزيادة المستمرة في عدد السكان.
* الصفقة تعد الاكبر في تاريخ قطاع الادوية المصري حيث يقترب إجماليها من 3 مليارات جنيه مصري.. فهل ستترك قطاع الادوية نهائيا بعد تنفيذ الصفقة؟
** بالطبع لن اترك شخصيا العمل بالشركة حيث سوف استمر فيها كرئيس لمجلس الادارة وعضوا منتدبا حيث اتفقت علي المشترين علي شراء حصة في الشركة الجديدة تصل الي 10% وبالتالي سأستمر كشريك في الشركة وكرئيس لمجلس الادارة كما ان الاتفاق يتضمن الاحتفاظ بالعمالة الموجودة بالشركة بالكامل.
واضاف الدكتور باسيلي ان شرط المشترين الاساسي هو عدم السماح لي شخصيا بمنافسة شركة امون عن طريق تأسيس شركات جديدة تعمل في مجال الدواء.
* وماذا عن اولادك هل يمكنهم تأسيس شركات في مجال الدواء؟
** بالطبع لا ولذلك سيتم انشاء شركة قابضة للاستثمارات المالية براسمال 100 مليون جنيه تصل الي مليار جنيه بعد اتمام اجراءات بيع شركة امون.
واشار الي ان الشركة الجديدة تستثمر في مجالات اقتصادية بعيدة تماما عن مجال الادوية في ظل اتفاقية مع اصحاب عرض شراء امون علي عدم دخوله منافسا لهم بالسوق وتبدأ الشركة عملها العام المقبل حيث تقوم بتأسيس 4 شركات تابعة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والمقاولات والسياحة مشيرا الي توافر التمويل من خلال بيع امون .
* الشركات الامريكية الثلاثة التي قامت بالشراء تعمل في مجال الاستثمارات المالية اي انه يمكنها ان تعيد بيع الشركة بعد فترة.. فما توقعاتك لمستقبل امون للادوية الفترة القادمة؟
** بالطبع جميع الشركات التي تقوم بالاستثمارات المالية هدفها تحقيق الربح في مجالات مضمونة.. وقد بدأت مفاوضاتنا مع المشترين منذ نحو العام وقاموا بالدراسات النافية للجهالة وتأكدوا انه استثمار جيد.. واتوقع احتفاظ الشركات الامريكية الثلاثة بالشركة نحو خمس سنوات وخلال هذه الفترة ستحقق شركة امون كل طموحاتها في السوق المحلي والتصدير حيث إن الشركة مصرح لها بالتصدير لاوروبا وكثير من الدول العربية.
* من الامور التي تحتاج الي توضيح ان سعر الشراء من كبار المساهمين غير محدد بشكل نهائي حيث سيتحدد وفقا لنتائج اعمال عام 2006 .. فما سبب ذلك؟
** الاتفاق تم علي اساس تحقيق رقم مبيعات معين وربحية معينة حتي نهاية عام 2006 وهو رقم صعب للغاية.. فحتي نهاية اكتوبر 2006 حققنا جزءا من المطلوب وخلال شهري نوفمبر وديسمبر مطلوب تحقيق طفرة كبيرة في المبيعات.
* هل الرقم المطلوب تحقيقه في المبيعات حتي نهاية العام الحالي للوصول بالسعر الي 48.25 جنيه للسهم وهو الحد الاقصي للسعر ؟
** بالطبع لا فالرقم المحدد للمبيعات خلال عام 2006 والذي تم الاتفاق عليه ليتم البيع بسعر 47 جنيها للسهم ولتكون قيمة الصفقة الاجمالية 459 مليون دولار اما في حالة عدم تحقق رقم المبيعات المطلوب سيتم النزول بالسعر عن 47 جنيها للسهم وهو ما لا يرغبه كبار المساهمين حيث نحاول جاهدين عدم النزول عن هذا السعر.. اما بالنسبة للحد الاقصي للسعر وهو 48.25 جنيه فلا اظن انه من الممكن الوصول اليه في ظل ظروف السوق الحالية.
* ولكن لماذا لم ينتظر المساهمون حتي نهاية العام وظهور نتائج الاعمال ثم اتمام عملية البيع؟
** لا يمكن الانتظار بالنسبة لصفقة بهذا المستوي كما ان الانتظار لحين انتهاء السنة المالية 2006 يعني احقية المشترين في الارباح لانهم يشترون اسهم لها حصة في الارباح.
* ولماذا قامت الشركات الامريكية الثلاثة بتحديد سعر اعلي لشراء حصة الاقلية في امون للادوية وصل الي 50 جنيها للسهم ؟
** لاحظنا خلال الفترات الماضية في عمليات بيع حصص الحكومة في شركات عامة او بيعها بالكامل حدوث العديد من المشاكل من صغار المساهمين اعتراضا علي عمليات البيع والاسعار التي يتم البيع بها خاصة عندما ترتفع الاسهم بقوة في السوق في اعقاب الاعلان عن عمليات البيع.. ولذلك فضل المشترون ارضاء الاقلية والشراء بسعر اعلي من السعر المدفوع لكبار المساهمين ويكلفهم ذلك 13 مليون جنيه زيادة في السعر لمجرد انهم لا يرغبون في حدوث أية مشاكل.
* ولكن طالما لم يتم الاتفاق النهائي علي السعر بالنسبة لحصة كبار المساهمين.. كيف سيتم التنفيذ في البورصة؟
** سيتم التنفيذ في البورصة بسعر 47 جنيها للسهم بالنسبة لحصة كبار المساهمين في موعد اقصاه 10 ديسمبر القادم وسيتم وضع مبلغ 459 مليون دولار كاملة في حساب في احد البنوك ولن يتم السماح لكبار المساهمين الا بسحب الجزء المضمون من قيمة الصفقة والمحدد بناء علي ارقام المبيعات حتي نهاية اكتوبر 2006.. وبعد ظهور نتائج اعمال الشركة لعام 2006 واعتمادها في 31 مارس 2007 سيتم سحب باقي المبلغ بناء علي رقم المبيعات الذي تحقق ويمكن وقتها ان يكون سعر البيع 47 جنيها او اقل من ذلك او اكثر.
* هل لعملية البيع علاقة بالسداد المعجل لسندات امون للادوية؟
** الشركة قد اتخذت هذا القرار نتيجة الارباح القوية التي حققتها خلال النصف الاول لعام 2006 و التي تجاوزت 97.5 مليون جنيه الي جانب تحسن الموقف المالي للشركة و زيادة التدفقات النقدية مما ادي الي عدم حاجة الشركة لهذه السندات و اتخاذ قرار بالسداد المعجل لها.