أعطي قرار تأجيل جلسات الحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين في لبنان إلي اليوم الخميس فرصة للقيادات المصرفية العربية لالتقاط الأنفاس والتفكير بشكل متأنٍ في كيفية المساهمة في إعادة اعمار لبنان البالغة تكلفتها نحو 9 مليارات دولار. وكان المصرفيون العرب قد اجتمعوا لمدة يومين بالعاصمة اللبنانية بيروت لبحث دور البنوك العربية في إعادة اعمار لبنان وذلك في اطار المؤتمر المصرفي العربي لعام 2006 الذي نظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع مصرف لبنان واتحاد الغرف التجارية العربية ولجنة "الاسكوا" التابعة للأمم المتحدة. وقال الدكتور جوزيف طربية رئيس اتحاد المصارف العربية إن القيادات المصرفية العربية اتفقوا علي عدة آليات للمشاركة في إعادة اعمار لبنان منها إنشاء مؤسسات مالية تتولي إقامة مشروعات متنوعة داخل لبنان وكذا تأسيس صناديق تمويل متخصصة في التركيز علي تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإعادة تأهيلها ماليا من خلال شراء المديونيات المتعثرة المستحقة عليها للبنوك وفي هذا الاطار تم خلال الاجتماعات التي استمرت يومين الاتفاق علي تأسيس صندوق بقيمة 200 مليون دولار لشراء مديونيات المشروعات الصغيرة والمتوسطة اللبنانية ومساعدة هذه المشروعات علي بناء قدراتها وتعزيز امكانياتها. كما شهدت اجتماعات بيروت لقاءات مكثفة بين قيادات مصرفية عربية ورؤساء بنوك لبنانية تم خلالها الاتفاق علي التعاون في إقامة مشروعات في قطاعات عدة علي رأسها السياحة والعقارات والخدمات وكذا التعاون في مجال تدبير القروض المشتركة للمشروعات الاستثمارية اللبنانية الكبري ومنح خطوط ائتمان متوسطة وطويلة الأجل للمصارف اللبنانية. واتفق مستثمرون عرب كذلك مع بنوك لبنانية علي إنشاء صناديق استثمارية تجارية واسلامية لتعبئة الموارد المالية العربية وتوظيفها في مشروعات إعادة البناء والاعمار في لبنان والتعاون في مجال الصيغ التمويلية الأخري. واقترح رؤساء بنوك لبنانية علي نظرائهم العرب دعم القطاع المصرفي اللبناني عبر ايداع أموال به ومنحهم تسهيلات ائتمانية طويلة الأجل وبسعر فائدة مميز وتوظيف فوائض الأموال المتاحة لدي الاسواق المصرفية والمالية العربية داخل السوق اللبناني. ووعد رؤساء البنوك العربية الاستجابة لهذه المقتراحات إلا أنهم طالبوا في المقابل بتهدئة الوضع السياسي ووضع نهاية لحالة التأزم السياسي الحالية التي زادت حدتها في الأونة الأخيرة خاصة مع تهديد بعض الفرقاء السياسيين بالنزول للشارع.