تعتبر محافظة سوهاج احدي المناطق الغنية بالموارد والمقومات الاستثمارية، فعلي الرغم من ان النشاط الزراعي يمثل الهيكل الاقتصادي الاساسي للمحافظة حيث تبلغ المساحة المزروعة نحو 296 الف فدان، الا انها تساهم بقوة في النشاط الصناعي من خلال عدد من الصناعات الغذائية والغزل والنسيج وبعض الحرف كصناعة الاثاث والنسيج اليدوي والسجاد والكليم. ويتواجد علي ارض المحافظة 4 مناطق صناعية وهي: المنطقة الصناعية بحي الكوثر "600 فدان" ، والمنطقة الصناعية غرب طهطا علي مساحة 911 فدانا، بالاضافة الي المنطقة الصناعية بالاحايوة شرق علي نحو 250 فدانا، والمنطقة الصناعية بغرب جرجا والتي تبلغ مساحتها 1086 فدانا. كما يتواجد ايضا مشروع المجمع الصناعي للصناعات الصغيرة علي مساحة 58 فدانا بمنطقة الكوثر الصناعية والذي يتكون من 720 وحدة انتاجية. وتمتاز محافظة سوهاج بتنوع مناطق الجذب السياحي بين القديم والحديث ومن اشهر المناطق السياحية منطقة ابيدوس وتضم معبد سيتي الاول وهو المعبد الوحيد المسقوف بأكمله في مصر. بجانب منطقة اخميم ومنطقة اتريس اللتين تتميزان بوجود العديد من المزارات السياحية الفرعونية والقبطية، وقرية الكوثر السياحية غير انها كباقي محافظات الصعيد تتميز بالمناخ الصحراوي الجاف حيث ترتفع درجة الحرارة في الصيف نهارا وتعتدل شتاء ليلا. ويعتبر قصب السكر من اهم المحاصيل الزراعية حيث يحتل المركز الثاني بعد محافظة قنا وتبلغ المساحة القابلة للاستصلاح 22058 فدانا. ويقول رمضان محمد العبد مدير الغرفة التجارية بسوهاج ان كل الفرص الاستثمارية متاحة امام رجال الاعمال والراغبين في الاستثمار في المحافظة لكنه يري ان الابتعاد عن البنوك والاعتماد علي التمويل الذاتي هو سبب نجاح اي مشروع معتبرا ان الاستعانة بالبنوك تؤدي حتما للتعثر لان تكلفة الاستثمار من خلال تمويل البنوك باهظة خاصة اذا اضفنا له التكلفة الناتجة عن عملية التشغيل نفسها. ويضيف العبد قائلا علي الرغم من صدور قرار الرئيس بتخصيص الاراضي وتمليكها بالمجان للمستثمرين الجادين، الا ان حركة الاستثمار لا تزال بطيئة بسبب عدم وجود منافذ مباشرة للتصدير خاصة ان سوهاج تبعد عن العاصمة بنحو 500 كيلو متر، بخلاف محافظات الصعيد الاخري القريبة من القاهرة مثل المنيا وبني سويف او القريبة من منافذ البحر الاحمر ومواني التصدير مثل قنا واسوان لذلك فان سوهاج ينظر لها علي انها أبعد نقطة علي خريطة الاستثمار في مصر. ويري ان انشاء الطريق الذي يربط البحر الاحمر بسوهاج سوف يختصر المسافة من 6 ساعات الي ساعة ونصف حتي ميناء سفاجا. وحول الاستفادة من الموارد السياحية بالمحافظة قال العبد: علي الرغم من توافر الموارد السياحية الا انه لا يوجد اهتمام بالمزارات السياحية في سوهاج وتقتصر فقط علي سياحة الساعتين بمعني المرور علي مزارات سوهاج ضمن الرحلة "تيك اواي"، وهي في الغالب سياحة لا يمكن البناء عليها او استثمارها بشكل يساهم في ايجاد فرص عمل وفتح مشروعات تقوم علي النشاط السياحي. ويري العبد ان احد اسباب تراجع الاستثمار في الصعيد هو عدم حرص مواطني الصعيد انفسهم ورجال الاعمال منهم علي الاستثمار في الصعيد رغم وجود عدد كبير من رجال الاعمال من الصعيد. تكلفة مرتفعة ويشير محمود عثمان مدير عام قطاع فروع الوجه القبلي بأحد البنوك العامة، الي ان الاستثمار في مدن الصعيد بوجه عام يعتمد علي القطاع الزراعي واستغلال الثروات الطبيعية المتوافرة في الاقليم، وهذا بدوره يحتاج الي اقامة مصانع ومشروعات كبري تتطلب تكلفة عالية. كما ان التمويل البنكي لمثل هذه المشروعات يزيد العبء علي المستثمر، فمثلا انشاء مصنع او مشروع يعتمد علي الموارد المتاحة يحتاج الي 3 سنوات علي الاقل حتي يصبح مشروعا منتجا تكون خلالها تكلفة القرض والفوائد المحتسبة عليه قد تضاعفت علي المستثمر ولا يستطيع الوفاء بها. ويضيف عثمان ان تسويق المنتجات والطاقة الاستهلاكية الكبيرة توجد في القاهرة كما ان مراكز وادارات الشركات والمصانع الكبري المقامة في الصعيد مثل مصنع الألومنيوم والسكر والاسمنت توجد في القاهرة، وهذا يفسر عدم وجود تمويل واسع من البنوك في محافظة مثل قنا علي الرغم من انها ترتبط بمواني البحر الاحمر من خلال طريقي سفاجا والقصير. ورغم تراجع الدور التمويلي للبنوك في محافظات الصعيد وعدم توافقه مع ما تمتلكه هذه المنطقة من فرص استثمارية الا ان البنوك تحرص علي تواجد فروعها، وذلك يعود - حسب عثمان- الي زيادة نشاط التجزئة المصرفية مثل تجارة الخردوات والملابس، والعقارات، والقروض الصغيرة، والمواشي وغيرها وهو تمويل مربح للبنوك ومنخفض المخاطر بجانب الدور الاجتماعي الذي تقوم به البنوك العامة.