تساهم تعاملات العرب والاجانب في نشاط السوق المصرية بصورة كبيرة وقد شهدت السوق مؤخرا عودة عمليات الشراء القوية من المستثمرين العرب والأجانب لتصل تعاملاتهم لحوالي 30% من قيمة التداول اليومي. ورغم اهمية المستثمر العربي في البورصة الا ان تعاملاته الضخمة ومضارباته تؤدي في أحيان كثيرة الي الاضرار بالسوق مثلما حدث في بداية العام الحالي حينما تسبب مستثمر اماراتي في انخفاض المؤشر بقوة حينما قام بتصفية محفظته بالكامل. وطالب الخبراء بضرورة وجود قوة موازية تعمل علي ايجاد توازن مع تعاملات العرب الضخمة وهذه تتمثل في المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار المحلية. أكد زياد محمد فرج سمسار بشركة سيتي تريد لتداول الأوراق المالية علي عودة المستثمرين العرب والأجانب بقوة للشراء خلال الفترة الماضية مع تركيزهم علي الاسهم النشطة في مقدمتها هيرمس والعربية لحليج الأقطان وبعض أسهم الاسكان. وأوضح ان تعاملات العرب والاجانب تركزت في تعاملات اليوم الواحد بالشراء بداية الجلسة والخروج نهايتها بالقيام بدورات سعرية لتحقيق مكاسب سريعة مما أدي إلي زيادة حدة المضاربات علي حساب الاستثمار متوسط وطويل الاجل الذي تقوم به المؤسسات. وأشار إلي ان الأجانب الأوروبيين والأمريكيين وبعض الصناديق المسجلة بالخارج ركزوا علي الأسهم القوية والقائدة التي تعتمد علي قوة نتائج أعمالها وأصولها الضخمة في مقدمتها اسهم الاتصالات وشركة اوراسكوم للانشاء والصناعة وبعض شركات الاسمنت اعتمادا علي نمو ارباحها خلال الفترة القادمة. ومن جانبه اكد عصام مصطفي المحلل المالي علي عودة عمليات الشراء القوية للعرب والأجانب خلال الفترة الأخيرة وتركيزهم علي عمليات المضاربة خلال دورات سريعة خاصة عمليات اليوم الواحد Same day مما زاد من حدة المضاربات في السوق المصري خلال الفترة الأخيرة لتصبح ظاهرة. وأوضح ان الاستثمار العربي يتسم بالمضاربات والاستثمار قصير الأجل خصوصا في سوق الأوراق المالية. كما أشار إلي ان التاريخ المحدود للمستثمر العربي في البورصة تاريخ سلبي وذلك سبب حدوث أزمات في البورصات العربية وتكرارها. وطالب مصطفي بزيادة دور المؤسسات المحلية في السوق لتكون قادرة علي ايجاد توازن في السوق عند قيام المستثمرين العرب بالبيع غير المبرر احيانا. وتوقع مصطفي اتجاه البورصة الي الاستقرار والاستعداد للانطلاق في قناة تصاعدية خلال شهر اكتوبر بعد خروجها من نطاق الانخفاض الانهياري بعد مكاسب السوق للسيولة وزيادة العمق فكلما اتجهت السوق نحو الربع الأخير من العام الحالي تقل احتمالات التراجع ويسير السوق بشكل تصاعدي يتخلله عمليات جني أرباح لتعويض الخسائر السابقة. وأكد الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب للأهلي لإدارة صناديق الاستثمار علي ان العرب يعتمدون علي المضاربات السريعة في استثماراتهم الا أن بعضهم يحتفظ بالاسهم لفترات ليست بكبيرة وظاهرة المضاربات السريعة تجذب بعض المستثمرين الأفراد المصريين للسير وراء تعاملات العرب مما يزيد من حدة المضاربات والتركيز علي أسهم المضاربات من خلال تعاملات اليوم الواحد بالشراء بداية الجلسة والخروج في نهايتها. واكد ان سلوك المضاربين غير متوقع مما يجعل الأزمات أكثر حدة عند حدوثها متوقعا ان تشهد الفترة القادمة ارتفاعا ملحوظا مع انتهاء فترة عمليات جني الأرباح. وأضاف ان المؤسسات تركز علي الأسهم القوية بالاعتماد علي نتائج اعمالها واصولها ونمو ارباحها خلال الفترة القادمة. واضاف الي انه مع اقتراب الربع الأخير للعام المالي سيكون اتجاه السوق تصاعديا بعد زيادة سيولة السوق وعمقه وقلة احتمالات الانهيار الدرامي للسوق.