طوت الدورة الحادية عشرة لفاعليات مؤتمر اليورومني العالمي والذي تستضيفه مصر في هذا الوقت من كل عام أوراقها بعد ان شهدت هذا العام حضورا مكثفا من المشاركين الأجانب سواء المستثمرين أو الخبراء علي حساب أولئك العرب الذين كانوا أقل حضورا، وعلي الرغم من ان المؤتمر هذا العام لا يختلف كثيرا عما سبقه من الأعوام الماضية الا ان المشاركين في المؤتمر مازالوا يؤكدون علي انه يمثل احدي اهم المحافل التي تسهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات الاجنبية والعربية لمصر فضلا عن كونه يحلل ويناقش ويبحث وينتقد أيضا الأوضاع الاقتصادية محليا ويقارنها بتلك العولمة الاقتصادية. "العالم اليوم" تابعت جلسات مؤتمر هذا العام الذي حمل شعار "سبل تمويل النمو الاقتصادي بمصر" واستطلعت آراء المشاركين حول ما دار به من نقاشات وما خرجت به مصر من هذا المحفل العالمي السنوي. يقول الدكتور سمير رضوان المدير التنفيذي السابق لمنتدي البحوث الاقتصادية ان مناخ الاستثمار في مصر قادر علي اجتذاب استثمارات كافية تلبي احتياجات وخطط التنمية التي تتبناها الحكومة مركزا علي عدد من القضايا المتعلقة بالضمانات المطلوب توافرها للاستثمار الخاص الساعي لضخ أمواله في مشروعات عامة، وعلي نوعية المجالات المفتوحة للاستثمار أمام المستثمرين الأجانب، وعلي سوق العمالة المصرية وأداء أسواق المال وتأثيرها علي الاقتصاد. شدد رضوان علي أهمية معالجة الحكومة المصرية للنقص في العمالة الماهرة في مصر، وضرورة الاهتمام ببرامج التدريب محملا مسئولية ذلك علي القطاع الخاص بشركاته ومؤسسات في مختلف القطاعات، اضافة إلي الحكومة المصرية التي طالبها بضرورة تنسيق برامج مدروسة وعلمية لعلاج تلك القضية. ويري رضوان ان ما تم من اصلاحات في السنوات الأولي من البرنامج يمكن وصفه ب "الجيل الأول من الاصلاحات" مشيرا إلي أن التطورات التي تشهدها مصر في العامين الاخيرين تمثل بداية الجيل الثاني من الاصلاحات الذي تحيطه أمال عريضة بتحقيق معدلات نمو مرتفعة في قطاعات مختلفة بالاقتصاد، والتي اعتبرها رضوان التحدي الاكبر الذي يواجه برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري والذي يتمثل في معدلات البطالة وارتفاع اعداد العاطلين في سوق العمل، وهو ينعكس بدوره في صورة ضغوط متزايدة علي عاتق الحكومة لايجاد المزيد من فرص العمل لعلاج تلك المشكلة واستيعاب الاعداد الجديدةالداخلة إلي سوق العمل. وعما يمتاز به مؤتمر اليورومني هذا العام عن الاعوام الماضية يقول رئيس منتدي البحوث الاقتصادية السابق ان فعاليات هذا العام شهدت مزيدا من المشاركة الاجنبية في ظل التوسعات الاستثمارية التي شهدها المناخ المصري خلال الفترة الماضية علي جميع الاصعدة الاقتصادية، حاثا في نفس الوقت علي ضرورة توافر البيانات وسرعة تقديمها إلي هذه المؤسسات الدولية حتي يمكن لها أن تعد تقارير دقيقة عن مناخ الاستثمارات في دول العالم ومن بينها مصر. وعما يميز مؤتمر هذا العام عن الأعوام السابقة يقول د.زياد بهاء الدين رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ان الوزارات والهيئات الاقتصادية هذا العام نظمت حلقات نقاش وموائد مستديرة للعمل تضم مجموعات من المستثمرين المصريين ونظرائهم العرب والأجانب في كل القطاعات سواء التجارية أو التصديرية وكذا الاستثمار الصناعي والعقاري والسياحي فضلا عن تواجد شريحة كبيرة من التحالفات المصرفية العالمية سواء بنوكا أوروبية واجنبية وعربية ايضا خاصة بعد الاندماجات التي شهدها السوق المصرفي محليا. ويؤكد رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة علي ان التواجد الأمني هذا العام كان كثيفا قاصدا تكاثر الشرائح الأجنبية علي الشرائح العربية لكنه لا يقلل من التواجد العربي والذي قال انه يمثل اهم الشرائح التي تتعامل معها الجهات المصرية في التحالفات الاقتصادية والاستثمارية. خبراء البنوك وحول أهمية المؤتمر هذا العام بالنسبة للقطاع المصرفي يؤكد محمد أوزالب نائب رئيس بنك مصر ان مؤتمر اليورومني يعد أحد الادوات المستخدمة في تعريف العالم الخارجي بقدرات الاقتصاد المصري فهو اداة فاعلة وموثرة في مختلف المجالات الاقتصادية في ظل ما تشهده مصر حاليا لاعادة الهيكلة في جميع القطاعات. ويوضح ان المؤتمر يساهم في فتح فرص واسعة للاستثمار في السوق المصرية مشيرا إلي أن المؤتمر يطرح مجموعة من الافكار للمناقشة علي لفيف من المستثمرين والمصرفيين والخبراء في مصر والعالم الخارجي مؤكدا علي حاجة مصر المستمرة إلي التطوير والتحديث وتخفيف القوانين وازالة بيروقراطية التنفيذ خاصة في ظل المنافسة المتاحة بين البلدين. ومن جانبها تقول سحر السلاب نائب رئيس ادارة البنك التجاري الدولي (مصر) انه من بدء انعقاد مؤتمر اليورمني منذ 11 عاما وجميع اطراف الاقتصاد المحلي والاجنبي يلتقون ليستمعوا إلي التجارب الناجحة سواء في مصر أو في الخارج لمضاهاتها والسير علي خطي ثابتة نحو النجاح مشيرة إلي أن المؤتمر يعرض ملامح التطوير التي حدثت في الاونة الاخيرة في مصر كذلك الخطوات التي سيتم تنفيذها في المستقبل القريب. وتوضح السلاب ان اعضاء الحكومة المصرية يحاولون من خلال هذه اللقاءات كشف خطوات التطوير والتحديث المستهدف الوصول إليها في المستقبل القريب مما يساعد في طمأنة المستثمرين علي استثماراتهم في مصر والعمل علي زيادتها متوقعة دخول مصر في مرحلة متقدمة من الاستثمار الاجنبي نتيجة التطوير والتحديث الذي يشهده الاقتصاد المصري في جميع المجالات المختلفة. البورصة وسوق المال يقول ياسر الملواني رئيس مجلس ادارة المجموعة المالية هيرميس القابضة يقول إن مؤتمر هذا العام يأتي بعد فترة خمول سيطرت علي سوق الأوراق المالية تبعتها فترة من التراجعات القوية أثرت علي نفوس المتعاملين بالبورصة المصرية من المستثمرين الأجانب مؤكدا علي أنه فرصة قوية لتوضيح حقائق مايحدث بالسوق لهؤلاء الأجانب عن قرب وإعادة ثقتهم بالسوق من خلال المشاركة الحقيقية في فعاليات مثل هذا المؤتمر الذي يعرض بالتحليل والتفصيل لما تقدمه الجهات المصرية المسئولة عن السوق من اَليات ومزايا مستحدثة. ويشير الملواني أيضا إلي أن اليورومني هذا العام شهد مشاركة قوية من جانب شركات مالية تعمل بالبورصة لم يكن لها وجودا العام الماضي فضلا عن مشاركة مجموعة جيدة من شركات الخدمات المالية الأمر الذي يرفع من معنويات المستثمرين الأجانب والعرب في البورصة المصرية. ومن جانبها قالت أماني حماد العضو المنتدب لشركة عكاظ لتداول الأوراق المالية أن فعاليات اليورومني هذا العام شهدت مشاركة أجنبية موسعة فاقت تلك العربية مرجعة ذلك إلي أن مناخ الاستثمار المصري سواء في مجالات البورصة أو السياحة أو العقارات بدأت تروق للمستثمرين الأجانب وبدأوا يجدوا بها ملاذهم.