وجه جيتس أنظار العالم الي هذا الفكر الجديد من التبرعات عندما أعلن انه يعتزم التبرع بمعظم ثروته، وتلاه بوفيت الذي قال انه سيتبرع ب 30 مليارا من ثروته البالغة 44 مليار دولار لدعم المشاريع الخيرية لمؤسسة '"بيل اند ميليندا جيتس"، في اطار توحيد جهود مكافحة الأمراض والفقر في أنحاء العالم قائلا "كيف تستقيم حياة الرفاهية وسط أناس لا يملكون شيئا لست بحاجة لكل ما لدي من أموال. ومؤخرا نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" بأن انيل اجاروال مؤسس ورئيس مجموعة "فيدانتا" للتعدين تبرع بنحو ثلث ثروته (3,5 مليار دولار) لانشاء جامعة في بلده الهند ليسجل بذلك أكبر تبرع لمؤسسة تعليمية ونقلت عنه الصحيفة قوله "ما فائدة الاموال اذا لم تصب في مصلحة المجتمع" مضيفا انه يتطلع لمؤسسة تعليمية علي غرار جامعتي "اوكسفورد" و"ستانفورد". وانضم اليهم نجم أفلام الحركة جاكي شان الذي يفكر في التبرع بنصف ثروته للأعمال الخيرية بعد مماته وقبل يومين أعلن الملياردير المكسيكي كارلوس سليم وهو ثالث أغني رجل في العالم انه سيتبرع بجزء كبير من ثروته لبرامج صحية وتعليمية واجتماعية في المكسيك من أجل تحسين مستوي المعيشة وتقول سوزان بريزفورد رئيسة مؤسسة فورد للاعمال الخيرية "مستوي وحجم الرغبة في المساعدة يتنامي بشكل استثنائي أتوقع مزيدا من هذه الاعلانات". ويصف المراقبون هذه الموجة بأنها تغيير ربما يكون دائما في مفهوم التبرعات الخيرية من جانب كبار الأثرياء الذين يريدون "تقدما جديا" في الأوضاع العالمية، ولا يريدون ترك الساحة خالية أمام المنظمات غير الحكومية الضعيفة او الهيئات الحكومية التي تعاني من البيروقراطية. ونحن لا ننسي مقولة جيتس الشهيرة العالم يدير ظهره لمليارات الناس الحكومات الغنية لا تكافح عددا من أفتك الامراض علي وجه الارض لأن هذه الأمراض ببساطة غير موجودة بين الاغنياء والقطاع الخاص لا يعكف علي تطوير ادوية لهذه الأمراض لأن الدول النامية لن تستطيع تحمل اسعارها المرتفعة والحكومات النامية لا تتحرك بشكل فعال بما يكفي لتحسين صحة شعوبها واوضاعهم الانسانية. ويعتقد اثرياء العالم أن تبرعاتهم تستطيع أن تحقق كل هذه النتائج فمؤسسة بيل جيتس وزوجته تسيطر الآن علي اصول لا تقل قيمتها عن 60 مليار دولار، وهي "قاعدة مالية قوية" تستطيع ان تقدم 152 دولارا كل ثانية بافتراض انه يتم استثمارها بمعدل فائدة 8 % سنويا كما يزيد هذا المبلغ علي اجمالي الناتج المحلي لسبعين في المئة من دول العالم ويعادل اجمالي الناتج المحلي لولاية نبراسكا الامريكية كما انه يكفي لتمويل أنشطة الأممالمتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة واذا قررنا توزيعه نقدا فسيكون كافيا لأن يحصل كل انسان علي وجه الأرض علي 9,19 دولار. ويقول خبير في تقديم الاستشارات للمؤسسات التي لا تستهدف الربح ''أتوقع أن يتم الآن تنظيم حفلات خيرية يطالب فيها جيتس وبوفيت من كل فرد من الحضور بالتبرع بمليار دولار وأعتقد ان أبرز ملامح التطور في مجال الاعمال الخيرية هو الرغبة في قياس حجم وتأثير هذه الاعمال عادة ما نقول أن الاعمال الخيرية يصعب قياس تأثيرها، لكن الشخصيات الكبيرة أمثال جيتس لن تهدأ قبل الحصول علي أرقام دقيقة سيكون جيتس صارما في الاعمال الخيرية تماما كما هو في مجال الاعمال ولذا فنحن الآن نتطلع لمستقبل أفضل.