أدت حالة الغموض والترقب التي تحيط بمصير عدد من البنوك التي تم طرحها للبيع ولم يحدد مصيرها حتي الان الي اصابة الكثير من العاملين بها بدرجات من التوتر والقلق والتي قد تصل الي حالة الاكتئاب لدي بعضهم وخاصة العاملين اصحاب الاعمار المرتفعة خوفا علي مستقبل عملهم ورغم هذه الحالة النفسية الا ان موظفي هذه البنوك رفضوا فكرة وجود طبيب نفسي بالبنك لمتابعة حالاتهم والحد من حالات التوتر والقلق التي قد تكون لدي بعض الموظفين. بداية يعترف سعيد مصطفي السيسي مدير الادارة العامة للائتمان ببنك الاستثمار العربي بوجود حالة من القلق داخل البنوك الجاري بيعها الا انه يعود ويقول ان هذه الحالة لاتصل الي مرحلة الاكتئاب بل لاسباب كثيرة سواء تعلقت بظروف العمل او الظروف الاجتماعية او الاقتصادية فمن ناحية العمل فإن المصرفي يكثر من التفكير وينتظر ما قد يحدث ولكن ضغوط العمل تهون طالما زادت درجة حبك للعمل والاستمتاع به وذلك يحد من الاصابة بالاكتئاب او التوتر. واشار الي ان المصرفيين مروا بفترات شديدة القسوة في السنوات الماضية والتي ارتبطت بقضايا الفساد بالبنوك ونجحنا في تخطيها واكد علي انه لايمكن ان يكون هناك طبيب نفسي بالبنك لان العملية لم تصل الي حالة الاكتئاب بل هي مجرد درجات القلق. ويشير عبدالرحيم حسين عبد المجيد مدير ادارة التفتيش ببنك الاستثمار العربي الي ان هناك حالات من الترقب وانتظار ما يحدث وليس اكتئاباً او قلقاً في ظل ما اعلنه البنك المركزي ان الشرط الاساسي لبيع اي بنك هو الحفاظ علي حقوق العاملين فيه وتم الاعلان عن ذلك في جميع حالات البيع التي تمت سابقا لذلك فان حالة الترقب التي لدي العاملين لاتؤثر علي اداء العمل ولكن هناك اسباباً اخري تؤثر علي الحالة النفسية للمصرفي ومنها ظروف العمل حيث ان طبيعة العمل المصرفي له مواصفات معينة تلتزم الدقة والتركيز التام في اداء العمل لانها مهمة مرتبطة بالاموال والحسابات ولابد ان تتم بشكل صحيح ودقيق والخطأ غير مقبول وهذا يؤثر بشكل او باخر علي النواحي النفسية والعصبية للمصرفيين ولكن يقل هذا التوتر مع زيادة الخبرة المصرفية في اداء العمل والتي تعطي الثقة لهم. وعن مدي امكانية ان يكون هناك طبيب نفسي بالبنك لخدمة العاملين فيه ذكر عبد الرحيم ان هناك اطباء متواجدون بالفعل في البنك ولكن في تخصصات اخري وليس هناك تخصصات نفسية لان الطب النفسي في المجتمعات الشرقية والعربية سيئ السمعة وليس له مكانة علي الرغم من ان الناحية النفسية لديها اثر مباشر علي الكفاءة الانتاجية لذلك فان اصابة اي شخص بالتوتر او القلق يقتصر الامر علي اعطائه اجازة محددة الي أن يعود لحالته الطبيعية. ويشير عز الدين عبدالرحيم احمد مساعد مدير الائتمان ببنك الاستثمار العربي إلي ان حالات الاكتئاب قد تزيد لدي البعض وخاصة الذين لديهم استعداد لذلك. ويؤكد عز الدين علي ان الايمان بالله وترك الامور لارادته سوف تريح الانسان وتخفف عنه ضغوط الحياة والعمل. يقول شريف صبري مراقب بالبنك الوطني للتنمية فرع البو رصة ان السبيل الوحيد للخروج من هذه الحالات هي الثقة في الله والايمان بأن كل شي يرجع للقسمة والنصيب. وعموما فان الخبرة التي يمتلكها اي مصرفي ستفيده جيدا في مختلف الاحوال سواء تمت الاستغناء عنه ام لا حيث سيكون من السهل عليه ايجاد عمل في مكان اخر ولذلك فالامر لن يفرق معنا كثيرا. ويضيف انه علي اي شخص ان يحاول تغيير نمط حياته لتخفيف شدة الاعباء والتوترات التي قد تصيبه وعليه ايضا استغلال يومي الاجازة الجمعة والسبت في قضاء وقت ممتع ومفيد لنفسه ولاسرته. واكد علي ان المصرفيين اقل فئات المجتمع التي يمكن ان تصاب بالاكتئاب بالمقارنة بفئات العاملين في المجالات الاخري والتي تحسده علي ماهو فيه. ورفض صبري فكرة وجود طبيب نفسي في البنك قائلا لسنا في حاجة الي طبيب من هذا النوع لانه ليست هناك شكاوي حقيقة في هذا التخصص وهناك طبيبان متواجد ان يوميا بالبنك لمتابعة اي حالة طارئة وهم تخصصات الباطنة والقلب ويتم تحويل باقي الحالات الاخري الي اطباء بالخارج يتم التعاقد معهم بواسطة ادارة البنك. وأبدت فاتني حسين موظفة بادارة الائتمان لدي احد البنوك المعرضة للبيع حالة من الاستياء والقلق حيال الظروف الحالية مشيرة الي ان هناك حالة من التوتر والقلق تنتاب الكثير من العاملين وعلي مستوي البنك فهناك غموض يحيط بمستقبل البنك وهو رايح فين وهيحصل ايه قائلة انظر حولك وتري حقيقة ما يحدث واضافت ان ضغوط الحياة اليومية وغلاء الاسعار وكان اخرها ارتفاع اسعار البنزين اثر بشكل مباشر علي الحالة النفسية والعصبية علي جميع المواطنين وليس المصرفيين وحدهم. وفي مداخلة من احد العاملين بالبنك رفض ذكر اسمه ذكر ان هناك حالة عامة من التوتر او القلق تصيب الجميع في ظل الظروف الحالية سواء الداخلية او الخارجية وهي تؤرق اي انسان وما يحدث في لبنان من تدمير وخراب وقتل للابرياء من الاطفال والنساء لاشك كان له اثر كبير علي الحالة النفسية والعصبية لدي الكثيرين منا ولكن هذه الحالات لاتستدعي ان يكون هناك طبيب نفسي بالبنك لانها حالة عامة والطبيب هيلاحق علي مين ولا مين.