بدأت روسيا محادثات مهمة مع أوكرانيا أمس بشأن بيع غازها الطبيعي في حين طالبت موسكو بعلاقات اقتصادية أوثق، وأعرب رئيس وزراء أوكرانيا عن رغبته لعدم التوازن في العلاقات بين البلدين. واستقبل فيكتور يانوكوفيتش رئيس الوزراء الموالي لموسكو استقبالا حارا إلا أنه ليس مؤكدا أن ينجح في إقناع جارته القوية بتعليق تهديدها بزيادة أسعار الغاز في عام 2007 مما قد يؤدي لتعثر الاقتصاد الأوكراني. وفي إشارة واضحة للخلاف حول أسعار الغاز في يناير من العام الماضي الذي أدي لوقف إمدادات الغاز الروسية لأوكرانيا وكل أوروبا قال يانكوفيتش إن الاتصالات رفيعة المستوي بشأن التعاون الاقتصادي مهمة جدا في الوقت الراهن. وتابع في تصريحات صحفية: ينبغي أن نقضي علي عدم التوازن في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا. وفي يناير رفعت شركة جازبروم الروسية أسعار الغاز من 50 دولارا إلي 90 دولارا لكل ألف متر مكعب وحذرت من رفع اَخر إلي 230 دولارا من 2007. ويقول محللون إن ارتفاع سعر الغاز فوق 120 دولارا يضر بقدرة الصناعة الثقيلة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة التي تقود الاقتصاد الأوكراني. ويذكر أن هناك خلافا حادا شب في الشتاء الماضي بسبب اتهام روسيا لأوكرانيا بسرقة الغاز من أنابيبه التي تمتد عبر الأراضي الأوكرانية فيما اتهمت كييف روسيا بتدمير خطي نقل الغاز عبر أراضيها عمدا. واتسع الخلاف ليشمل تبليسي وأدي هذا الصراع علي مصدر حيوي للطاقة إلي أسوأ شتاء تشهده أوروبا الشرقية منذ عقود حيث تسببت موجة الصقيع في مقتل أكثر من 100 شخص. ومن غير المتوقع أن تشهد المباحثات نتائج ملموسة خلال وقت قصير حيث تتباين المواقف وهناك خلاف حاد حول التسعير. والمعروف أن أوكرانيا هي إحدي الجمهوريات السوفييتية السابقة التي انفصم عراها عن الاتحاد السوفييتي في أعقاب سقوطه. ومن غير المعلوم اشتراك أطراف أخري في المباحثات رغم ما يمثله الغاز الطبيعي من أهمية قصوي لهذه البلاد وعلي رأسها جورجيا وبعض الدول الأبعد مثل بولندا التي أدي ضعف إمدادات الغاز فيها إلي مقتل حوالي 50 شخصا.