ذكر تقرير مالي متخصص ان معالم اداء سوق الكويت للاوراق المالية "البورصة" اختلفت بشدة بين النصف الخيرمن العام الماضي والنصف الاول من العام الحالي. واوضح تقرير صادر عن شركة بيان للاستثمار حول اداء السوق خلال النصف الاول من العام الجاري ان المكاسب في جميع اشهر النصف الثاني من العام الماضي باستثناء ديسمبر واصلت مستواها السابق الا ان البورصة تخبطت باداء متباين خلال الاشهر الستة الماضية. وكان اداء البورصة قد اعطي اشارة واضحة علي بداية مرحلة التذبذب في شهر نوفمبر وديسمبر 2005 وما ترافق انذاك من تراجع في نشاط حركة التداول. وذكر ان بداية العام 2006 كانت موجعة علي جميع الاصعدة مع خسارة الكويت لسمو الاميرالراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح في شهر يناير وفترة الحداد التي عمت البلاد لتتوالي بعد ذلك الكثير من الظروف السلبية وتسحب معها الي الاسفل آمال الكثيرين باستمرار الانتعاش في السوق. وافاد التقرير انه كان من الجيد ان نري استمرارية في الانتعاش والاداء الممتاز الا ان ما حدث كان متوقعا لاسيما ان اسعار الاسهم او الكثير من الاسهم تضخمت بشكل كبير خلال العام 2005 الامر الذي يوجب حركة تصحيحية في السوق. وقال ان شهر فبراير الماضي كان بداية الانخفاض في اداء السوق وان مارس الماضي كان اسوا مرحلة يمر بها السوق عندما تكبدت فيها الاسعار والمؤشرات خسائر كبيرة نسبيا. واضاف ان نتائج الربع الاول لم تساهم في تأمين عامل ايجابي للكثيرين والذين املوا أن تبقي الامور علي ما كانت عليه في الاعوام الثلاثة الماضية. ذكر ان النتائج بينت مدي ضعف نوعية الارباح السابقة وارتباطها بشكل كبير بأسواق المال مع ابتعاد الشركات عن ممارسة نشاطها الرئيسي. واضاف ان الشركات المدرجة في السوق سجلت تراجعا بنحو 38% في ارباح الربع الاول والتي بلغت نحو 469 مليون دينار كويتي متراجعة من نحو 759.4 مليون دينار حققتها في الربع الاول من العام 2005. سياسة نقدية وتطرق التقرير الي السياسة النقدية وقال ان البنك المركزي الكويتي لم يقم خلال النصف الاول بأي تغيير علي سعر فائدة الخصم علي الدينار الكويتي والذي كان قد استقر عند 6% بعد اخر تعديل في نوفمبر 2005 حيث رفع البنك المركزي الفائدة بمقدار 25 نقطة اساس. وذكر ان البنك المركزي قام خلال النصف الاول من العام 2006 بتعديل سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار الامريكي اذ تم رفع سعر صرف الدينار مقابل الدولار في شهر مايو الماضي من 299.63 فلس للدولار الي 289.14 فلس مقابل الدولار حاليا. وقال ان بيانات البنك المركزي الكويتي تشير الي ارتفاع عرض النقد وفق مفهومه الواسع "ن3" الي نحو 15.05 مليار دينار كويتي بنهاية مايو الماضي محققا بذلك نموا بنسبة 14.9% مقارنة بيانات هذا البند في ديسمبر الماضي حيث بلغت الكتلة النقدية انذاك 13.1 مليار دينار. وحول القيمة السوقية للسوق اوضح التقرير انه علي الرغم من حالة التراجع التي احاطت ببورصة الكويت وتذبذب الاداء خلال النصف الاول فان الارقام تدل علي ان خسائر السوق تبقي معقولة لاسيما ان المؤشر السعري فقد 12.6% في حين تراجع المؤشرالوزني بنسبة 9.7% خلال الاشهر الستة الماضية. واضاف انه بنهاية الفترة بلغت القيمة الرأسمالية لسوق الكويت للاوراق المالية نحو 38.3 مليار دينار مسجلة بذلك تراجعا بلغ مقداره 1.9 مليار دينار عن القيمة الرأسمالية للسوق بنهاية العام 2005 حيث بلغت آنذاك نحو 40.2 مليار دينار. وعن تطور القيمة الرأسمالية للسوق منذ العام 2000 وحتي يونيو 2006 قال التقرير ان القيمة الرأسمالية لبورصة الكويت شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الاخيرة وكان الابرز هو النمو الذي حققه السوق منذ العام 2003 حيث ادت المكاسب المرتفعة للبورصة وكذلك الادراجات الجديدة علي مدي نحو 3 اعوام الي نمو كبير في قيمة السوق الكويتي وكانت اكبر نسبة نمو قد حدثت في العام 2005 قبل ان تبدأ التراجع العام الحالي فيما بلغت نسبة النمو المركب للقيمة الرأسمالية 23.3% خلال الفترة الممتدة من بداية العام 2001 وحتي يونيو 2006 اي 5 سنوات ونصف السنة. وتطرق التقرير الي مؤشرات السوق وقال ان اداء المؤشرات الرئيسية للاسهم المدرجة في بورصة الكويت خلال النصف الاول من عام 2006 شهد تذبذبا وتدنت المؤشرات الي مستويات منخفضة نسبيا مقارنة باغلاق العام الماضي.