علي نحو غير متوقع تراجعت ثقة الاعمال الفرنسية للشهر الثاني في يونيو مع انكماش معدل التأييد الشعبي للحكومة الي ادني مستوياته . و وفقا للاستطلاع الذي اجراه المكتب القومي للاحصائيات " انسي " لآراء اكثر من الفي شركة تصنيع انخفض مؤشر الثقة من 108 نقطة في مايو الي 107 نقطة هذا الشهر . و جاءت النتيجة اضعف من تقديرات المحللين اللذين توقعوا عدم تغير قراءة المؤشر عن مايو . و من المتوقع ان يواجه رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان صعوبات كثيرة لتنفيذ خططه المتعلقة باقرار تعديلات في قوانين العمل و خفض تكاليف الشركات قبيل انتخابات 2007 بعد سلسلة من الاخفاقات السياسية . و قام دو فيلبان بتأجيل التصويت حتي انتهاء صفقة اندماج شركتي الطاقة " جاز دو فرانس " و " سويز " . و كان قد اضطر الي التخلي عن قانون يسمح بتخفيف القيود علي صرف العمالة بعد الاحتجاجات الواسعة للمواطنين و التي اجتاحت كافة ارجاء البلاد . و تاتي المتاعب السياسية التي يواجهها دو فيلبان وسط تسارع وتيرة النمو الاوروبي . و توسع اقتصاد اليورو ب0.6 % في الربع الاول فيما يعد ضعف ايقاع الربع السابق عليه . و يبشر ذلك بزيادة صادرات فرنسا ثالث اكبر اقتصادات القارة الاوروبية لان المنطقة تستقبل اكثر من نصف اجمالي الشحنات الفرنسية . و يواجه دو فيلبان اعتراضات متزايدة من داخل حزبه فيما يتعلق باصدار قانون للسماح بابرام صفقة اندماج بين شركتي " جاز دو فرانس " و " سويز " و الذي من شأنه تقليص الحصة الحكومية في الاولي . و بدأ الحديث عن الصفقة منذ فبراير لحماية " سويز " من عرض التملك العدائي الذي تقدمت به شركة الطاقة الايطالية " انيل " . و اظهر استطلاع حديث فقدان رئيس الوزراء الفرنسي ل 65 % من شعبيته . و تضررت سمعة دو فيلبان ايضا بسبب ما عرف باسم " فضيحة كلير ستريم " حيث ادت معلومات من مصدر مجهول الي فتح تحقيق في اتهامات في ان بعض السياسيين الفرنسيين و من بينهم وزير الداخلية نيكولا ساركوزي لهم ارصدة سرية في المؤسسة المالية" كلير ستريم " . و رغم نفي دو فيلبان لتورطه في تلك الفضيحة الا انها قلصت مصداقيته لدي الشعب الفرنسي . اليورو و يخشي الخبراء من ان يفقد ارتفاع الصادرات بعض تأثيره الايجابي علي عجلة النمو نتيجة لصعود العملة الاوروبية الموحدة ( اليورو ) ب6.2 % هذا العام مما يجعل الصادرات الفرنسية و الاوروبية بشكل عام اقل قدرة علي المنافسة مع نظيراتها العالمية في الاسواق الخارجية لانها تصبح اغلي ثمنا . الفائدة من جهة اخري يتوقع ان يقوم البنك الاوروبي المركزي برفع سعر الفائدة لكبح جماح التضخم الذي يشعله سرعة النمو و ارتفاع اسعار النفط . و كان البنك قد رفع تكاليف الاقراض ثلاث مرات خلال ستة اشهر لتصل الي 2.75 % فيما اشار محافظه جان كلود تريشيه الي انه سيتخذ الاجراءات الضرورية لاحتواء الضغوط التضخمية . و يتوقع المستثمرون ان تواصل الفائدة الاوروبية ارتفاعها حتي تصل الي 3.25 % في نهاية العام الجاري . و هناك احتمالات قوية بان تؤدي توقعات رفع الفائدة الي جانب صعود النفط الي انكماش ثقة المصنعين في المانيا و ايطاليا . و اوضح استطلاع " انسي " هبوط المؤشرات الفرعية المسئولة عن تعقب طلبيات التصدير و اجمالي الطلبيات و الانتاج الي ادني مستوياتها منذ يناير في الوقت الذي قفز فيه مقياس التضخم الي اعلي مستوياته منذ ديسمبر 2004 . و علي صعيد النمو توسع الاقتصاد الفرنسي ب0.5 5 في الربع الاول مقارنة ب0.3 % في الربع الاخير من 2005 . و يتوقع انسي ان يتحسن ايقاع النمو الي 0.6 % في الارباع الثلاثة المتبقية بقيادة الانفاق الاستهلاكي و 2 % خلال العام . و تتوقع الحكومة نموا ما بين 2 و 2.5 % في 2006 مقارنة ب1.2 % العام الماضي .