يراهن عدد كبير من المحللين وخبراء العملات علي أن الأخضر أي الدولار سيندفع نحو مزيد من الهبوط أمام الجنيه الاسترليني خلال النصف الثاني من العام الجاري وبالتالي يهبط أيضا أمام العملات الرئيسية الأخري (اليورو والين) وحجة هؤلاء الخبراء أن العجز في الميزان التجاري الأمريكي زاد بنسبة كبيرة حيث بلغ العجز ما يزيد علي 800 مليار دولار (425 مليار استرليني) كما أن معظم البنوك المركزية في العالم بدأت تتجه لتنويع احتياطياتها بالذهب واليورو وعدم التركيز علي الدولار. تشير الاحصاءات إلي تراجع الدولار أمام الجنيه الاسترليني بنسبة 8% خلال الشهر الماضي كما تراجع أمام اليورو بمعدل 9% خلال النصف لأول من العام الجاري ليتراوح سعر اليورو ما بين 1.18 و29.1 دولار. وقد دفع التكهن بهبوط الدولار كلا من بيل جيتس ووارن بافت وهما الأغني في العالم للدخول في مراهنات وعمليات شراء للاسترليني بمليارات الدولارات. من جانب اَخر قامت عدة بنوك مركزية اَسيوية وعلي رأسها البنك المركزي الصيني بتغيير سياساته لدفع اليوان (عملة الصين) للارتفاع تحت ضغوط أمريكية وبالتالي خفض الدولار أمام عملتهم بالرغم من قيام الشركات الصينية بشراء أكبر قدر من الأصول الأمريكية حتي تحفظ قدرا من الضعف لليوان أمام الدولار ويتكهن عدد من المحللين ومنهم ديفيد بوكلي، المحلل في بنك (ميريل لينش) الاستثماري بأن تقل شهية المستثمرين لشراء السندات الأمريكية بسبب عدم تغيير الفائدة وبالتالي عدم وجود ارتفاع جديد في قيمة الدولار. ويؤكد ديفيديلوم رئيس قسم أبحاث العملة بنك (HSBC) أن الاسترليني سيتجاوز الدولار ليصبح بسعر 1.90 دولار أو ربما دولارين لأن الظروف الاقتصادية في أمريكا ستساعد علي ذلك حيث ترغب الحكومة في دفع صادراتها للأمام حتي تقلل من العجز في الميزان التجاري لذلك لم يرغب برنانكي رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في رفع الفائدة من جديد بحجة ضبط التضخم بالرغم من الضغوط التي يواجهها من مديري الصناديق المالية.