الحالة النفسية وسيطرة القلق والترقب علي المستثمرين لعبت الدور الاكبر في دفع قيمة وحجم التعاملات الي التراجع عن مستوياتها القياسية السابقة. انخفضت قيمة التداول الاقل من 500 مليون جنيه مقابل متوسط مليار جنيه خلال فترة الرواج والنشاط غير المسبوق للسوق. ارجع الخبراء والسماسرة حالة التراجع تلك الي الحالة النفسية للمستثمرين عقب الخسائرالتي تعرضوا لها خلال فترة تراجع السوق والتي خسر خلالها البعض اكثر من 50% من رأسمالهم. اكدوا ان الجانب الاكبر من المستثمرين استوعبوا الدرس تماما ولجأوا الي الاحتفاظ بما لديهم من اوراق مالية دون بيع او شراء وهو ما ظهر في سيطرة الاتجاه العرضي علي السوق. اعتبروا ذلك مؤشراً قوياً علي اتجاه السوق للصعود خلال المرحلة المقبلة عقب انتهاء فترة الاجازات الصيفية التي يشهد خلالها السوق حالة من الهدوء والركود تدعمها حالة من القلق والترقب من جانب المستثمرين علاوة علي المخاوف من الحالة الراهنة دولياً في ظل الخوف من حرب ضد ايران وتزايد الخوف من تفاقم الوضع في العراق وفلسطين. دعوا البنوك الي القيام بدور صانع سوق لصناديقها الاستثمارية بما سيكون له مردود ايجابي علي السوق واسعار وثائق الصناديق نفسها يضمن لها العودة لمستوياتها السابقة القياسية او علي الاقل تحسين مستويات اسعارها الحالية. ترقب وقلق ارجع الدكتور اسامة الانصاري خبير ومحلل سوق الاوراق المالية.. التراجع الكبير في احجام وقيم التعاملات الي حالة الخوف والترقب التي مازالت تسيطر علي المستثمرين حتي ان بعضهم استسلم تماماً لذلك الشعور في ظل التذبذب والخوف من استمراره الفترة المقبلة مما دفعهم للتوقف تماماً عن التعامل. اضافت ربما استجاب بعضهم الي اراء الخبراء في السوق بضرورة الاحتفاظ بما لديهم من اسهم واتباع سياسة حكيمة في استثماراتهم بأن تكون طويلة الاجل وهو ما جعلهم في انتظار تصحيح للاسعار قد يمكنهم من تحقيق بعض المكاسب وجني الارباح لتعوضهم عما فقدوه خلال الفترة الاخيرة. اشار إلي ان المستثمر حالياً علي يقين بأنه قد تكون هناك احتمالات لتعرضه للخسارة في حالة البيع اوالشراء خاصة في الوقت الحالي بالاضافة الي انتظاره لحين الكشف عن نتائج اعمال الشركات. اضاف الانصاري ان السوق مقبل علي مرحلة الصيف ومايشهده من ركود نتيجة الاجازات والمصايف وهي فترة غالباً ما يشهد السوق خلالها حالة من الهدوء والسكون تسيطر علي تعاملاته. اكد ان انخفاض حجم وقيم التعاملات لن يستمر لفترة طويلة ستنتهي سريعاً وهذا طبيعي جداً في ظل حالة القلق التي نمر بها ولاتزال تسيطر علي نفوس المتعاملين في السوق، لكن لا يمكن القول بأن سبب التراجع في احجام وقيم التعاملات احدث شرخا عميقاً بين المستثمر وبين البورصة مما افقدهم الثقة فيها. اشار الي ان الامور بدأت تعود الي مسارها الطبيعي وان حدثت فجوة بالفعل بين البورصة والمستثمر خلال الاسابيع القليلة الماضية لكن نستطيع القول ان المستثمر استوعب الدرس بالفعل. توقع ان تكون هناك حالة من التفاؤل الشديد خاصة بعد ان استطاع العاملون في سوق الاوراق المالية الي جانب المستثمرين ان يعرفوا ما لهم وما عليهم بالضبط وهو ما قد يدعم الاتجاه الصعودي خلال الفترة القليلة القادمة.. استيعاب الدرس اكد الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار ان التراجع الكبير الذي يشهده السوق حالياً في احجام وقيم التعاملات يعتبر الي حد ما شيئا ايجابيا يدل ان المستثمرين في السوق قد استوعبوا الدرس تماماً واصبحوا علي يقين بضرورة اتباع نظرية رشيدة في استثماراتهم تعتمد علي السياسة طويلة الاجل. اضاف ان هذا الوعي لم يأت من فراغ لكنه نتيجة العمل والجهد الشديد وزيادة وعي وخبرة المستثمرين لانه لابديل عن ذلك خاصة خلال المرحلة القادمة. اضاف ان تراجع حجم التعاملات شيء ايجابي وبمثابة الخروج من عنق الزجاجة ولا يثير اي مخاوف او قلق قد ينتاب المتعاملين في السوق لكن الطبيعي ان يحدث ذلك لان الاحجام عن البيع مؤشر ايجابي سيعود بالنفع علي السوق المرحلة القادمة.. وجه خليفة رسالة واضحة الي البنوك بضرورة القيام بدور "صانع السوق" خاصة ان لديها فوائض مالية كبيرة من الممكن استثمارها جيداً خلال الفترة القادمة بدلاً من حالة جمودها. مطالباً بضرورة قيام البنوك بدور قوي حيال ذلك بأن تكون صانعة سوق لوثائقها وان تتدخل بالشراء في حالات الاسترداد ومن ثم يمكنها القيام بالبيع مباشرة خاصة في حالات نشاط السوق وازدهاره وهو ما من شأنه الحفاظ علي السوق واعادة التوازن له مرة اخري.