اغلق الذهب تعاملات الجمعة الماضي علي ارتفاع متعافي من أدني مستوياته في ستة أسابيع فيما امتد النشاط الي بقية المعادن في اعقاب الهبوط الحاد الذي مني به الدولار انعكاسا لاعلان بيانات اضعف من المتوقع بشأن معدل نمو الوظائف الأمريكية. وعزز الاقبال علي الذهب تجدد مخاوف المستثمرين ازاء التطورات علي صعيد الازمة النووية الايرانية. واضافت العقود الآجلة للذهب تسليم اغسطس المقبل 7.50 دولار منهية الجلسة في بورصة نيويورك عند 641 دولاراً للاوقية مرتفعا من ادني مستوياته في 6 اسابيع يوم الخميس الذي مثل اليوم الثالث علي التوالي من تراجع المعدن النفيس نتيجة تزايد عمليات جني الارباح. وعلي مستوي الاسبوع هبطت الاسعار ب2.5 %. الدولار وكان المحرك الاكبر لصعود الذهب هو التراجع الحاد للعملة الامريكية بعد ان اوضح تقرير وزارة العمل في الولاياتالمتحدة اضافة 75000 وظيفة فقط في مايو فيما جاء ادني من نصف توقعات المحللين التي ناهزت ال174000 وظيفة. كما نتجت المراجعة عن خفض عدد الوظائف المضافة علي مدي الشهرين السابقين ب 37000 وظيفة. وواجهت خضراء الظهر ضغوطا هائلة يوم الجمعة عقب صدور التقرير ادت الي تراجعها ب1 % مقابل الين ومثلها مقابل اليورو بعد ان كانت تسجل اداء مستقرا في اول التعاملات. و علي مستوي الاسبوع فقد الدولار 1.5 % امام اليورو و0.2 % امام الين. ومن المثير للقلق ان ضعف اداء سوق العمل ربما يدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) الي وقف سلسلة رفع الفائدة التي بدأها منذ عامين مما يزيد الضغوط علي الدولار ويعزز الاقبال علي الذهب كوعاء استثماري اكثر امانا. ايران ومن العوامل التي اعادت المشترين الي سوق المعدن الاصفر النفيس ايضا تجدد القلق ازاء تطورات الازمة الايرانية بعد ان اشار الرئيس احمدي نجاد الي ان بلاده لن تتخلي عن حقها في تطوير الطاقة النووية للاغراض السلمية خضوعا للضغوط الغربية. وجاءت تصريحات الرئيس الايراني بعد يوم واحد من موافقة الاعضاء الدائمين بمجلس الامن والمانيا علي مجموعة من الاغراءات التي سيقدمونها لطهران في محاولة لاقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية ووقف تخصيب اليورانيوم. في الوقت نفسه حذرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ايران من مواجهة عقوبات اذا لم تستجيب الي ذلك العرض في غضون اسابيع قليلة. وفي حالة فرض عقوبات علي ايران رابع اكبر منتجي النفط في العالم سيزداد التهاب اسعار النفط في الاسواق العالمية مما يرفع معدلات التضخم ويزيد جاذبية الذهب كاستثمار آمن ايضا. مخزون في الوقت نفسه زادت جاذبية الذهب في اوائل المعاملات من تعليقات احد اعضاء مجلس ادارة البنك المركزي الصيني يو يونجدينج الذي دعا فيها بلاده الي استخدام احتياطيها الاجنبي الضخم الذي يعد الاكبر علي مستوي العالم في شراء الذهب والنفط كحماية ضد المزيد من التدهور لسعر الدولار. الا ان يونجدينج اشار في تعليق لاحق الي ان الصين تقوم بالفعل بتنويع مخزونها الاجنبي لكنه نفي ما تناولته وكالات الانباء العالمية والمحلية ما نسب اليه من دعوته الي استثمارات قوية في الذهب. ومن الجدير بالذكر ان مواصلة تراجع الدولار تغري البنوك المركزية علي مستوي العالم بزيادة حجم احتياطاتها الذهبية. فمثلا يعتزم البنك المركزي الروسي زيادة نسبة تمثيل المعدن الاصفر في اجمالي الاحتياطي الاجنبي لتزداد التوقعات بصعود روسيا من رابع الي ثالث اكبر صاحب مخزون ذهبي في العالم بعد الصين واليابان مزيحة تايوان التي يقدر مخزونها الذهبي ب270 مليار دولار. ويقدر المخزون الروسي من الذهب حاليا ب 243.3 مليار دولار وفقا لآخر الاحصائيات في 26 مايو. هذا ويتوقع المحللون موسما صيفيا متقلبا لأسواق المعادن قبل ان تعاود تعافيها في نهاية العام. وتوقع ايان كوكيريل الرئيس التنفيذي لشركة الذهب "جولد فيلدز" في جنوب افريقيا ان تلامس اسعار الذهب حاجز ال1000 دولار للاوقية خلال الاعوام القليلة المقبلة نتيجة للاقبال الاستثماري المحموم عليه من جانب منتجي النفط. معادن أخري وامتد الارتفاع الي بقية المعادن لتغلق الفضة عند 12.09 دولار للاوقية ارتفاعا ب18 سنتاً خلال الجلسة و5 % خلال الاسبوع. واضاف البلاتين 15.10 دولار منهيا تعاملات الجمعة عند 1244.90 دولار للاوقية إلا أن ذلك لم يكف لتعويض خسائره خلال الاسبوع والتي بلغت 4.1 %. وارتفعت اسعار البلاديوم ب15.75 دولار الي 353.15 دولار للاوقية يوم الجمعة لكنها انخفضت ب0.5 % علي مستوي الاسبوع. أما النحاس فتمكن من استرداد بعض مكاسبه مرتفعا ب11.5 سنت الي 3.5865 دولار للرطل لكنه فقد 6 % من قيمته في الجمعة السابقة عندما سجل 3.815 دولار للرطل. ويعود الاداء الضعيف للنحاس الي القلق من المزاد الذي سيجريه مكتب المخزون القومي في الصين هذا الاسبوع علي نحو 100000 طن من النحاس والذي القي بظلاله السلبية علي الاسواق طوال الاسبوع. وفي هذا الاطار اشار كارلي سارتين الرئيس التنفيذي لشركة "زيستراتا كوبر" لانتاج النحاس خلال حضوره مؤتمر في استراليا الي ان عجز امدادات المعدن الاحمر عن سد الطلبات المتزايدة عليه ستؤدي الي ارتفاع اسعاره علي مدي الثلاثة الي الخمسة اعوام المقبلة. هذا وتراجعت اسعار النيكل ب6.5 % الي 21.500 دولار للطن خلال الاسبوع بعد ان امكن تفادي اضراب عمال احد مصانع المعدن التابعة لشركة "انكو" في الولاياتالمتحدة. في الوقت نفسه هبطت اسعار الالومينيوم ب5.4 % خلال الاسبوع لينهيه عند 2645 دولاراً للطن بعد ان وافق عمال "الكو" علي اتفاق عمل جديد مما حال دون قيامهم بالاضراب الذي هددوا به. وتراجع الزنك ايضا ب4.9 % خلال الاسبوع الي 385 دولاراً للطن.