رفعت مؤسسات القطاع الخاص ومنظمات الأعمال في اليوم الثالث لمنتدي الاقتصادي العالمي شعار "لا نريد دعماً مادياً من الحكومات.. فقط نطالبهم بتركنا في حالنا.. نعمل ونتوسع". وفيما شهد اليوم الثالث خلافا بين المشاركين حول اقتراحات تتعلق بتأسيس مجلس أعمال شرق أوسطي يضم رجال الأعمال والمستثمرين بدول المنطقة، فإنه في المقابل شهد ما يشبه الاتفاق علي قيام الدول الغربية باتباع سياسات تتعارض مع قواعد منظمة التجارة الحرة، وضربوا مثالاً بصفقة موانئ دبي التي سعت دولة الإمارات من خلالها إلي الاستحواذ علي إحدي الشركات البريطانية التي تتولي إدارة نحو 6 موانئ أمريكية، وهي الصفقة التي رفضتها السلطات الأمريكية مؤخراً. كما اتسم اليوم الثالث للمنتدي بالإعلان عن عدة صفقات ضخمة علي رأسها إعلان شركة أبراج كابيتال عن دخولها في تحالف مشترك مع كل من دويتش بنك الألماني وبنك الاثمار البحريني لتأسيس صندوق استثمار إسلامي برأسمال ملياري دولار. وشهد اليوم الثالث اجتماعات مكثفة بين ممثلي منظمات الأعمال العالمية مع نظرائهم العرب والمصريين للتعرف منهم عن الفرص الاستثمارية المتاحة داخل السوق، خاصة في قطاعات البنوك والعقارات وسوق المال والخصخصة وإعادة الهيكلة. وكان فرانسو لوسي وزير الصناعة الفرنسي بالإنابة قد فوجئ بانتقادات من كبار رجال الأعمال المشاركين في جلسة عن العولمة للسياسات الأخيرة للدول الغربية وفرض قيود علي دخول الاستثمارات العربية إليها. وضرب المهندس نجيب ساويرس رئيس شركة موبينيل مثالاً بمحاولة شركة الكهرباء الإيطالية التي يساهم فيها والتي سعت لدخول فرنسا، إلا أن الشركة تعرضت لعقبات. كما ضرب سلطان أحمد بن سليمان الرئيس التنفيذي لمركز دبي العالمي مثالاً بصفقة الموانئ الأمريكية، كما تتعرض الأموال العربية في البنوك الغربية لمخاطر التهديد والمصادرة كما حدث عقب أحداث 11 سبتمبر. ورد الوزير الفرنسي علي الانتقادات مطالبا الدول والشركات المتضررة اللجوء لمنظمة التجارة العالمية التي تعد بمثابة محكمة يمكنها معاقبة الدول المخالفة للقوانين الدولية، وقال إن أحكاماً من المنظمة صدرت في قضايا عدة علي رأسها السكر والقطن والتصدير. وعلي مستوي قضية الدعم الحكومي قال ممثلو المؤسسات العالمية المشاركة في المنتدي إن الدول الغربية تقدم دعماً لشركاتها، خاصة الراغبة في اقتحام الأسواق الخارجية، وعلي سبيل المثال تقدم أوروبا دعماً للمزارعين وكذا تفعل الولاياتالمتحدة. ورد نجيب ساويرس علي هذه المطالب مؤكداً ان المستثمرين العرب لا يريدون دعم الحكومات ولكن يريدوا أن تتركهم الحكومات في حالهم. وأضاف: اننا كنا في الماضي نهرب من حكوماتنا التي كان ينظر بعض أطرافها إلي المستثمر في الخارج إلي انه خائن، إلا ان الوضع تغير في السنوات الأخيرة حيث لم تعد الحكومة تفكر بمثل الطريقة القديمة. وعلي مستوي تهيئة البيئة المناسبة للمستثمرين داخل المنطقة قال نجيب ساويرس إن هناك عدة مشكلات يجب حلها بسرعة علي رأسها التمويل والعنصر البشري.