يجتمع وزراء السياحة العرب عاما وراء عام تحت مظلة المجلس الوزاري العربي للسياحة وتصدر توصيات وراء توصيات ويخطب كل وزير خطبة عصماء، وتطلب الأمانة الفنية للمجلس من وزارة السياحة ومن أطراف القطاع الخاص ذات العلاقة مقترحات بمشروعات محددة للاستثمار التكاملي، ليس هذا فقط بل إن مصر استضافت عام ،2002 21 خبيرا سياحيا عالميا يخططون لمستقبل السياحة العربية ضمن ما سمي بالمجموعة الاستراتيجية لمنظمة السياحة العالمية.. لكن ماذا حدث لقرارات المجموعة أو لتوصيات المجلس في دوراته المتعاقبة؟ ما تم إنجازه ليس بالشيء الكبير. رغم ذلك فإن العمل علي جذب السائح العربي لا يجب ان يتوقف خاصة وان الظروف مواتية فالسائح العربي لايزال يعامل في الدول الاوروبية والامريكية بشكل يربط بينه وبين الارهاب، كما أن الرواج الاقتصادي الذي تنعم به دول البترول العربية يجب ان يجد له متنفسا اقتصاديا في الدول العربية الأخري التي هي في أمس الحاجة إلي هذا السائح. ولذا فإن سرعة تأهيل الساحل الشمالي وخصوصا مدينتي رأس الحكمة ومرسي مطروح لابد ان يراعي فيهما كل ما يهم ويمتع السائح العربي ويرغبه في زيارة مصر، التي تستحوذ السياحة العربية علي نسبة 20% من عدد السياح الوافدين إليها، كذلك لابد من التعجيل باتخاذ القرارات اللازمة لتحفيز السياحة العربية وتكثيف الدعاية في دول البترول والدعاية المشتركة في دول العالم وإتاحة كل فرص العمل أمام الاستثمار السياحي العربي في مصر. كذلك لابد من الاهتمام بتفعيل قرارات وتوصيات المجلس الوزاري العربي للسياحة فيما يتعلق بتأشيرات الدخول والإجراءات الحدودية بين الدول العربية وتبسيط الاجراءات الحدودية للدول التي لم تتخذ اجراءات بهذا الخصوص ولعلنا نفكر في إصدار تأشيرة دخول موحدة إلي دول المنطقة ونسعي لتوحيد الاجراءات الأمنية والجمركية في المعابر الحدودية إلي جانب فتح الأجواء بين الدول العربية بالنسبة للركاب والبضائع وعلي الهيئة العربية للطيران المدني العمل علي تحقيق الاتفاق بين السلطات وعلي ترتيب واضح ومحدد التوقيت بالنسبة لاطلاق كامل الحريات كذلك الاتحاد العربي للنقل البري لدمج عدد من اساطيل النقل البري في عدد من الدول العربية في شكل شركة قابضة واحدة. كل هذه الاقتراحات تأتي بالتأكيد في صالح تزايد السياحة العربية والتي وصلت حاليا إلي مليونين و705 آلاف سائح ونأمل أن تزيد هذا الموسم خاصة وان كرامة السائح العربي التي تمس من غير وجهة حق في البلاد الأوروبية والأمريكية تحتم علي السائح العربي ان يرد الصاع صاعين بتصرف متحضر يتمثل في غيابه عن السوق السياحي الأوروبي والأمريكي. ولابد ان يكون هناك متغير حقيقي يعتمد في الأساس علي ان السياحة في مصر تريد هواء طلقا تتنفس فيه بحرية وتجد مزيداً من الانفتاح الاجتماعي حتي تصبح مصر قبلة حقيقية للسياحة العربية، وأهم المتغيرات المطلوبة علي الإطلاق هي احترام الحرية الشخصية والانفتاح الثقافي والحضاري الحقيقي وأول شروط احترام خصوصية الضيف وخاصة اذا كان يعاني في بلاده من بعض القيود ويرغب في أن يستمتع بحريته في مصر. وأظن أنه من أكثر الأمور أهمية الآن أن تطرح مصر ورقة عمل تعكس رؤية متكاملة لمواجهة الظروف الصعبة الراهنة وأن تراهن علي السياحة البينية من خلال تفعيل ما سبق ان أصدره المجلس الوزاري العربي للسياحة من قرارات وتوصيات حيث انها تشتمل علي عناصر مهمة تعكس ادراكا واعيا للواقع العربي الراهن وحكمة في التعامل معه.. ايضا لابد ان ندرك ضرورة الا تستغرقنا التحديات الأمنية عن تحديات رئيسية تفرض نفسها علي الواقع الراهن للعمل السياحي العربي. وقد يكون هذا عن طريق التعاون في مجال التخطيط العلمي للحملات الترويجية التنشيطية التي تستهدف زيادة الحركة الدولية الوافرة للمنطقة من ناحية وتنشيط حركة السياحة البينية العربية من ناحية اخري والحد من المنافسة الضارية من جانب عدد من المقاصد الخارجية المنافية من ناحية كما اقترح تنمية المقاصد السياحية الاقليمية وتنويع منتجاتها بما يساعد علي قضاء العرب لإجازاتهم داخل الاقليم العربي والحد من سفرهم للخارج. وتحقيق هذا الأمل ليس مستحيلا حيث إن حجم السياحة العالمية عام 2005 بلغ 808 ملايين سائح وفي عام 2003 إلي 2005 حققت زيادة قدرها 300 مليون سائح بواقع 100 مليون سائح سنويا.. رغم كل الظروف التي تجتاح العالم من حروب وقتل وانفجارات.