الأسواق أصبحت أكثر حصانة ضد الإرهاب الأسود، ولم يعد تأثيره صاعقا كما كان في السابق نتيجة لتحوله لظاهرة عالمية تتعايش معها البورصات وأسواق المال في مختلف دول العالم. ولذلك لم يكن غريبا ان تكون ردة فعل البورصة المصرية علي إثر حوادث سيناء الإرهابية محدودة للغاية رغم تكرارها خلال 4 أيام بل والأكثر من ذلك أن البورصة صعدت بشكل غير متوقع في تعاملات الخميس الماضي. والأكثر من ذلك أن انخفاض الأسعار المحدود في تعاملات الاسعار مثل فرصة لاقتناص الصفقات في بعض الأسهم والقطاعات التي وصلت لمستوي مناسب للشراء قياسا علي مضاعفات الربحية والكوبونات المتوقعة والنمو المستقبلي لأعمال الشركات وارباحها. ومثل الدخول القوي للمستثمرين الأجانب خلال الاسبوع الماضي والذي اقتصرت تعاملاته علي يومين ظاهرة ايجابية فتعاملات الاجانب كمشترين بلغت 6.494 مليون سهم وصلت قيمتها الي 344.5 مليون جنيه بينما بلغت مبيعاتهم 3.002 مليون سهم وصلت قيمتها الي 196.7 مليون جنيه بتدفق نقدي صافي وصل الي 148 مليون جنيه فالاجانب الاكثر خبرة بما فيهم المستثمرون العرب وجدوا ان تراجع اسعار بعض الشركات اوصلها لمستوي مناسب للشراء فدخلوا السوق بقوة كما ان المستثمرين العرب وهم الغالبية العظمي في البورصة المصرية لا توجد حسابات سياسية في استثماراتهم وبالتالي فتحركاتهم تقوم بشكل رئيسي علي أساس العائد والمخاطر كما ان اغلب الدول العربية تعاني تماما مثل مصر من مثل هذه الحوادث الإرهابية. ولكن الحذر واجب مستقبلا لان تكرار الحوادث قد يؤثر علي قطاعات واعدة وفي مقدمتها السياحة احد اهم مصادر الدخل القومي والقاطرة التي تجر معها العديد من القطاعات للنمو وأحد اكبر مصادر فرص العمالة في مصر صحيح ان قطاع السياحة لم يتأثر بحادثي طابا وشرم الشيخ السابقين الا بشكل محدود، وهو الأمر المتوقع مع حادث دهب الأخير إلا أن تكرار الحوادث مستقبلا قد يوجد حالة من الخوف تؤثر علي القطاع والاقتصاد ككل ورغم ذلك فالاقتصاد المصري اصبح اكثر عمقا وقدرة علي امتصاص الصدمات وكذلك البورصة المرشحة للصعود خلال الفترة القادمة. [email protected]