بدأت صباح أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم اجتماعات مجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية التي تستمر اليوم أيضا برئاسة لام اكول اجاوين وزير خارجية السودان وحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي وعبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الجزائرية رئيسة الدورة الماضية. وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية عقد الوزراء العرب جلسة مغلقة بحثوا خلالها العديد من القضايا التي تشمل التعاون العربي الأفريقي وقضايا فلسطين والعراق والصومال وحظيت قضية دارفور بجزء كبير من المباحثات خاصة في ظل التطور الأخير من قبل مجلس الأمن لتدويل هذا الملف كما بث الوزراء كيفية تعديل النظام الأساسي لجامعة الدول العربية بجانب مناقشة ديون السودان البالغة 27 مليار دولار. كما عقدت اللجنة الوزارية الخاصة بالعراق اجتماعا لها أمس السبت وناقشت الاستراتيجية العربية الخاصة بالعراق وتطورات الأوضاع علي الساحة العراقية.. وتضم اللجنة كلا من الأردن والإماراتوالجزائر والسعودية والسودان وسوريا والعراق والكويت ومصر والأمين العام للجامعة العربية. كما عقدت اللجنة الوزارية الخاصة بمبادرة السلام العربية اجتماعا لها بمشاركة وزراء خارجية الأردن والبحرين وتونسوالجزائر والسعودية وسوريا وفلسطين وقطر ولبنان ومصر والمغرب واليمن والسودان والأمين العام للجامعة العربية. كما يبحث الوزراء في جلسة عمل دور الدول العربية في مساعدة السودان في التنمية وتنفيذ اتفاق السلام بجانب تطوير البحث العلمي. وينتظر أن يعتمد الوزراء العرب في اجتماعاتهم اليوم القرارات التي رفعها المندوبون في نهاية اجتماعاتهم التحضيرية بالقاهرة مؤخرا والذين حاولوا ترشيدها بعد تعالي شكاوي بعض الدول من رتابة وطول جدول الأعمال وتكرار عدد من القضايا التي أصبحت تنسخ من ديباجات القمم المتعاقبة وفلحت المحاولات في اختصار جدول الأعمال إلي عشرين بندا وسيتم رفع القرارات والتوصيات بشأنها للقمة علي مستوي القادة لمناقشتها ومن ثم اجازتها في مؤتمرهم الثامن عشر يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين. من ناحية أخري توافد وزراء الخارجية العرب علي الخرطوم في الأيام الماضية وسط أنباء متضاربة عن مستوي الحضور المتوقع للقادة العرب الذي تبشر المصادر السودانية الرسمية بالتمثيل الكبير لتدحض بذلك ما تبثه بعض الوكالات والفضائيات من غياب متوقع للعقيد الليبي والملك الأردني والمغربي ورؤساء كل من تونسوالجزائر وموريتانيا. وأكد السماني الوسيلة وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية في تصريحات صحفية اكتمال كافة الاستعدادات لانعقاد القمة العربية الثامنة عشرة، مؤكدا أن هذه القمة ستكون معبرا للخلافات والجراحات التي ظلت تعاني منها الأمة العربية. ومن جانبه أشار عبد العزيز بلخادم مستشار الرئيس الجزائري إلي ضرورة أن تعمل القمة علي إيقاف تردي الوضع الأمني في العراق والعمل علي مساعدة السودان للخروج من مشكلة دارفور. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن القمة التي تعقد بالخرطوم مهمة للدول العربية جميعا لأنها تنعقد في ظل تحديات كبيرة تواجه الأمة العربية داعيا إلي أهمية بلورة رؤية مشتركة تجاه تلك التحديات، علي صعيد اَخر سوف يتوافد القادة والرؤساء والملوك العرب علي الخرطوم غدا الاثنين. وسوف تتضمن الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الثامنة عشرة يوم الثلاثاء كلمة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أو ممثله الشخصي رئيس الدورة السابعة عشرة تليها كلمة للرئيس السوداني عمر البشير ثم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي. وتتضمن كلمات الجلسة الافتتاحية أيضا كلمات لمحمد جاسم الصقر رئيس البرلمان العربي الانتقالي ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أوردجان صاحب مبادرة حوار الحضارات وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة ثم ألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأكمل إحسان أوغلو أمين عام المؤتمر الإسلامي تليها كلمة لرئاسة الاتحاد الأوروبي ثم ترفع الجلسة الافتتاحية العلنية تليها جلسة مغلقة ثانية واعتماد مشروع جدول الأعمال. ويتضمن برنامج عمل اليوم الثاني للقمة اعتماد مشاريع القرارات التي يرفعها وزراء الخارجية العرب ومشروع إعلان الخرطوم علي أن تعقد جلسة ختامية علنية يتم فيها الإعلان عن رسائل وبرقيات رؤساء الدول الموجهة إلي القمة ثم تلاوة نص إعلان الخرطوم وكلمة ختامية للرئيس السوداني عمر البشير رئيس القمة العربية. ويتضمن مشروع جدول أعمال القمة العربية الثامنة عشرة 22 بندا تتضمن مختلف قضايا العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يضمها الملفان السياسي والاقتصادي وفي مقدمتها تقرير رئاسة القمة "الجزائر" حول متابعة تنفيذ القرارات وتقرير الأمين العام للجامعة العربية عن العمل العربي المشترك خاصة التحديات والإنجازات بين أعوام 2001 و2006 وفي فترة تولي عمرو موسي مهامه كأمين عام للجامعة العربية وتقرير الأمين العام حول متابعة مسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي. كما يتضمن جدول الأعمال بندا حول انتخاب الأمين العام للجامعة العربية في ضوء الترشيح المصري لعمرو موسي لفترة جديدة تستمر خمس سنوات ابتداء من منتصف مايو 2006. بالإضافة إلي تطوير منظومة العمل العربي المشترك ومنها المسائل الموضوعية والإجرائية الخاصة بالتصويت ومشروع مجلس الأمن والسلم العربي ومحكمة العدل العربية وتطوير عمل منظمات العمل العربي المشترك والبرلمان العربي وحوار الحضارات ومواصلة النظر في الأفكار التي عرضها الأخ العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية في قمتي عمان والجزائر والقضية الفلسطينية وتطورات الصراع العربي الإسرائيلي ودعم موازنة السلطة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني والجولان العربي السوري المحتل والتضامن مع لبنان وبندا حول تطورات الوضع في العراق واحتلال إيران لجزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث في الخليج العربي "طنب الكبري وطنب الصغري وأبو موسي" إلي جانب بنود حول معالجة الأضرار والإجراءات المترتبة علي النزاع حول لوكيربي ورفض العقوبات الأمريكية أحادية الجانب علي سوريا وتحديث وتطوير خطة الإعلام العربي الخارجي التي أعدها وزراء الإعلام العرب بداية فبراير الماضي وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي ودعم الصومال وجزر القمر وإنشاء صندوق تضامن لمواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية في الدول العربية وبندا حول التعاون العربي الأفريقي والأوروبي والاَسيوي والأمريكيتين والوضع المالي للجامعة العربية والملف الاقتصادي المرفوع من المجلس الاقتصادي والاجتماعي.