الغضب يعم العالم الاسلامي بسبب رسوم كاريكاتورية اساءت للنبي صلي الله عليه وسلم، وتفاقمت الازمة اكثر مع رد الفعل الغاضب الذي دعا لمقاطعة الدانمارك حيث نشرت صحيفة هناك الرسم الكاريكاتوري وجاء التصعيد في شكل موجة اخري من نشر رسوم الكاريكاتير في صحف اخري بالنرويج والمانيا وفرنسا.. وطبعا في اطار تغطية الحدث اعلاميا اعادت هيئة الاذاعة البريطانية نشر جزء من الرسوم وقال مديرها ان هذا النشر ليس مقصودا في حد ذاته وانما هو جزء من التغطية. والملاحظ ان حالة الغضب يجري تغذيتها بشدة لتصبح اكبر من موقف يستطيع فيه العالم الاسلامي قبول الاعتذار الذي قدمته الصحيفة والتي يقال انها نشرته علي موقعها الالكتروني لمدة عشرين دقيقة فقط ثم سحبته بعد ذلك. كما لم يكن مؤثرا بالقدر الكافي الاعتذار الذي قدمه رئيس وزراء الدانمارك في حديث لمحطة العربية الفضائية. والاعتذارات التي يقدمها الاوروبيون ليست في مستوي غضب المسلمين نظرا لاختلاف وقع الحدث وعدم تصور الاوروبيين لمدي عمق الاساءة المعنوية التي لحقت بالمسلمين في الوقت الذي يغذي فيه البعض الحملة التصعيدية لتصل الي نقطة لا نعلم كيف يمكن حلها. الأوروبيون يخالفون المسلمين في العقيدة ولا يعتبرون نشر الرسم مسيئا للاسلام في شيء ولكن هذا الموضوع يمثل مشكلة بالنسبة للمسلمين الذين يريدون في مجموعهم ان يحترم الآخرون معتقداتهم دون ان يؤمنوا بها بالطبع، وهذا الموقف يحتم قبول الاعتذار واغلاق الموضوع علي اتفاق بعدم العودة الي ذلك. وقد عبر رئيس وزراء الدانمارك عن هذا الموقف تقريبا حين قال لمحطة العربية انه من الضروري ان يكون هناك حوار بين المسلمين وبين الجار الاوروبي، واستنكر التصعيد قائلا: اذا كانت هناك مشكلة بين جارين يعيشان جنبا الي جنب فسأبذل قصاري جهدي لحل المشكلة وعلي الطرف الاخر ان يقوم بنفس العمل، أي دفع الامور في اتجاه الحل وليس التصعيد. وهنا لنا ملاحظتان: الاولي: ان سيدنا رسول الله اكبر من محاولات حمقاء للتطاول عليه والتي ينطبق عليها قول الله تعالي في الآية الكريمة "الذين اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" لان تبادل التصعيد بما فيه الاساءة لا يعتبر مطلقا من باب الدفاع عن الدين او الرسول او العقيدة وانما هو يعطي للسفهاء المزيد من الفرص للنيل من سمعة المقدسات الاسلامية. واما الملاحظة الثانية فهي ان فريق المتربصين من المتطرفين علي الجانبين يتوقون الي اشعال نار حرب دينية اذا قامت فلن يسلم من شرها احد.