تراجعت أسعار البترول العالمية أمس الأول في أعقاب قرار أوبك بالإجماع البقاء علي مستويات الإنتاج دون تغير خلال اجتماعهم هذا الاسبوع في فيينا في حين مازال القلق يسيطر علي الاسواق نتيجة المخاوف من ان يتسبب ضغط دولي متنام علي إيران رابع أكبر مصدر للخام في العالم بشأن برنامجها النووي في قطع امدادتها من الخام إلا أن تصريحات وزير البترول الإيراني تؤكد أن طهران لا تخطط لوقف صادارت البترول. وقال "نحن لا نخلط البترول بالسياسة." ففي نيويورك هبط سعر العقود الآجلة للبترول الخام الامريكي الخفيف عند التسوية في نايمكس أمس الأول 43 سنتا الي 67.92 دولار للبرميل بعد أن قفز 59 سنتا بداية هذا الاسبوع. وفي بورصة البترول الدولية بلندن تراجع سعر العقود الآجلة لمزيج البترول الخام برنت 60 سنتا الي 65.99 دولار. وأعرب وزراء بترول أوبك المجتمعون في فيينا عن تأييد قوي لابقاء إنتاج البترول مستقرا دونما تغيير لكن المخاوف بشأن أمن الإمدادات دفعت الأسعار الي أعلي أكثر من 10% منذ بداية العام لتصل الي سعر يقل ثلاثة دولارات فقط عن المستوي القياسي الذي بلغته في أخر أغسطس. وبعد تعطل إمدادات الوقود من نيجيريا وروسيا في وقت سابق من هذا الشهر تحول الانتباه الي إيران التي قررت في وقت سابق من يناير استئناف برنامجها النووي. واتفق الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن علي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تحيل ايران الي المجلس بسبب برنامجها النووي عندما يجتمع في جلسة طارئة اليوم الخميس. وقال كبير المفاوضين النوويين لايران ان أي تحرك من هذا القبيل سيؤذن بنهاية الجهود الدبلوماسية الرامية الي تسوية القضية.وقال وزير البترول الليبي ان إحالة ثاني أكبر منتج في أوبك الي مجلس الأمن سيكون له "تأثير كبير جدا" علي الأسعار. إلا أن إيران ثاني أكبر دول منظمة الأوبك تصديراً للبترول أعلنت مجدداً علي لسان وزير البترول كاظم خازيري أن برنامجها النووي يهدف بالأساس إلي إنتاج الطاقة الكهربائية وهو برنامج سلمي تماماً وأضاف وزير البترول الإيراني أنها لم توقف تصدير البترول بسبب مسألتها النووية ومن المعروف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف تعلن قرارها الخميس بشأن إيران وقد عبر فتحي حامد بن شتوان وزير البترول الليبي عن قلقه بشأن تأثير هذه الخطوة علي السوق وأضاف أن الجميع يخشون ما يمكن أن يحدث وأضاف أن المنظمة سوف تراقب عن كثب المعروض والأسعار. ويخشي متعاملون أن تدفع خطوة كهذه طهران الي بحث استخدام البترول كسلاح سياسي.وألقت المواجهة بشأن برنامج ايران النووي جزئيا بظلالها علي اتفاق أوبك في فيينا أمس الأول علي إبقاء الإنتاج قرب أعلي مستوي في 25 عاما. ومع ان المنظمة مازالت قلقة بشأن تراجع موسمي في الطلب خلال الربع الثاني للعام الا أن وزير البترول السعودي علي النعيمي أعرب عن اعتقاده بأن أوبك لن تكون في حاجة لخفض الإنتاج في اجتماعها القادم في مارس رغم أنه من السابق لاوانه التيقن من ذلك.وقال وزير البترول الليبي فتحي عمر بن شتوان "بما أن السعر مرتفع فلا حاجة لخفض" الإنتاج. وقال "في الاجتماع المقبل.. إذا كانت هناك مشكلة فربما يتوجب علينا أن نخفض."