أقدمت كل من أذربيجان وروسيا علي إصلاح خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي جزئيا رغم أن جورجيا كانت قد اتهمت روسيا صراحة بتخريبه وقامتا باستخدام خط أنابيب بديل لسد النقص الذي نجم في أعقاب التفجيرين اللذين ألحقا أضرارا بالغة بالخط. ورغم تدفق الغاز مجددا فإن معظمه يتم إرساله من روسيا عبر أذربيجان فيما يعمل فنيون لإصلاح البنية التحتية للخط.. وكانت جورجيا قد عانت لمدة يوم من نقص التدفئة والانقطاع المتكرر للكهرباء. كما تم إغلاق المدارس والمصانع وغرقت العاصمة في الظلام وأغلقت أغلب المتاجر أبوابها. ولكن مع توافر الغاز للمستشفيات ولأكثر من نصف المنازل قال مسئولون من جورجيا إن هذا الأمر جنب البلاد كارثة كبيرة. وقالوا إن موافقة أذربيجان علي بيع الغاز لجورجيا مؤقتا ساهم في الحد من المشكلة التي قامت بضخه عبر أنابيب توقف فيها الضخ منذ زمن كبير إلا أنه أعيد إصلاحه عامي 2004 و2005. وتم ضخ الغاز من الاحتياطي في أذربيجان الذي تم تعزيزه من روسيا التي قامت بإرساله مباشرة إلي جورجيا في وقت كادت فيه الإمدادات علي النفاذ بالكامل. وتصل الاحتياجات اليومية لجورجيا إلي 5.4 مليون متر مكعب وتم ضخ الغاز الاحتياطي البديل عبر خط أنابيب مهجور من إيران إلي أذربيجان ثم إلي جورجيا وكان هذا الخط هو المستخدم في حقبة الثمانينيات. وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي أكد أن ذلك لو حدث منذ عام لانهار النظام بأكمله.. ويمد الخط أيضا أرمينيا بالغاز إلا أنها لم تعان إلا من مشكلات بسيطة. وكان رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي قد اتهم روسيا بارتكاب عمل تخريبي بعدما تسبب انفجاران في إلحاق أضرار بأنبوب الغاز الرئيسي جورجيا. وصرح ساكاشفيلي بأنه لا يقبل تفسير روسيا بأن المتمردين المعادين لروسيا دمروا الأنبوب. وأعرب ساكاشفيلي عن اعتقاده بأن روسيا تعمدت قطع إمدادات الغاز عن جورجيا لحملها علي التنازل لموسكو عن ملكيتها لشبكة أنابيب الغاز المستخدم في المنازل، وهو أمر استغرق مفاوضات طويلة بين البلدين. وقد وقع الانفجاران في خط الأنابيب الأساسي الذي يؤمن إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلي أرمينيا وجورجيا بالقرب من الحدود مع جورجيا.. وقال متحدث باسم وزير الحالات الطارئة في روسيا إن المسئولين يدققون في إمكانية وقوع أعمال تخريب. أما مسئولو الطاقة في جورجيا فكشفوا أن الأنابيب تحتوي علي غاز قد يكفي يوما كاملا في ظل موجة الصقيع التي تجتاح البلاد. فقد وصلت درجة الحرارة في تبليسي إلي سبع درجات دون الصفر وهو معدل متدن جدا بالنسبة للمعدل الطبيعي الذي كان يسجل خلال شهر يناير.. وتعتمد جورجيا بشكل أساسي علي الغاز الروسي للتدفئة. وقد وقع التفجيران في المنفذ الأساسي والمنفذ الاحتياطي في خط الأنابيب موزدوك تبليسي علي الحدود الروسية. وتجري جورجيا محادثات لتأمين إمدادات من أذربيجان وإيران، غير أن ذلك قد يستغرق أيضا عدة أيام بحسب ما قاله نائب وزير الطاقة في جورجيا.. يذكر أن روسيا تؤمن إمدادات الغاز لأرمينيا عبر جورجيا. وكانت أسعار الغاز التي تدفعها كل من جورجيا وأرمينيا قد تضاعفت في شهر يناير لتصل إلي 110 دولارات لكل ألف متر مكعب في إطار سياسة جديدة لإعادة تحديد أسعار الغاز في دول الاتحاد السوفييتي السابق.