يقولون في الأمثال، دوام الحال من المحال..! ويذكرنا هذا المثل بحال العقيد معمر القذافي مع معظم دول العالم، فمن كان يتصور أن علاقات العقيد ستتطور الي هذا الحد من المجاملات والكلام الجميل الذي يصفه به أشد أعدائه ومنتقدي سياساته وتصل الي هذا المستوي! أنا شخصيا أشك في مقدرتي علي فهم ما يجري من حولي وأجزم بأن العقيد القذافي رجل عبقري حيث استطاع أن يجعل أعداءه يتحولون إلي دعاة لنظرياته وفلسفته ونظرته للأمور.. سبحان مغير الأحوال! لقد كان لفترة طويلة ينظر إليه العالم علي أنه المشاغب الأول ويعتبرونه عدوا للبشرية.. وكان العالم يتهمه ايضا بأنه هو الذي يقف وراء مشكلات وبلاوي الدنيا كلها! الآن صارت علاقات العقيد القذافي مع معظم دول العالم وعلي رأسها الولاياتالمتحدة وبريطانيا علي أعلي مستوي.. وعلي سبيل المثال، فإن السلطات البريطانية سمحت لضابط ليبي أن يتدرب في الأكاديمية العسكرية الملكية "ساندهيرست" الي جانب الأمير وليم الابن الاكبر لولي العهد الأمير تشارلز والمصنف الثالث في سلم وراثه التاج البريطاني. صحيفة "صنداي تليجراف" نشرت ذلك الخبر وقالت إن التطور الايجابي في العلاقات بين بريطانيا وليبيا أثمر عن توجيه دعوة الي طرابلس لارسال أحد أبرز ضباط الجيش الليبي لحضور دورة عسكرية يحضرها في نفس الوقت وريث العرش البريطاني. حدث ذلك التحول البارز في التعامل مع دولة اتهم عملاؤها بقتل 281 شخصا عام 1988 بتفجيرهم طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية "بان.. آم" فوق مدينة لوكيربي الاسكتنلندية، وسبق لها أن زودت الجيش الجمهوري الايرلندي بالاسلحة، وقام أحد دبلوماسيها في لندن بقتل الشرطية "ايفون فليتشر" عام 1984 امام مبني السفارة.. سبق ذلك ارسال ليبيا لعدد من ضباطها ذوي الرتب العالية للتدرب في القيادة العليا للجيش البريطاني، ومن المتوقع أن ترسل بريطانيا فريقا من الخبراء لتدريب القوات الليبية علي مهام ضد السلام والتخطيط لاجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الدولتين.. علي فكرة، فإن معظم الناس لا تعرف أن العقيد القذافي كان قد تدرب في أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية قبل ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969 التي أطاحت بالنظام الملكي في ليبيا. أما علاقات ليبيا مع الولاياتالمتحدة، فتتحسن بشكل متسارع.. وشركات البترول الأمريكية ستعود لمزاولة نشاطها في ليبيا.. وكانت ليبيا قد دفعت تعويضات كبيرة لعائلات ضحايا طائرة ال "بان. آم" بعد مفاوضات طويلة مع الحكومة الأمريكية.. وبعدها تم اغلاق ذلك الملف نهائيا. والظاهر أن عائلة القذافي تشارك بنصيب كبير في تحسين صورة ليبيا ايضا ولكن بشكل مختلف فلم يكتف سيف الاسلام بتقديم الخدمات الانسانية فهناك أنباء تؤكد وجود علاقة غرامية بينه وبين ممثلة اسرائيلية! وتتحدث الأنباء عن قصة الحب التي تربط بين الممثلة الشقراء "أورلي نايزمان" "35 عاما" وسيف الاسلام القذافي "32 عاما" المسئول عن مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية. وقد تجاهلت وكالة الأنباء الجماهيرية الرسمية التعليق علي النبأ الذي نشرته جريدة "معاريف" الاسرائيلية والتي ذكرت ايضا ان الممثلة الشقراء تلتقي مع حبيبها سيف الإسلام في ايطاليا بكثرة، رغم علاقتها مع نجم كرة مشهور في اسرائيل!! وقالت الجريدة إن "قناة سلام جديدة فتحت مع الليبيين" وكان ذلك العنوان الرئيسي للنبأ حيث اكدت أن هناك مشروع زواج قد يري النور قريبا بشرط أن تعتنق الممثلة الاسلام قبل الاعلان عن الزواج بسيف الاسلام..! ووضعت الجريدة عنوانا آخر قالت فيه "نحيط الموساد علما"..! والموضوع تم نشره علي أربعة أعمدة بطول الصفحة. وذكرت الجريدة إن الممثلة الاسرائيلية. حبيبة سيف الإسلام كانت قد بدأت حياتها الفنية في تمثيل أفلام "البورنو" العربي قبل أن تمثل أربعة أفلام روائية طويلة، عرض أول هذه الأفلام عام 1989. إن الامثال لا تخطئ، فإن دوام الحال من المحال.. وليبيا.. ينطبق عليها هذا المثل تماما! ناد للسابقين..! يعز علي كثير الكتابة عن المسئولين السابقين..! لأن الغالبية الساحقة منهم بدأوا في دخول المرحلة التي تسبق حالات الاكتئاب.. والعياذ بالله..! والقليل منهم اندمج في الحياة الجديدة البعيدة عن البذخ والفرفشة. وبالنسبة للمعاناة الصعبة كانت بسبب ابتعاد طبقة المنافقين الذين كانوا يلازمون المسئول كظله حيث استطاعوا أن يدخلوا في روعه أنه الأعظم.. والأحسن.. والأكرم، وأنه واحد من أهم المفكرين في العالم.. وأنه صاحب الوجه الصبوح والمسمسم.. وكانوا يحفظون عن ظهر قلب كل المناسبات التي تخصه سواء السعيدة أو غير السعيدة.. باختصار، كانوا عقله الذي يفكر به.. ومرآته التي يري نفسه والآخرين من خلالها.. وفجأة.. ينهار كل شئ.. ويجد نفسه وحيدا، بلا أصحاب حقيقيين، لأنه ابتعد عنهم بسبب المنافقين الذين عزلوه عن الناس.. ولا يوجد حوله حراسة، تحرسه حتي من عين الحسود أو تحرس العائلة الكريمة، أما المدام التي كانت تحتاج الي 48 ساعة في اليوم، اصبحت لا تجد عملا تؤديه فمن حفلات غذاء الي حفلات عشاء الي حفلات زفاف وفي وقت الفراغ النادر كانت تمر علي المنزل العام لتغيير ملابسها ووضع المكياج الذي يتناسب مع المناسبة.. كانت الحياة حلوة.. والسفريات الرسمية مريحة ولذيذة.. والوقت كان يمر سريعا.. وفجأة انتهي كل شئ تماما..! ماذا يحدث لو اجتمع كل المتخصصين في علاج مثل هذه الحالات للنظر في علاج مثل هذه الحالات.. وهناك اقتراح آخر مثل ان يقام نادي لهؤلاء السابقين ايا كانوا ومن كل الوظائف، يجتمعون في هذا المكان ويتناقشون فيه.. ويتم اختيار سكرتير عام متفرغ من بينهم مدير النادي ويسجل آراء السادة السابقين ويعرضها علي "................."! وأصحاب المهن السابقة فإنني انصحهم بأن يعودوا الي ممارسة عملهم السابق بدون أي حساسية.. لأن الدوام لله وحده وعليهم جميعا أن ينسوا الماضي لان دوام الحال من المحال..!