بألوانه المعهودة الأخضر والاحمر الوردي والذهبي.. تشهد صناعة الألماس في العاصمة البلجيكية "انتويرب" تحولا ملحوظا نحو بلدان اخري مثل الهند ودول اسيوية والسبب في الاغلب يعود الي تدني اجور العمالة رغم كفاءتها. والمعروف ان تصنيع الالماس الخام يمر بعدة مراحل لحين وصوله الي المستهلك النهائي بصورته المعهودة حيث يحتاج الي نوع من المهارات الخاصة لتقطيعه وصقله وتشكيله ليتحول الي قطع ضئيلة تباع احيانا بمئات الآلاف من الدولارات. ومن المعروف ان احجار الالماس هي من اكثر الاحجار الكريمة صلابة ولذلك فان عملية تقطيعها واصقالها تتطلب جهدا ومهارة عالية حتي يمكن الحصول علي قطعة من الالماس بوميضها المعهود والمقبول. ويذكر ان اليهود يسيطرون علي هذه الصناعة التي تتوارث من جيل الي جيل وتكاد تكون مقصورة عليهم، ويقول احد العاملين في هذا المجال انه توارث هذه المهنة أبا عن جد ويضيف ان جده دأب علي القول اننا في حاجة الي جيلين علي الاقل لتفهم هذه الصناعة ويضيف انه كان محقا فكل حجر يختلف عن الآخر وكذلك درجة النقاء كما يستمر الشق او الصدع في الحجر في التغيير باستمرار مؤكدا ان العمل يحتاج الي قدر كبير من الصبر. ويضيف ان الصبر في طبيعة العامل بهذا المجال يصل الي حد الاسطورة ولكنه يحصل علي اجر عال. وتعود سمعة "انتويرب" في التقطيع والتجارة لمعظم الاحجار الكريمة لما يزيد علي 5 قرون ولأن هذه الصناعة الان بدأت في اتخاذ نفس المسلك الذي تتبعه الصناعات الاخري وهو البحث عن العمالة الرخيصة. ويقول انه حول قلب مدينة انتويرب الذي يعود الي العصور الوسطي وكان هناك 25 الف عامل في احدي القري ظلوا يعملون في هذا المجال حتي مطلع السبعينيات ودأبوا علي العمل في عائلات صغيرة تمتلك ورشا. واليوم تراجع العدد الي 800 عامل فقط الا ان البعض اتجه الي اعمال اخري مثل العمل كأمين متحف لإحدي المدن في بلجيكا. وهذا المتحف يحكي تاريخ مولد الالماس بوصفه كربونا كريستاليا وبمرور الوقت تعرض الي انواع من الاشعة التي ساهمت في تشكيله مثل المنبعثة من البراكين وهي مؤلفة من مادة لديها اعلي درجة انصهار تفوق اي مادة اخري وتصل الي 4 آلاف و90 درجة سيلوزية. وتاريخيا فان مثل هذا الحجر الكريم تم العثور عليه لاول مرة واصقاله وارتداؤه في الهند كما تشير وثائق متحف بروجيس في بلجيكا ولذلك فان من المنطقي ان تعود تجارته مرة اخري الان الي موطنها الاصلي. ويشير احد العاملين في هذا المجال الي ان اصقاله يتم الان في الهند بخمس تكلفة تشكيله وتقطيعه وصقله في بلجيكا ولذلك فاننا لا نستطيع ان نتنافس في هذا المجال مرة اخري كما تم نقل بعض الشركات العاملة في هذا المجال الي دبي. ولذلك يقال ان صناعة الالماس في بلجيكا اوشكت علي الانتهاء او ان عصرها بات من الماضي.