أموال طائلة أنفقها المرشحون في الدعاية خلال الانتخابات الحالية تجاوزت بالطبع مبلغ ال70 ألف جنيه المقررة ولاسيما بالنسبة للمرشحين الكبار. وسوق الدعاية الانتخابية يتسع ليشمل أشياء كثيرة من اللافتات القماش والخطاطين ومطابع الورق والملصقات ومحلات "الفراشة" المتخصصة في عمل السرادقات وإن كانت هذه الوسائل في الدعاية مع المقاهي أصبحت عادية بل "محلك سر". والجديد في الانتخابات الحالية هو حقائب السلع التي تم توزيع علي المحتاجين في بعض الدوائر والتي تسمي حقائب الخبز والتي يتم تعبئة السلع فيها من بقوليات وزيت وسكر وشاي ولحوم في محلات السوبر ماركت وكذلك هناك مطاعم "مفتوحة" يتناول فيها بعض مندوبي ومسئولي المرشحين وجباتهم الساخنة بخلاف لوجبات السريعة التي تقدم للمندوبين داخل اللجان أثناء إجراء العملية الانتخابية. والجديد أيضا استخدام أجهزة الكمبيوتر والمحمول في الدعاية وإجراء العديد من الاتصالات وارسال الرسائل سواء من المحمول أو من خلال الانترنت. كل ذلك ينعش الاسواق بصفة عامة سواء السوبر ماركت أو الخطاطين أو تجارة الاقمشة وحتي المطاعم والاتصالات وبالتالي تحدث العملية الانتخابية رواجا نسبيا في الاسواق ومن خلال قطاعات لها علاقة بالمرشحين والناخبين. يقول محمد أبو ليلة المستشار الفني لمطابع مجلسي الشعب والشوري وأستاذ الطباعة بكلية الفنون التطبيقية إنه علي الرغم من انتظار العاملين في مجال الانتخابات البرلمانية للقضاء علي ما يعانون من ركود في الفترات السابقة إلا أن الانتخابات الحالية لم تحدث أي تأثير علي سوق للطباعة حيث انخفض معدل المطبوعات المستخدمة في مجال الطباعة من 6 ملايين جنيه للدورة البرلمانية الماضية (2000) إلي أقل من 2 مليوني جنيه بهذه الدورة (2005). وأشار أبو ليلة إلي أن هذا الانخفاض الملحوظ في نسبة المطبوعات يرجع إلي وجود تغيير فكري لدي المرشحين في هذه الدورة عنه في الدورات السابقة حيث كان المرشح يحرص علي عرض برنامجه وأفكاره في المطبوعات ويقوم بتوزيعها علي المرشحين من أجل ايجاد ثقة متبادلة بينه وبين الناخب من خلال الاقناع الفكري لهذا الناخب من أجل التصويت لصالحه. وأوضح محمد أبو ليلة أن العديد من المرشحين لجأوا إلي الوسائل السريعة للوصول إلي الناخبين دون الاهتمام بعرض ثقافتهم وأفكارهم وبرامجهم وذلك باستخدام القنوات الفضائية كوسيلة سريعة الانتشار للوصول إلي جميع الناخبين وكذلك استخدام الأقراص المدمجة ال(CD) المسجل عليها بعض المؤتمرات الانتخابية للمرشح أو انجازاته في دورة ماضية كي يحتفظ لهؤلاء المرشحين هذا بالاضافة إلي استخدامه لمقعده بالاضافة إلي استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمول. وأشار إلي أن الوسائل الدعائية الحديثة زاد استخدامها في هذه الدورة عن الدورات السابقة وأدت إلي ركود المطابع ولكن بدرجة ليست كبيرة ولكن صاحب ذلك ركود مثل تجارة الورق والأحبار. السوبر ماركت ومن جانبه يقول صلاح عبدالعزيز رئيس شعبة السوبر ماركت بالغرفة التجارية: الانتخابات تحدث نوعا من الرواج غير الملحوظة بصفة عامة وتنتعش الفترات الأخري من محلات السوبر ماركت من خلال زيادة معدلات المبيعات وذلك عن طريق قيام بعض المرشحين بتقديم سلع استهلاكية متنوعة من معلبات وبقوليات ولحوم لتوزيعها في حقائق علي أبناء الدائرة كنوع من أنواع الهدايا وذلك لجذب أصواتهم إلي جانب المرشحين كما يقول عبدالعزيز عمل وجبات طعام سريعة لتوزيعها علي مندوبيهم والعاملين معهم في مختلف الدائرة أثناء إجراء الانتخابات. وأشار رئيس شعبة السوبر ماركت إلي أن الشعب المصري بطبيعته شعب كريم ويزداد الكرم عندما تكون هناك انتخابات ويتم توزيع السلع الاستهلاكية بشكل كبير علي باقي أبناء دائرته. وكل ذلك يظهر تأثيره المباشر علي أسواق السوبر ماركت. أبو شقرة ويقول علي عاشور استشاري التسويق والتطوير بالشركة السباعية والتي تدير مطاعم أبو شقرة للكباب إن الاقبال علي المطاعم يكون كبيرا أثناء الانتخابات البرلمانية لكثرة العزومات. وأشار عاشور أن معدل المبيعات في المطاعم المختلفة يزيد عندما يتعاقد أحد المرشحين مع مطعم معين لإطعام ومساعديه ومندوبيه في أي وقت دون مقابل علي أن يقوم المرشح برفع الفواتيرفي نهاية الانتخابات. ويقول دكتور عبدالرحمن الصاوي رئيس شركة ايجي نت وأستاذ الاتصالات إنه علي الرغم من استخدام أجهزة الكمبيوتر بشكل ملحوظ في الدعاية في الدورة الانتخابية الحالية سواء كوسيلة لعرض البرنامج الانتخابي للمرشح علي شبكة الانترنت أو كوسيلة لتسهيل الحصول علي أسماء الناخبين المدونة بالجداول الانتخابية إلا أن المبيعات الأجنبية لم تتأثر بشكل كبير. ويرجع عبدالرحمن الصاوي السبب في ذلك إلي ارتفاع معدلات الأمية خاصة في الريف وعدم جدوي استخدام الكمبيوتر هناك بالاضافة إلي أن معظم مستخدمي الكمبيوتر من صغار السن غير المقيدين بالجداول الانتخابية وبالتالي فأصواتهم غير مجدية. وأشار أنه من الطبيعي في موسم الانتخابات تزداد المبيعات من السلع المختلفة وذلك بسبب رغبة المرشح في اشباع حاجات من حوله من ناخبين أو مساعدين ومن جانبه يقول أيمن الباز العضو المنتدب لشركة بروتيك إن أسواق أجهزة التليفونات المحمولة لم تتأثر مبيعاتها كثيرا فليس من البديهي أن يقوم الناخب بشراء جهاز تليفون لمجرد التعرف علي هذا النوع من الدعاية الجديدة كارسال بعض المرشحين لرسائل SMS تدعو فيها الناخبين للتصويت لصالحهم ولكن من الممكن أن تزيد الاتصالات والرسائل بسبب الانتخابات. وأشار العضو المنتدب إلي أن تقديم بعض المرشحين مجموعة من الاجهزة للناخبين علي سبيل الرشوة لشراء أصواتهم لم يكون علي نظام واسع هدف الانتخابات الحالية.