طوكيو بيزنس ويك: في محاولة للخروج من مأزقها قررت ميتسوبيشي موتورز اليابانية للسيارات منح كل مشتر لسيارة من سياراتها الجديدة كوبونات بنزين مجانية لمدة عام كحافز إضافي لترويج المبيعات، وبدأت ميتسوبيشي هذا التحفيز في السوق الأمريكي اعتباراً من شهر سبتمبر الماضي بعدما طرأ علي أسعار البنزين في الولاياتالمتحدة من ارتفاع كبير، ويقول ديف شيمبري نائب الرئيس التنفيذي لميتسوبيشي في أمريكا إن هذا الحافز الجديد أثار الحيوية في معارض وكلاء ميتسوبيشي في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة. وتقول مجلة "بيزنس ويك" إن ميتسوبيشي برغم كونها أصغر كثيراً من جنرال موتورز وفورد إلا أن الأزمات والكوارث تلاحقها مثلهما تماماً، فمن المعروف أن حجم مبيعات ميتسوبيشي لا يتجاوز 5.18 مليار دولار وأن مبيعاتها في سوقيها الأساسيين الياباني والأمريكي قد انخفضت بنسبة 30% في عام 2004 وانها خسرت في ذلك العام 7.4 مليار دولار وهي خسارة تعادل كل مكاسبها في الخمسة عشر عاماً السابقة مجتمعة. وهذه الكارثة التي أحاطت ميتسوبيشي دفعت دايملر كرايسلر إلي تخفيض حصتها في تلك الشركة بنسبة 65% تقريباً فبعد أن كانت دايملر كرايسلر تمتلك 37% من أسهم ميتسوبيشي صارت الآن لا تمتلك سوي 9.12% من هذه الأسهم. وقد تولي أوسامو ماسوكو 30 عاماً منصب الرئيس في ميتسوبيشي موتورز في يناير الماضي عندما كان الجميع يستعدون لتأبين هذه الشركة المحتضرة ولكن أوسامو أعلن بوضوح أنه يعرف الإجراءات التي يحتاج إلي اتخاذها لتحسين أداء ميتسوبيشي. والحقيقة أن ميتسوبيشي تحركت بسرعة في ظل قيادتها الجديدة لإعادة بناء نفسها وفي مايو الماضي طرحت السيارة إيكلبس الرياضية الكوبيه سعة 8.3 لتر بثمن لا يتجاوز 20 ألف دولار للواحدة وهي سيارة قوية بموتور من طراز V6 أثارت الكثير من الاهتمام في السوق الأمريكي. ولذلك فقد زادت مبيعات ميتسوبيشي الأمريكية في أغسطس الماضي بنسبة 1.2% سنوياً وهي أكبر زيادة تحققها الشركة في العامين الأخيرين، وفي السوق الياباني قفزت المبيعات في أغسطس بنسبة 5.23% بعد أن بدأت ميتسوبيشي تقدم خدمة الفحص المجاني لكل سياراتها في هذا السوق والبالغ عددها 4.3 مليون سيارة، وقد أدي هذا إلي ارتفاع سعر سهم الشركة في البورصة بنسبة 146% هذا العام وتحقق معظم هذا الارتفاع في الأسابيع الستة الأخيرة. ورغم هذه الأنباء السعيدة فان ميتسوبيشي يتوقع أن تحقق خسائر نصف سنوية من ابريل إلي أكتوبر تبلغ 637 مليون دولار وبرغم كونها خسائر فهي تعد خطوة إلي الأمام بالمقارنة إلي خسائرها في عام 2004 ولن تتخلص إدارة ميتسوبيشي الجديدة من القلق إلا إذا تحققت توقعات ماسوكو واختفت الخسائر كلياً في النصف الثاني من هذا العام المالي الذي ينتهي بنهاية مارس 2006 بحيث لا تتجاوز خسائر ميتسوبيشي في العام كله 560 مليون دولار، وهذا يتطلب حدوث طفرات أخري كبيرة في المبيعات، ويتوقع ماسوكو أن تحدث هذه الطفرات ليس في السيارة ايكلبس وحدها وإنما في الموديلات الجديدة الأخري مثل السيارة السيوفان متوسطة الحجم التي تسمي أوتلاندر وهي سيارة سعة 4.2 لتر طرحت في السوق الياباني بالفعل خلال شهر أكتوبر الحالي (منذ أيام) وستطرح في الأسواق الخارجية في العام القادم خاصة في السوق الأمريكي، وهذا إلي جانب أن ميتسوبيشي تخطط لخفض التكاليف 15% مع حلول عام 2007 بعد أن استغنت بالفعل في العام الماضي عن 6500 عامل. وتؤكد "بيزنيس ويك" أن ميتسوبيشي موتورز تلقت دعماً مالياً من مجموعتها يقدر نحو 6.2 مليار دولار في يناير الماضي وهذا الدعم هو الذي أمدها بماء الحياة والأمل في تجاوز أزمتها، وقد استخدم ماسوكو تلك السيولة لإعادة توجيه ميتسوبيشي إلي إنتاج السيارات السيدان والسيوفان المتوسطة والشاحنات الصغيرة والمتوسطة التي لم تنتجها الشركة منذ عشر سنوات. ويتوقع ماسوكو أن تبدأ ميتسوبيشي في تحقيق أرباح صافية مع نهاية العام القادم أي في مارس ،2007 ولكن السؤال هو: هل ستقدر ميتسوبيشي علي منافسة أقرانها مثل هوندا وتويوتا؟! يرد علي هذا السؤال جورج بريو مدير عام المبيعات قائلاً إن ميتسوبيشي عليها الكثير الذي يجب أن تفعله لكي يمكنها الصمود في هذه المنافسة وإن حوافز كوبونات البنزين المجانية سوف تساعد كثيراً في هذا المجال بتنشيط المبيعات أكثر في السوق الأمريكي أيضاً.