الواقع أن الرئيس مبارك يعود الفضل إليه أولا وأخيرا الذي أتاح الفرصة لزعماء الأحزاب وغيرهم ممن تقدموا بترشيح أنفسهم في انتخابات اختيار رئيس الجمهورية وقدموا أنفسهم للناس وشرحوا مبادئ أحزابهم التي لم يكن يدري أحد عنها. ويعود الفضل أيضا للرئيس مبارك الذي أتاح الفرصة لعابري السبيل الذين تصادف مرورهم من أمام المبني الذي كان يتلقي طلبات الترشيح، في التقدم وسحب الاستمارة بدون اعتراض من أحد ولا دفع مقابل مادي..! صحيح أن الأمر لا يخلو من طرافة.. مثل أن يتقدم مواطن كان يبحث في الأساس عن عمل فأراد أن ينتهز الفرصة المتاحة أمامه ويعمل رئيسا للجمهورية..!! الآن.. وبعد أن انطلقت الحملة الانتخابية رسميا يوم الأربعاء الماضي بخطاب للرئيس مبارك شارحا برنامجه الانتخابي وبمساواة كاملة مع باقي المرشحين، فإنني أعتقد أننا نعيش العصر الحقيقي للديمقراطية ونحس بأفراحها وقيمها ويعتبر هذا الوقت الذي تم السماح فيه لهذا العدد الكبير بترشيح أنفسهم لأعلي منصب في الدولة - منصب رئيس الجمهورية هو وقت الحرية فعلا.. والفضل في ذلك يعود أيضا للرئيس الذي أطلق بنفسه تعديل المادة 76 من الدستور مبتدئا الخطوة الأولي في مشوار الألف ميل بانتخاب من يحكم الشعب عن طريق الاختيار الحر من بين مرشحين يمثلون الأحزاب في البلاد. إن هذه التظاهرة السياسية ليس من بين أهدافها بالنسبة لمعظم المرشحين خاصة المستقلين منهم أن يفوزوا بالرئاسة ولكن الفرحة التي عمت أبناء مصر أدارت رؤوس بعض الموطنين فتصوروا أن المشاركة في هذه المسيرة الديمقراطية أن يتقدموا بترشيح أنفسهم لشغل هذا المنصب الرفيع، ولم يشغل بال البعض مسألة الحد الأدني للمقومات المطلوبة للترشيح. عموما فإن ما يحدث الآن يعتبر بداية قوية لانطلاقة المواطن المصري الذي أمس لأول مرة في تاريخ مصر بقيمته وأنه يتساوي في الحقوق والواجبات مع من سيختار رئيسا للبلاد فالجميع يخدم باقي المواطنين كل في مجاله.. والجميع أمام القانون سواء! إننا نمر الآن أمام أهم مرحلة من مراحل حياتنا.. ونرجو أن ندرك جيدا أهمية هذه المرحلة فنحن نختار بمحض ارادتنا من يحكمنا وأريد في هذا الوقت أن أذكر لكم كلام الفيلسوف الكبير "أبو نصر الفارابي" صاحب الدعوة إلي المدينة الفاضلة، أو المعمورة الفاضلة كما يسميها، والتي ركز فيها أسلوب اختيار الرئيس الذي لا يرأسه إنسان آخر أصلا، والذي يجب أن تجتمع فيه اثنتا عشرة خصلة "ميزة" فطر عليها وهي: أن يكون حكيما، قوي الجسم قوي العزيمة جيد الفهم جيد الحفظ محبا للعلم يتحمل الناس المتاعب في سبيله، غير شر في الملذات الجسدية، محبا للصدق، كريم النفس، عادلا ينصف الناس حتي من نفسه وأهله، شجاعا مقداماً ثم يعقب نفس الفيلسوف علي ذلك بالقول: إذا توافرت كل هذه الصفات في شخص واحد يكون نادرا وهو الأصلح لأن يكون الرئيس وإذا توافرت لديه بعض من هذه الصفات فلا ضرر أن يكون رئيسا! الآن.. وبعد أن رأينا هذا الوصف الصادر عن فيلسوف عصره وفارس الكلام ويمكننا أن نضيف إليه بلغة هذا الزمان: أن لا تكون لديه بطانة تحجبه عن الناس ويري أن المنصب تكليف لا تشريف.. يقبل النقد ويشجع عليه ويرفض الثناء والمديح وبخاصة إذا كان صادرا عن تزلف ورياء.. ويضع لوحة بارزة يراها صباح مساء كتب عليها: لو دامت لغيرك ما وصلت إليك. وختاما.. وبعد كل الذي قيل ويقال.. من هو الذي سأختاره أنا شخصيا..؟ أنه بلاشك سيكون حسني مبارك الذي يتسع صدره لكل الأمور.. وهو الذي قرر أن يتم تعديل المادة 76 من الدستور التي أتاحت للمصريين أن يختاروا من يحكمهم وهو الذي بدأ في عملية الاصلاحات التي تشهدها البلاد.. لكل هذه الأسباب أؤكد علي اختيار المواطن محمد حسني مبارك في أن يكون رئيسا لمصر وليستكمل المشاريع التي تهدف إلي تقدم البلاد ويضعها من مصاف الدول التي تتمتع بالحرية وبالديمقراطية الحقيقية التي تعتبر الحصن المنيع في مواجهة الفساد والفاسدين!