استعرضت "الأسبوعي" مع عدد من نواب مجلس الشعب رؤيتهم لنظام الرموز الانتخابية وتجاربهم معه، وأكدوا أهميتها وخاصة مع ظروف الواقع المصري علي نفس النحو الذي رصده الخبراء، وأكدوا أن اختيار "الرمز" للمرشح يمثل أول خطوة في كسب أو خسارة المعركة الانتخابية، وفي الوقت الذي دلل نواب الوطني احتكارهم لرمزي الجمل والهلال بأنهم يقفون منذ صلاة فجر اليوم المحدد للحصول عليه، أكد نائب من المعارضة ضرورة تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص في الحصول علي الرموز الانتخابية ودعا إلي تطبيق مبدأ الحروف الأبجدية أو القرعة وليس أسبقية الحجز! نائب البرلمان أحمد أبوزيد رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب وأحد مؤسسي الحزب الوطني - علي حد قوله - يعترف بأنه يأخذ مكانه منذ فجر يوم توزيع الرموز لضمان الحصول علي أفضل الرموز "الهلال أو الجمل" وخاصة رمز الهلال الذي يتفاءل به، ويفسر ذلك التبكير بأنه ضرورة حتي لا يقع من نصيبه رمز رديء قد يصيب حملته الانتخابية بضرر بالغ مثل حدوة الحصان أو السلطانية أو الجردل، ويؤكد أن هناك تكافؤ فرص بين مرشحي الحزب الوطني والأحزاب الأخري، كما يلفت إلي أن الارقام لا يمكن أن تكون بديلا للرموز التي هي بدورها لا يوجد أي مدلول لها إلا التعامل مع عدد كبير من الناخبين الأميين الذين لا يقرأون أو يكتبون. نفس الإجابة يقدمها نائب مجلس الشعب فتحي نعمة الله (وطني - عمال) وخلاصتها أن الرمز مهم ولا يمكن الاستغناء عنه، أما النائب محمد قويطة عضو مجلس الشعب عن محافظة دمياط "مستقل" فيشير إلي أن زاوية جديدة تتمثل في تفاؤل أو تشاؤم المرشحين بالرمز الذي يحصلون عليه، فالبعض يتفاءل برمز السمكة.. المفتاح.. السنبلة، وآخرون يتشائمون من رمز الغراب أو "القفل"! ولا تري النائبة هدي رزقانة عضو مجلس الشعب أي غرابة إذا وجدنا قائمة الرموز الانتخابية تتضمن رمز الحمار أو الجاموسة أو الجحش، مشيرة إلي أن الحمار والفيل رمزين للحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتعد هذه الرموز في الدول ذات الثقافة العالية والوعي السياسي المرتفع لها معناها الواقعي ولا تعبر ابدا عن معاني السخرية أو الحط من المرشح أو الحزب، كما ان الرموز الانتخابية في مجملها تعني أن العملية الانتخابية لها مدلول ونظام - علي حد قولها. تبقي ملاحظة تسوقها رزقانة وهي انها لم تتعامل مع تجربة الرموز لأنها دخلت مجلس الشعب بالتعيين، وعلي الرغم من عدم رفضها للرموز الانتخابية إلا أنها تتمني أن يأتي يوم علي مصر ويدخل فيه المرشحون الانتخابات بلا رموز بحيث يتم اختيار المرشح بالاسم وليس بالرمز لأن ذلك يعني في تحليلها الاخير ان الناخب يعرف تماما نائبه ومقتنع ببرنامجه وبالتالي يعطي صوته للمرشح لا للرمز. وفي المقابل يعترض نائب التجمع المعارض البدري فرغلي علي عملية توزيع الرموز ويصفها بأنها جزء من عملية التزوير وسيطرة الحزب الوطني الحاكم عليها مشيرا إلي أن احتكاره وسيطرته علي رمزي الجمل والهلال أكبر دليل علي ذلك، في حين أنه من المفترض ان يتم توزيع الرموز بالعدل والتساوي سواء عن طريق القرعة أو الحروب الأبجدية وهو ما سيدعم عملية الاصلاح السياسي وتكافؤ الفرص بين المرشحين، إلا أن الواقع يؤكد أن رمزي الهلال والجمل يكونان دائما من نصيب الحزب الوطني في كل الدوائر، ويبقي من نصيب باقي المرشحين رموز تحمل اهانة وسخرية كبيرة لهم مثل رمز الأرنب أو الكنكة ويتم توزيعها اجباريا علي المرشحين وليس اختياريا.