ويبقي إعلان أسماء القلة والمتورطين أهم ما يثير الانتباه في التقرير المبدئي الذي أعدته لجنة.. في المذبحة البشعة التي وقعت في استاد بورسعيد.. هو تقديم أسماء المتورطين في هذه الكارثة إلي النيابة العامة، وذلك وفقا لما توفر لديها من معلومات وشهادة الشهود ويفيد عن قيام المحرضين باستخدام بعض جماهير «الألتراس المصري» والبلطجية في هذه المجزرة لتحقيق أهدافهم السياسية.. مستغلين في ذلك مناخ التعصب المصاحب للمباراة، وهذا يعني أن اللجنة بات لديها من الأدلة ما يكشف عن الجناة الحقيقيين.. وفضح الطرف الثالث المجهول والمسمي باللهو الخفي!! ومن هنا يمكن القول إنه ليس المطلوب الآن أن نعيد الكلام الذي تعبنا من تكراره عن الأيدي الخفية المتآمرة علي الثورة منذ بدايتها في الخامس والعشرين من يناير العام الماضي بدءا من موقعة الجمل وفتح السجون وإطلاق سراح البلطجية المعروفين بالاسم والعنوان لكي ينشروا الرعب ويعبثوا بأمن الوطن دون رادع، ثم مرورا بأحداث البالون وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وصولا إلي هذه الفاجعة التي راح ضحيتها هذا العدد المهول من الشهداء الأبرياء دون ذنب. وهذا لا يقلل من قيمة التقرير في مجمله والذي أكد علي تحمل جهاز الأمن مسئولية الحادث وبشكل أساسي موضحا ذلك بالتفصيل بما في ذلك امتناع مدير الأمن ونائبه عن إصدار أي تعليقات تضمن حماية الجماهير.. كما حمل التقرير اتحاد الكرة المصري مشاركته الصمتية في الجريمة وذلك بمخالفة لوائح الاتحاد الدولي فيما يخص تأمين المباريات والتغاضي عن توفير الاشتراطات التي تضمن الأمن والسلام في الملعب.. كما حمل التقرير النادي المصري صاحب الملعب المسئولية متضامنا مع اتحاد الكرة وكذلك هيئة الاستاد.. ولم يغفل التقرير دور الإعلام المحرض وغير السوي والذي يتناقض في مواقف كثيرة مع كل منطق ومع كل ضمير وطني يحب هذا البلد ويخاف عليه. وهنا نقول إن كل المطلوب الآن بحق هو الوصول إلي نتائج وأن تكمل اللجنة دورها الذي بدأته بشفافية ويختلف تماما وبالطبع عن غيرها من كل لجان تقصي الحقائق السابقة التي كانت مجرد فك مجالس وضحك علي الذقون.