كانت في طريقها لميدان التحرير حين اعترضها «بلطجية» وضربوها بالشوم علي رأسها وتوفيت متأثرة بنزيف في المخ هكذا كتب علي صورة سالي زهران التي زينت صور شهداء يناير وتم نشرها في كثير من الجرائد. وفي الوقت الذي قررت وكالة ناسا الفضائية إطلاق اسم الشهيدة سالي زهران علي إحدي مركباتها، تمتد أيادي وعقول مغيبة لتغتالها مرة أخري، ويتم الحديث عن أنها لم تكن شهيدة وأنها ماتت متأثرة بسقوطها من الطابق السادس بشقتهم بسوهاج، وأنها في الأساس محجبة ولا يصح نشر صورة لها عارية الرأس.. وتخرج والدتها علي شاشة «ONTV» لتؤكد هذا الحديث وتروي قصة خروجها يوم 28 يناير لمظاهرات بسوهاج وأنها سقطت من البلكونة عندما فشلت في الخروج مرة أخري للمظاهرات بعد منع والدتها لها.. وتنتهي الحلقة بحديث شقيقها الأصغر قائلا: «أنا فرحان إن سالي طلعت شهيدة..»! وبعيدا عن أي تأكيد لحقيقة هذا الكلام وبعيدا عن كون سالي زهران ماتت في قلب ميدان التحرير أو في سوهاج ولأننا لا يهمنا تماما هل هي محجبة أم لا.. سالي زهران تواجدت في الميدان الأكبر «الحياة» وناضلت من أجل حريتها، حاولت «الأهالي» تتبع قصة تلك الملامح العذبة التي جذبت إليها قلوب الملايين وأخرجت من ألسنتهم أدعية كثيرة لها بالرحمة، تلك الابتسامة الجميلة المصرية الصميمة ظلت في ميدان الحياة من أجل تحقق ذاتها، سالي كانت تعمل في شركة اتصالات معروفة وتدرس بكلية الآداب بجامعة سوهاج، لم تعش مع والديها في سوهاج وفضلت تجربة الحياة في القاهرة. وهنا نسجل سطورا من حياة زهرة اللوتس سالي زهران تلك الحياة القصيرة التي عرفناها من بعض أصدقائها.. انضمت سالي لفرقة كورال «شكاوي» والتي تكونت في شهر مايو 2010 من مجموعة من البنات والأولاد ليس لهم علاقة بالموسيقي سوي «الهواية» لتحويل شكاوي الناس إلي أغان محملين بأفكار ومشاكل الحياة اليومية وقاموا بتلحينها وكتابة كلماتها بأنفسهم واختاروا مسرح «روابط» بوسط البلد لعمل البروفات وعرض حفلاتهم داخله اعتبروا الاحتجاج بالأغنية متاحا وسط كل تلك الضجة قاوموا بالأغنية ونجحوا في لفت الانتباه لهم، ويوجد الكثير من الفيديوهات التي تغني فيها سالي «بشعرها» أغنيات شكاوي وتتحدث عن الفكرة مع برنامج العاشرة مساء علي قناة دريم قائلة: ما توقعتش أغني لكنها فكرة جميلة وجاء هذا البرنامج في مايو 2010 وتحدثت «الأهالي» مع أحمد صلاح مسئول كورال شكاوي فقال عن سالي إنها كانت طموحة ومجتهدة وجريئة ومتمردة دائما وكانت تحاول أن تعرف ما هي مشكلات زملائها وزميلاتها وأقاربها لتضعها في أغنيات شكاوي لتعبر عن شقاء تلك الحياة بطريقتها الممزوجة بضحكة صافية تبحث عن القادم، فغنت سالي مع أصدقائها للكوشة والكباري والزحمة والميكروباصات وفي إحدي الأغنيات تقول: «عايز تمشي يا ابن الناس ماتزعقش وامشي خلاص العربية زفة عروسة سد الشارع يا دي الحوسة» لتستمر فرقة شكاوي تقدم أغنياتها بدون سالي وتقدم حفلا كبيرا تأبينا لسالي بعد وفاتها لتظل سالي زهران البنوتة المصرية الشهيدة التي دخلت الميدان من بابه الرئيسي تبحث عن الحرية والحياة والاجتهاد رغما عنا جميعا تتجه مركبة الفضاء التي سميت علي اسمها للمريخ وتنطلق سالي في تاريخ الثورات لتظل وجه الثورة المشرق مهما كانت الاتهامات أو الاغتيالات لوجهها البرئ أو ابتسامتها العذبة، ونظل نحسن تذكرها ونترحم عليها ونحتسبها شهيدة في دفتر الوطن.