داخل مستشفي قصر العيني القديم ترقد الكثير من الحالات التي جاءت بدءا من أحداث مجلس الوزراء والحديث دائما عن «الرصاص الميري» الذي دخل وخرج من أجساد الشباب في اشارة لقربه من المصابين وأيضا لقوته بما يشير إلي أنه ميري، الرصاص بشهادة الاطباء أدي إلي جروح قطعية في الاماكن التي دخلها مما أدي لاستئصال امعاء أو جزء منها أو جزء من القولون (والكبد نتيجة ذلك) وداخل عنبر (30) يرقد حابي عنان المهندس المعماري المجتهد والذي تمتلئ حجرته عن آخرها بزائريه ومحبيه، يقول مديرة في العمل : إن حابي مهندس كفء يعمل في شركة استشارات هندسية، وهو ايضا مدير موقع وليس فقط مهندس معماري يؤكد مديره أنه لا يختلق أي مشكلات في العمل ويشهد له الجميع بدماثة خلقه وطيبته. وإذا تم الحديث عن الثورة يتحدث مثله مثلهم كما لو كان لم يشارك فيها، ولا يعرفهم أنه معتصم أمام مجلس الوزراء، يقول والده : اتصلت بحابي لاطمئن عليه وكان داخل الميدان وفجأة سمعت صوت ضرب نار واصيب اثناء مكالمتي له وسمعتهم يقولون «أخد طلقة في البطن» فاطمئننت قليلا وبعد سماعي للاسعاف اغلقت الهاتف وتوقعت أن أجده في قصر العيني، أما حابي نفسه وهو سعيد بوجود اصدقائه حوله يروي ما حدث له: كنا نقف علي سور الجامعة الأمريكية يوم الجمعة ووجدت الجيش يقذف طوبا ورخاما ودواليب وكراسي علي المتظاهرين من أعلي سطح عالي والمتظاهرون لا يمكنهم ادراكهم بما يجعلهم في موقف ضعيف ورأيت الضابط أمامي ممسك مسدسه ويشير لي باصبعه «انت» ثم يصوب المسدس ولم اشعر إلا وأنا في سيارة الاسعاف لأني لم أشعر بالرصاصة لأول وهلة وتخيلت أنها اصابة خرطوش أو مطاطي حتي ذهبت إلي قصر العيني وقبلها شاهدت الكثير ممن حولي اصيبوا ايضا بطلق ناري وكان معي داخل سيارة الاسعاف شابان اصيبا في القدم. وقال د. محمد علاء الدين الطبيب النبطشي في القسم أن حابي اصيب برصاصة في البطن أدت لجرح في الكبد والحجاب الحاجز وتجمع دموي علي الرئة، وتم تركيب انبوبة صدرية له وحالته الآن مستقرة بعد استئصال جزء من القولون واجراء جراحة دقيقة لتوصيل الامعاء. أما في عنبر رقم (5) بالدور الثالث بقصر العيني القديم فيرقد كريم أحمد بيومي 20 سنة والذي أكد ل «الأهالي» أنه لم يكن مشاركا في الأحداث وكان ذاهبا لفرح أحد زملائه ومروا من ميدان التحرير بالمصادفة فتوقفوا ليشاهدوا ماذا يحدث، وفوجئ كريم برصاصة تخترق ذراعه اليمني بتقرير الطبي المبدئي له يقول: طلق ناري في الصدر والبطن في أحداث مجلس الوزراء، أدي إلي قطع بالكبد وقطع بالمعدة وتم إصلاح المعدة ووقف نزيف الكبد، كريم يؤكد وجود عسكري يمسك بندقية ضرب «رش دفعة واحدة» بها 10 طلقات علي كل من يقف وفوجئ باصابته، كريم يري أن الفقير يقولوا عليه بلطجي كما لو كانت موضة». أما والده فأكد أن كريم لم يتم الاستماع لأقواله حتي الآن كما أعلنت النيابة استماعها لكل أقوال المصابين، وأكد أن ابنه وقتها كان داخل غرفة العمليات التي مكثت فيها 4 ساعات منذ الحادية عشرة. وقد أعلنت وزارة الصحة أن اجمالي حالات الوفاة حتي الآن 8 حالات وبلغت الاصابات 310 حالات خرج منها 205 حالات بينما يؤكد شهود عيان ارتفاع اعداد المصابين عن هذا الرقم.