«إني أؤمن إيمانا قاطعا بأنه سيخرج من صفوف هذا الشعب، أبطال مجهولون يشعرون بالحرية ويقدسون العزة ويؤمنون بالكرامة»، إن الجماهير هي القوة الحقيقية والسلطة بغير جماهير هي مجرد تسلط معاد لجوهر الحقيقة». بهذه الكلمات جاءت الدعوة لافتتاح معرض «عبدالناصر.. الحلم» احتفالا بالذكري الواحدة والأربعين علي رحيله، وهو المعرض الذي افتتحته ابنته د. هدي عبدالناصر وابنه، عبدالحكيم عبدالناصر وسط حضور إعلامي وجماهيري مكثف بقاعة بيكاسو بالزمالك، حوي المعرض عددا كبيرا من صور الزعيم الراحل المرسومة بالزيت وألوان الجوشة وغيرها. أكد صناع المعرض أنه تخليد لذكري جمال عبدالناصر والمبادئ التي نادت بها الثورة التي قادها «العدل الاجتماعي والحرية والكرامة والمساواة والانحياز إلي الفقراء وعلي خلفية صوت الزعيم الراحل الذي ملأ أركان القاعة وهو يقول في أحد خطاباته «الفقراء ليهم نفس هما كمان يعيشوا الدنيا» تواجد عشرات الزائرين للمعرض من الشخصيات العامة والثقافية والمواطنين العاديين والشباب، حيث التقطت بعض الكاميرات تأمل الشباب لصور عبدالناصر، ولحركاته المختلفة، حيث توقف أحد الشباب لفترة طويلة متأملا ملامح هذا الرجل الذي ظل التاريخ يتحدث عن عظمته ونبله رغم أن التاريخ لا يتفق علي أحد، وجاءت الصور الموجودة لتعبر عن مراحل حياته المختلفة وهو شاب في الكلية الحربية وأخري وهو يلقي كلمته أمام الأممالمتحدة ويجلس أمامه ممثلو الدول المختلفة من نهرو بالهند لتيتو رئيس يوغوسلافيا، وكاسترو بكوبا الجميع ينصت له وهو يتحدث في لوحة مرسومة بالزيت بشكل جميل أيضا إحدي اللوحات التي جاءت بتوقيع الفنان الرائع حلمي التونسي اكتفت بملامح الوجه وسط خلفية بيضاء لتأتي العينان الباب المفتوح علي عبدالناصر الإنسان، ولوحة أخري له بملامحه قدمها أحد الفنانين الشباب وهو يمسك بفأس ويرتدي «طاقية فلاحي» ويعزق في الأرض «هكذا رآه.. هذا بخلاف الكثير من اللوحات التي سجلت حركاته المعهودة وهو يجلس ويداه متشابكتان ببعضهما وكأنه يتأمل القادم فلا تتضح ملامحه، ولم ينس أحد الفنانين أن يرسمه وسط آلاف المصريين ووجوههم تكسوها الفرحة والأمل وهو يشير بيديه وأحد الأطفال يصفق له، أيضا عرض المعرض تماثيل جسدت وجه عبدالناصر منها تمثال لجمال السجيني. ظل عبدالناصر «الحلم» لكثير من الأجيال التي رأته وعاشته والتي لم تره ولم تعش عصره لتظل الإقامة الحقيقية في الرحيل ويظل المصريون يحتفلون بعبدالناصر، ويتساءل كثيرون هل يتذكرون ذلك الرجل لأنه مثل لهم حلما اكتمل أم مثل حلما لم يكتمل بعد، وهل الذاكرة الوطنية لديها كل هذه القدرة علي الاحتفاظ برجال مروا في هذا الوطن وسجلوا حضورا، أم أنها ذاكرة تحمل القدرة علي كشف نبل الأشخاص وما بداخلهم فرأتهم كما ينبغي فاستحقوا منها «الخلود»، عبدالناصر الذي رددنا ونحن صغار اسمه في ألعابنا فكنا نقول «قناة السويس يا قناة السويس يا اللي بناكي عيسي وعويس جاء جمال أبوالأبطال شجع مصر وسابها وطار..» وعندما نتساءل مين جمال نجد الآباء يتنفسون طويلا ثم يلفظون كلمة «راجل عظيم» فتخلد ذاكرة الطفولة هي الأخري ملامح الفارس النبيل، رحم الله عبدالناصر وعاش المصريون «وافتكروا».