في إياب نصف نهائي النسخة الماضية من دوري أبطال إفريقيا ودع الأهلي البطولة أمام الترجي التونسي علي الملعب الأولمبي برادس بعد أن واجه ظلماً تحكيمياً واضحاً وفاجراً من الحكم الغاني المغمور جوزيف لامبتي تمثل في احتساب هدف "مضحك" للمهاجم النيجيري للترجي مايكل إنيرامو وإشهار ورقة حمراء في وجه نجم الأهلي محمد بركات في النصف ساعة الأول بعد تمثيلية معتادة ومتكررة من لاعب الوسط خالد القربي، ودع الأهلي مظلوماً خارج أرضه كما ظُلم في لقاء الذهاب من الحكم الليبي عادل الراعي داخلها وترك الترجي فريسة لمازيمبي الكونغولي في النهائي ولم يستفد مطلقاً من إيقاف الحكم الغاني لستة شهور. بعد أن أطاح (الكاف) برئيس لجنة الحكام المالي أمادو دياكيتيه علي خلفية فضيحة الرشاوي الشهيرة وأسند المهمة للتونسي طارق البشماوي أستبشر الجميع خيراً في مستقبل أحد أهم عناصر اللعبة في القارة، قبل أن (تعود ريما لعادتها القديمة) وتتجاهل اللجنة الجديدة حساسية وأهمية لقاء الحسم بين الأهلي والترجي في الجولة الأخيرة للمجموعة الثانية ويتم إسناد إدارته للحكم السوداني خالد عبدالرحمن أحد حكام الصف الثالث في القارة الإفريقية ليرتكب مع مساعديه أخطاء ساذجة أثرت بشكل مباشر علي نتيجة اللقاء وحرمت الأهلي من التأهل للمربع الذهبي. أين الجنوب إفريقي دانيال بينت أو مواطنه جيروم ديمون؟ وأين الجزائريين المتميزين محمد بنوزة وجمال حيمودي؟ وأين وأين، هكذا تساءلت جماهير الأهلي وهي تري فريقها يعاني الأمرين من حكام ضعاف المستوي والأندية الأخري الأقل قامة وقيمة تحظي بحكام الصف الأول. من الجزائري محمد حنصل الذي أهدي لكوتوكو الغاني لقب بطولة أبطال الدوري الإفريقي بهدف من تسلل واضح عام 1983 وحتي الحكم السوداني خالد عبد الرحمن الذي وقف للأهلي بالمرصاد وتجاهل طرد المالي إدريسا كوليبالي في الشوط الأول بعد أن تغاضي مساعده الثاني محمد حسب الرسول عن تسلل فاضح للمدافع الكاميروني يايا بانانا في لعبة الهدف الأول لفريق (باب سويقة)، وطوال ما يقرب من 30 عاماً عاني (ناد القرن) كثيراً من أصحاب الصافرات فمن ينسي الجابوني ديرامبا في لقاء أفريكا سبور بنصف نهائي أبطال الدوري 1987 والكاميروني رفائيل إيفيهي في ذهاب نهائي دوري الأبطال بسوسة عام 2007 ضد النجم الساحلي التونسي عندما تغاضي عن ركلتي جزاء لفلافيو وبركات ومنح نجم الأهلي إنذار ظالم أبعده عن لقاء القاهرة الحاسم الذي قدم خلاله الدولي المغربي عبدالرحيم العرجون أسوأ مباراة له طوال تاريخه ومنح النجم لقب دوري أبطال إفريقيا علي ملعب القاهرة عام 2007 واغتال حلم الأهلي في التتويج باللقب للمرة الثالثة علي التوالي. في إفريقيا هناك عُرف فاسد يقضي بمجاملة الحكام لأصحاب الأرض والجمهور عادة إلا مع الأهلي الذي عاني كثيراً منذ مشاركته في البطولات الإفريقية عام 1976 عاني من هؤلاء الحكام دائماً خارج قواعده وكثيراً جداً داخلها. التحكيم في قارة المواهب كان ولازال أحد أسباب معاناة وتراجع مستوي كرة القدم وسيظل هكذا طالما بقيت لجان الإتحاد الإفريقي تُدار بهذه العقليات العجيبة. أخطاء الحكام واردة في كل زمان ومكان ولكن اختيار حكام ضعاف لمباريات مهمة وحساسة توضح سوء نية القائمين علي لجنة الحكام في (الكاف) ونتطلب من عيسي حياتو التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.