نوقش مؤخراًَ في اتحاد الكتاب أحدث كتاب للدكتور والناقد حامد أبو أحمد وهو بعنوان (الشهاب) صدر عن دار الحضارة والكتاب عبارة عن شهادة روائية في إطار من كتابة أدبية شائقة وأسلوب فني جذاب. هو أيضا سيرة ذاتية توشك أن تكون توثيقية كما يقول الشاعر ماجد يوسف ويضيف: يدور حول الثلاثين سنة الأخيرة (عصر مبارك) بالتحديد، والسيرة / الشهادة تتميز بامتزاج الخاص والعام فيها طيلة الوقت، وهو ما يعكس الرؤية الناقدة للكاتب، واتساع منظوره الرابط باستمرار، بين السياسي والاجتماعي والفكري، من ناحية، وبين الذاتي والشخصي في مساره المتلاحم دائما مع مسار الوطن الذي يتسع، انطلاقا من مصر ليشمل دولا عربية أخري كالسعودية وليبيا، فهو يرصد المرتكزات التي تصنع التقدم هناك والتخلف هنا. من الديمقراطية السياسية، وعقلانية التعليم، واتساع نطاق الحرية ومفهومها وصلابة حقوق المواطنة وحتمية سيادة القانون، واعلاء حقوق الانسان إلي آخر مفردات المنظومة التي يعني حضورها (التقدم) ويعني غيابها ليس التخلف فقط، وانما الدكتاتورية والاستبداد، وتغول الدولة البوليسية وهيمنة البعد الأمني، بمفهوم ضيق ينسحب ربما علي رجل واحد أو بضعة أفراد. ويقول د. صابر عبدالدايم عن الكتاب، هذا الكتاب يستحق التقدير لأنه نابع من تجربة ذاتية، ومن أهم ما تناوله: المثقفون والجهاد السياسي، فساد المناخ السياسي، المرشحون الذين يأتون بالملايين، وقد عزفنا جميعا عن المشاركة في الانتخاب نظرا لفساد الجو، وعلينا الآن أن نخوض المعترك السياسي كمثقفين ونتلمس التجمع الحزبي المناسب للمثقفين، لا أن نترك الساحة للانتهازيين بينما الافكار تعلن عن وجود ثورة حقيقية. ويضيف الكاتب جمال العسكري: يعتبر الدكتور حامد أبو أحمد من أهم الاصوات الثورية وخاصة في الجلسات التي كانت تعقد حيث كانت تدور المعارك والمشاحنات، د. حامد من أصحاب المواقف المتفردة وغير المحسوبين علي أجندات معينة، أصحاب المواقف معروفون والفاسدون معروفون، أبناء 25 يناير وما بعدها كان من السهل أن يمتطي الجميع صهوة الثورة ولكن من الصعب حاليا أن يظل صاحب الموقف متمسكا بموقفه. وتقول عن الكتاب أيضا د. وجيهة المكاوي: رصد د. حامد حياة خاصة في المجتمع المصري، وذكر أن حسني مبارك هو سبب الفساد كله، وقد رصد باقتدار الاحصائيات التي أوردها عن الديكتاتوريين في العالم، ورصد المباحث وأمن الدولة واستشهد بأمل دنقل، كما نجد الظواهر الأسلوبية قوية، كما تلمح الحس الفكاهي ابتداء بالقروي الذي فوجيء بتقدم المدينة، طريق الفلاش باك، التعذيب في ميدان التحرير مع داخل الفصول نجد الأقوال المأثورة. وأضاف محمد كامل قائلا: عندما قرأت الكتاب ذهلت وأصابتني دهشة وخفت علي د. حامد من التعرض للتعذيب والنوم علي البرش لكنه قال لي.. لا تخاف أنا خلصت ضميري أمام ربنا ولابد أن أترك رأينا للشباب وكان ذلك قبل ثورة 25 يناير بأيام وقال لي (الثورة بكرة قايمة) ومن هنا أقسمت أن أطلق عليه الشيخ حامد لأنه تنبأ بالثورة ولم يهاجم أحد النظام إلا هو وعبدالسلام العمري (رحمة الله عليه) في (ثقافة الهزيمة). ويقول عنه القاص أحمد عبده، أن هذا الكتاب عبارة عن شهادة روائية وسيرة ذاتية ،وهو هجومي اقتحم الخط الأحمر قبل أن يقتحمه ثوار 25 يناير، كما نجد بساطة الحكي وعدم الخجل من تطور حياته وذكره للكثير من حياته الازهرية، تلك الحياة العامرة بالمواقف والقفشات. وفي كلمته الأخيرة عن الكتاب يقول الناقد والمترجم ربيع مفتاح: يعتبر هذا الكتاب أجرأ كتاب توثيقي قبل ثورة 25 يناير لسببين: أولاً لم يترك صغيرة ولا كبيرة من نواحي الفساد، ثانياً تمت كتابته ونشره قبل ثورة 25 يناير وأشار أيضا إلي الصحفيين الذين تلونوا، ، وإلي الأدباء الذين ينتمون للفصيل داخل المؤسسات الثقافية.