صدر عن الهيئة العامة لقصورالثقافة كتاب بعنوان «سينما القطاع العام التحولات السياسية والإجتماعية» للكاتب إبراهيم الدسوقي. يرصد سينما القطاع العام كظاهرة مهمة في حياتنا السينمائية علي مستويين مهمين وهما المستوي الإجتماعي والسياسي. وقد ظهرت هذه السينما في مصر وأبدعت وصارت وثائق اجتماعية وسياسية شاهدة علي روح سنوات طويلة تجاوزت الأربعين. ونجحت هذه السينما في تكوين أشكال مؤسسية في كيفية توليف الأفلام النموذجية وتواجد أبطالها المناسبين والتي تشغف المتفرج بالبحث عنها والتقابل بها في مصنع الأحلام التي كانت ترضي ذوقه وتوحد بساطته وثقافته في آن واحد من أفلام (رومانسية / غنائية / ميلودرامية / اجتماعية / فواجع / حركة / كوميديا.. إلخ) وصارت لها من القواعد الثابتة التي لايمكن تجاهلها. وعندما اتخذت الثورة قرارات يوليو الاشتراكية في قيام ملكية الشعب من خلال القطاع العام ومشروع الخطة الخمسية الأولي. لذا كان لابد من دخول الدولة إلي ميدان السينما كما تعيد تصحيح بعض الأوضاع الشائكة خلال السنوات التي خلت ومنذ قيام الثورة فالسينما المصرية لم تواكب الثورة بإنتاج أفلام تحمل صفة مختلفة أو مميزة أو منحازة إليها رغم المتغيرات علي المستويين السياسي والاقتصادي. حاولت سينما القطاع العام بث واستنهاض ملامح الانسان الجديد الذي أكدته روح ثورة يوليو علي مستويات وقضايا عديدة. الفلاح وأحواله وإيقاع وشكل حياته (ماضيه.. حاضره. مستقبله) والتقاليد والحب والشرف في علاقته وارتباطه بالأرض. وأيضاً الشباب ورسم بورترية خاص بنجاحه واخفاقه في التعبير عن ذاته وأزمة احتضان وتوجيه هذا القطاع بما فيه من مراهقة ومشكلة الاغتراب والتلاقي. والمجتمع المدني بما فيه من مشكلات وصورة حية عن ارهاصات المجتمع والسياسة. وضمن الكتاب مجموعة من الشهادات لاخفاق ونجاحات هذا القطاع علي المستوي الإداري والفني والمهني وخسائر مؤسسة السينما وكيف حدثت؟ ومن أصحاب المصلحة؟. وجاءت نهاية الكتاب بخاتمة عرضت وثائق تاريخية شاهده علي عصر سينمائي آت وسط ركام تاريخ السينما المصرية وقائمة بالأفلام التي أنتجتها شركات القطاع العام.