حينما انهارت أسعار النفط في يناير 2016 وبلغت أدنى مستوياتها فيما يزيد عن عشر سنوات لم يصب خالد الفالح وزير الصحة السعودي في ذلك الوقت بالذعر وأبلغ مسؤولين تنفيذيين في قطاع النفط ومصرفيين وصناع سياسات في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس بأن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم ربما تستفيد من أسعار للخام دون 30 دولاراً للبرميل. وقال الفالح الذي عين وزيراً للطاقة خلفاً لوزير النفط المخضرم علي النعيمي إن ذلك ربما يساعد على تسريع وتيرة الإصلاح وإعادة هيكلة الاقتصاد ويدفع حكومة المملكة لتكون أقل حجماً وأكثر كفاءة ويطلق قدرات القطاع الخاص. وخلال عقود كانت السعودية القائد الفعلي لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» تستهدف مستويات معينة لأسعار النفط. وإذا لم تكن راضية عن الأسعار كانت تسعى لترتيب خفض أو زيادة في الإنتاج مع الدول الأعضاء في التكتل. لكن الأمور تغيرت هذه المرة. فللمرة الأولى خلال عقود لم يكن خفض الإنتاج على الأجندة لمواجهة تنامي تخمة المعروض العالمي من النفط والتي ساهمت السعودية في خلقها من خلال زيادة الإنتاج لدفع منتجي الخام مرتفع التكلفة مثل شركات النفط الصخري في الولاياتالمتحدة للخروج من السوق. وللمرة الأولى أيضاً خلال عقود تم تعيين أحد أفراد الأسرة الحاكمة وهو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد قبل ذلك بأشهر قليلة ليشرف على سياسات المملكة النفطية ويطلق تغييرات شاملة. وخلال المنتدى وجه سؤال للفالح «ألا تعتقد أن الأمير محمد بن سلمان الذي يبلغ من العمر 30 عاماً فقط يفعل ذلك كله بوتيرة سريعة للغاية بالنسبة للمجتمع السعودي المحافظ بشكل عام؟. وقال: الأمير طموح جداً فيما يريد أن يرى السعودية عليه في أقرب وقت. أستطيع أن أؤكد لكم أن كل من يعملون معه متحمسون جداً بفعل رؤيته ويستمدون نشاطهم من طاقته. وتابع: كان بعض الناس قلقين من أننا كنا متباطئين جداً في الماضي. كعداء سابق أقول لكم إن القفزات تساعد على بناء قوتنا. لذا نقوم بتسريع وتيرة الإصلاح. واتهم أعضاء من«أوبك» النعيمي الذي قال بداية إنه يحبذ الاتفاق بأنه لم يعد يمتلك السلطة. وبعد ذلك بثلاثة أسابيع تم إعفاء النعيمي من منصبه أول من أمس وأصبح الفالح وزيراً للطاقة. وقال جاري روس المراقب لشؤون أوبك ومؤسس بيرا للاستشارات ومقرها نيويورك إنها نهاية حقبة حارَب النعيمي خلالها بصلابة وكافح لخلق بيئة للأسعار تكون ملائمة للمستهلكين والمنتجين معاً. وأضاف: نتحرك صوب حقبة جديدة حيث لم تعد أوبك تتحكم في السوق بل ستحدد قوى العرض والطلب الأسعار. تعتقد القيادة النفطية السعودية الجديدة أن السوق ستملي السعر وهذا يعني زيادة التقلبات. سنرى ارتفاعات وانخفاضات حادة. وتولى الفالح مهام منصبه الجديد في بيئة سوقية أكثر تحسناً عن يناير الماضي حيث تعافت الأسعار بقوة من 27 دولاراً للبرميل التي سجلتها ذلك الشهر إلى نحو 45 دولاراً الأسبوع الماضي. والتحق الفالح - المولود في عام 1960 - بأرامكو في 1979 ودرس الهندسة في جامعة تكساس بالولاياتالمتحدة في 1982 في إطار برنامج تحت رعاية الشركة.