حوار:أمنية طلال بعد سقوط الزاوية ورأس لانوف في أيدي كتائب القذافي وسط صمود الشعب الليبي الثائر، هناك سيناريوهات عديدة محتملة لتطور الأوضاع في ليبيا، رفع الثوار في وجهها شعار واحد «النصر أو الموت» ، وفي الحوار التالي يتحدث إلي «الأهالي» عبد القادر غوقا سفير ليبيا السابق في لبنان ورئيس المؤتمر القومي العربي، وفي الحوار أن معمر القذافي لن يحكم ليبيا ثانية وأن الثورة مستمرة حتي يرحل وينتصر الشعب الليبي الذي لم يعد يقبل استئثار فرد وعائلته بالحكم والاستيلاء علي ثروات ورقاب شعب ليبيا. ولادة الثورة هل كنت تتوقع حدوث ثورة شعبية في ليبيا؟ بالتأكيد كنت أتوقع حدوث ثورة شعبية علي الظلم والاستبداد الذي عاشه الشعب الليبي، وكنت أيضا أتوقع هذا المستوي من القمع والقتل للأسف، حيث وجد الظلم كان لابد من قيام ثورة علي هذا الظلم. والشعب الليبي استبيحت حرماته واعتدي عليه واستغلت ثرواته في غير محلها وتم الاستيلاء علي كل موارده وامكاناته لصالح أسرة واحدة، ومع وجود الفقر والعوز والإهمال الشديد لمناطق والاهتمام الشديد بمناطق أخري ولدت الثورة. وكيف تم نهب ثروات الشعب الليبي؟ اعتبر معمر القذافي وأسرته ليبيا وما عليها ملكا لهم ووصلت تجاوزاتهم لمرحلة غير مسبوقة، فلم تعد توجد ميزانيات ولا يتم مراجعة حساباتهم، واعتقدوا أن ليبيا التي قد امتلكوها بانقلاب عسكري وبالتالي خيل لهم مقاومة أي محاولة للمطالبة بالحقوق لأنهم يعتبرونها اعتداء عليهم هم شخصيا وعلي أموالهم ، وما يجري في ليبيا هو احتلال بكل المعاني ، فهناك قوة غير قانونية تسلب ارادة الشعب ، تتمثل في القذافي وانصاره والمستفيدين منه والمرتزقة الذين جندهم في الداخل وجلبهم من الخارج. صورة المستقبل وما السيناريو المتوقع بعد سقوط الزاوية في يد كتائب القذافي؟ للأسف الشديد اتوقع سيناريو سيئا يتمثل في مزيد من العنف والقمع، ولكن النتيجة محسومة، فلن يحكم معمر القذافي وعائلته ليبيا مرة أخري، خاصة بعد أن اظهر في خطابه الأخير كرهه وعداوته للشعب الليبي، والتعامل بهذه العنجهية والتكبر الذي لا يقبله أي ليبي لديه كرامة، والثورة سوف تستمر حتي لو سيطروا علي ليبيا فنحن نسير علي درب عمر المختار حينما قال «نحن لا ننهزم نحن ننتصر أو نموت» وليس من حق معمر القذافي أن يضعنا في اختيار اما يحكمنا أو نموت. هل تري رد فعل مساند من الدول العربية؟ لا لم أتوقع هذا الصمت من الأنظمة العربية حتي من تحدث منها باسثناء دولة أو اثنتين فلا يوجد أي تدخل جاد حتي الآن وكأن أي شخص انفرد بدولة أو شعب يستطيع أن يقمع ويقتل دون أن يتحرك أحد لمساندته، فيما عدا موقف الجامعة العربية التي دعت مجلس الأمن إلي حظر الطيران فوق الأراضي الليبية. وما المساندة الجادة التي تحتاجونها من الأنظمة العربية؟ أولا عدم الاعتراف بشرعية وجود معمر القذافي وعدم التعامل مع أي مندوب للحكومة الليبية التي لم تتفوه بكلمة واحدة حتي الآن ويتم غلق أي سفارة تابعة لهم والتحول إلي المجلس الوطني.. أيضا يجب مساعدة الثوار بالأسلحة للدفاع عن أنفسهم، فالمعركة غير متكافئة بالمرة، أفليس ظلما أن الشعب أعزل أمام هذه الأسلحة، وهناك مسئولية عربية مثل اتفاقية الدفاع المشترك، فلا يمكن أن تقف الدول موقف المتفرج والشعب الليبي يذبح من الجو والبر والبحر فهؤلاء الشباب يقاومون بما اغتنموه من سلاح من بعض الجنود. الاعترف بالثوار هل تتوقع وجود تدخلات دولية اذا استمر الوضع كما هو عليه الآن؟ هذا موضوع شائك جدا ولابد الحديث فيه بصراحة، فالقوميون العرب وأنا أشاركهم الرأي لا يحبذون أي تدخل أجنبي واحنا كعرب لا نتمني ذلك، ولكن الوضع الآن سييء لدرجة كبيرة، فالشعب الليبي يذبح علي يد القذافي وأعوانه، وبالتالي سيكون أي تدخل مقبول لإنقاذه وأنا رغم حساسيتي الشديدة من أي تدخل أجنبي لكنني أقول إن هذا الأمر يختص بالمجلس الوطني المستقل وهم قبلوا حظر الطيران فوق ليبيا وقبلوا أن تقصف مقرات تجمع المرتزقة وهذا لابد من قبوله. ثورة في كل مكان بعد حدوث الثورة في تونس وانتقالها لمصر ثم ليبيا هل تتوقع انتقالها إلي باقي الدول العربية؟ اتوقع في حدود العشر سنوات القادمة أن يكون الحكم في الدول العربية كلها حكما ديمقراطيا وحكما صالحا بصرف النظر عن التسمية، فلم يعد مقبولا وجود الانظمة القمعية فهذه هي الثورة العربية الشعبية الثانية وستعود القاهرة إلي مكانتها الطبيعية رائدة وقائدة للوطن العربي.