ألقي د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بيانا أمام مجلس الشوري جاء فيه: كنت أتمني علي السيد الأمين العام للحزب الوطني أن يبدأ بتقديم اعتذار للشعب علي سوء أداء الحزب وحكومته خلال السنوات الماضية والذي كان سببا فيما وصلنا إليه. إن مثل هذا الاعتذار لا يحمل فقط معاني احترام الرأي العام وإنما الأهم هو أنه يعني الالتزام بسياسات جديدة مغايرة تماما. لعلكم سمعتموني في المجلس الموقر في العام الماضي وأنا أصرخ «احذروا غضبة الجياع» كررتها ثلاث مرات لعلها تخترق آذانا لا تسمع إلا نفسها، ولو كنت كررتها ثلاثين ألف مرة لما سمعوا فقد كان البوم الناعق بخراب البلد جالسا أمامي في مقاعد الوزراء ليبرر ما لا يمكن تبريره ولم يكن الأمر غباء وإنما كان ولاء لكبار كبار الأغنياء وربما ولاء لسياسات مخططة للوصول إلي ما نحن فيه. كنموذج واحد كنا وحدنا نصرخ فيكم بضرورة فرض ضرائب تصاعدية فكان الرد أن المستثمرين سيطفشون، فماذا كانت النتيجة؟ تلفتوا حولكم وتعلموا من نتائج سوء الأداء وسوء الأفكار. وفي المجال السياسي ظللتم تتحصنون بحالة الطوارئ بحجة الحفاظ علي الأمن.. فأين الأمن؟.. أليس هذا درس لمن يريد أن يتعلم دروس يمليها الشعب. أسأل.. وأطلب من الحكومة الجديدة أن تحقق علي الفور وتحدد وعلنا المسئول عن انسحاب الشرطة من أداء مهامها في أحرج اللحظات وأطلب التحقيق فيما أكده سجناء هاربون من أن بعضا من الضباط أطلق سراحهم وسلمهم ملابس مدنية وحرضهم علي التخريب، وأسأل هل في الأمر مؤامرة وأسأل من؟ وكيف؟ ولماذا؟ لقد طالبنا عشرات المرات بالإطاحة بالوزارة السابقة.. نصحتكموا أهلي بمنعرج اللوي فلم تستجيبوا النصح إلا ضحي الغد ضحي الغد.. أي بعد فوات الأوان وأسأل هل كان الإبطاء في الاستجابة حتي عندما التهبت الأحداث صائبا؟ أقول لا. لقد طالبنا وتطالب معنا الجماهير بتغيير جدي فلا تتصوروا أن الناس ستكتفي بتغيير أسماء بأسماء ولا مؤسسات بمؤسسات وإنما هي تريد ونحن نريد معها تغيير سياسات هي في مجملها فاسدة ومفسدة وعملت فقط علي خدمة كبار الأغنياء وإفقار الفقراء وتريد الجماهير الالتزام الحازم والعاجل بسياسات جديدة تماما تستهدف خدمة الشعب وتلبي مطالبه.. كل مطالبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. تلبيتها الآن وفورا.. اليوم وليس غدا فغدا يكون قد فات الأوان. ويجيئ خطاب التكليف الرئاسي للوزارة الجديدة متأخرا كالعادة ويأتي غامضا ومرددا ذات العبارات التي سمعناها طوال ثلاثين عاما عن الاهتمام بمحدودي الدخل والعدل الاجتماعي ومواصلة الإصلاح السياسي. أصارحكم أن هذه العبارات لن ترضي الجماهير ولن تحل أي مشكلة، فلو راجعنا عشرات الخطابات السابقة لوجدنا ذات العبارات تقال لتنسي علي الفور ودون أن تجد طريقها للتنفيذ ولو بأقل قدر. إن المطلوب هو الاستجابة الفورية لمطالب محددة وعاجلة، وإليكم مجرد أمثلة.. أن يعلن رئيس الوزراء المكلف وفورا بالتزامه بفرض ضرائب تصاعدية علي كبار كبار الأغنياء يصل حدها الأقصي إلي 40% من إجمالي الأرباح التجارية والصناعية. أن يعلن التزامه بالمبدأ القانوني «الغش يبطل التصرفات» ومن ثم فإن كل التصرفات التي قامت علي أساس نهب ثروات وأراضي وممتلكات الدولة والتي منحت مليارات لا حدود لها للمقربين والأقربين، هذه التصرفات قامت علي غش وفساد وإفساد، ومن ثم فهي ومهما طال عليها الزمن باطلة ويجب أن تستعاد لتعود إلي ملكية الشعب. ويبقي التزام معلن وعاجل أقصد عاجل جدا بأمور مثل.. إلغاء حالة الطوارئ. الالتزام بقانون جديد للانتخابات علي أساس القائمة النسبية. الالتزام بلجنة للإشراف علي انتخابات برلمانية صحيحة وخالية من الغش والتزوير، وتكون ذات سلطة وسلطان حقيقين. مرتين فقط لترشيح الرئيس. الالتزام الكامل بأحكام القضاء إزاء العملية الانتخابية ومنع أي إنفاق مخالف للقانون وأي تحيز لمرشحين بعينهم لأنهم ينتمون للحزب الحاكم. تقليص سلطات رئيس الجمهورية. والمطالب عديدة.. كثيرة وحاسمة وحتمية. والمهم أن تنفذ فورا.. أكرر فورا. تبقي كلمة أخيرة أوجهها للسيد الرئيس.. - الدستور أعطاك الحق في أن تتولي السلطة التنفيذية وتمارسها، تتولي.. وتمارسها فهل تقول للشعب كلمة عما كان وعما سيكون وهل تقول لنا هل سترشح نفسك في الانتخابات القادمة، حتي يمكننا أن نحدد موقفنا إزاء ذلك. وأقول أخيرا الطعام ينفذ وكذلك الدواء فتحركوا فورا فإن لم ترحموا الشعب فارحموا أنفسكم من غضب أشد. أما رئيس الوزراء الجديد فأقول لك وبصراحة أما أن تلبي مطالب الجماهير فورا وبصراحة وبلا غموض.. أكرر فورا وليس غدا.. وإما سيكون قد فات الأوان. أخيرا.. أنتم بأيديكم جرحتم قلبكم