كشفت منظمة الأغذية والزراعة الدولية،"الفاو"، التابعة للأمم المتحدة، عن أن أسعار المواد الغذائية في العالم شهدت موجات متلاحقة من الارتفاعات، خلال ديسمبر الماضي، حيث ارتفع مؤشر أسعار المواد الغذائية إلي معدل أعلي من المعدل القياسي الذي وصل إليه في عام 2008، وشهدت عدة دول مظاهرات واحتجاجات ضد الارتفاع الحاد في الأسعار.وأرجع التقرير ارتفاع المؤشر إلي ارتفاع أسعار السكر والحبوب والزيت. وقد وصل معدل المؤشر، الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار سلة مواد غذائية أساسية مكونة من الحليب ومنتجاته، واللحوم، والسكر، والحبوب ومنتجاتها، وبذور الزيوت النباتية، إلي 3ر214 نقطة في ديسمبر، مقابل 206 نقاط في نوفمبر الماضي. وكان المؤشر قد وصل في يونيو من عام 2008 إلي 213.5 نقطة، وأصبح تضخم أسعار ، الغذاء علي رأس أولويات العديد من صناع القرار حيث ما زالت ذكريات أزمة الغذاء في 2008 عالقة في الأذهان عندما تسبب ارتفاع الأسعار في اندلاع أعمال شغب ومظاهرات واسعة في بلدان منها الكاميرون وهاييتي ومصر، وارتفاع التضخم والعجز التجاري للعديد من الدول. وهون «هيرويوكي كونوما»، الممثل الإقليمي ل«الفاو» لمنطقة آسيا والمحيط الهادي، من مخاوف تراجع إمدادات الغذاء الذي قد يؤدي إلي تكرار أزمة الغذاء التي حدثت في عام 2008، مستندا إلي توافر مخزون الحبوب الذي يعادل ربع الإنتاج العالمي. وسجلت أسعار الذرة وفول الصويا أعلي مستوياتهما في عامين ونصف العام بعدما أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية عن خفض حاد مفاجئ في توقعاتها للإمدادات العالمية من الحبوب والبذور الزيتية. واتخذت بلدان، من بينها الصين والهند وكوريا الجنوبية والجزائر، إجراءات لمكافحة ارتفاع أسعار الغذاء وتهدئة قلق المستهلكين المتنامي. وقال كونوما: إن أسعار القمح ارتفعت 60 بالمائة منذ يونيو 2010 لكنها مازالت أقل من مستويات 2008 بنسبة 30 إلي 40 بالمائة. من جانبه، أكد البنك المركزي المصري أن الجانب الأكثر من الزيادة الشهرية للتضخم الأساسي في ديسمبر الماضي يعود إلي ارتفاع أسعار المواد الغذائية، خاصة الأرز والسكر واللحوم الحمراء وزيت الطعام والدهون، التي ساهمت بنسبة 21 في المائة في المعدل الشهري للتضخم. وأوضح أن أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت بنسبة 04ر1%خلال ديسمبر الماضي، بعد بقائها دون تغيير في نوفمبر السابق عليه، في حين ارتفعت أسعار الأرز بنسبة 45ر7% في ديسمبر مقابل 6.30 في المائة في الشهر السابق عليه، ولفت إلي ارتفاع أسعار السكر للشهر الرابع علي التوالي منذ سبتمبر الماضي مما أدي إلي حدوث تصاعد تراكمي في أسعاره بلغ 41.24 في المائة. وأكد البيان ارتفاع أسعار الزيوت والدهون بنسبة 04ر2 في المائة في ديسمبر الماضي وهي أعلي نسبياً من المتوسط الشهري، البالغ 67ر.% خلال النصف الأول من عام 2010، و استمرار انخفاض أسعار الخضراوات للشهر الثاني علي التوالي، حيث تراجعت بنسبة 07ر15 %في ديسمبر الماضي، وأرجع الجزء الأكبر من الانخفاض الشهري إلي التراجع الحاد في أسعار الطماطم التي انخفضت بنسبة 5ر35% الشهر الماضي، مقابل ارتفاع أسعار الفاكهة بنسبة 27ر% .