أربع حكومات تعاقبت بعد الثورة ولم تستطع أى منها حل مشكلة الكهرباء بل ازدادت الأزمة تعقيداً واتخذت حكومة محلب قرارا الاسبوع الماضى بالعودة الى استخدام الفحم لسد النقص فى مصادر الطاقة التى تعانى منها مصر فى الآونة الأخيرة. كان مجلس الوزراء قد أصدر بياناً قال فيه «إنه وافق على استخدام الفحم ضمن منظومة الطاقة في مصر، مع الالتزام بوضع الضوابط والمعايير البيئية في كل مراحل استيراد وتداول وتخزين واستخدام الفحم، واتباع أحدث التكنولوجيات التي من شأنها تقليل الانبعاثات إلى أقل درجة ممكنة. وكانت الحكومة قد خفضت إمدادات الغاز الطبيعي للمصانع، في مسعى لتجنب اندلاع احتجاجات شعبية على انقطاعات في الكهرباء، وهو ما دفع مصانع الإسمنت إلى تجديد مطالبتها باستخدام الفحم، لتعويض خسائرها نتيجة تقليص إمدادات الغاز الطبيعي . عقب القرار الذى صدر من مجلس الوزراء ظهر رفض شديد لهذا القرار من فئات كثيرة من الشعب حيث تكونت حملة مصريين ضد استخدام الفحم ورئيستها ريهام حلمى تقول فى العالم هناك 28 مليونا و500 الف مصاب بامراض الجهاز التنفسى بسبب استخدام الفحم وهم الآن يحاولون الغاء استخدام الفحم ، وتضيف نحن بدون فحم نعانى من امراض التلوث فماذا سيجرى عندما نستخدم الفحم ، لن يكون الفحم هو الحل لازمة الكهرباء وهناك حلول كثيرة لابد من التفكير فيها. كما دشن العديد من نشطاء الفيس بوك صفحات على موقع التواصل الاجتماعى يسخرون فيها من موافقة الحكومة على العودة لاستخدام الفحم فى توليد الطاقة مرة اخرى وهذه الصفحات حملت اسماء مثل . لا لاستخدام الفحم ، مصريون ضد الفحم ودشن نشطاء آخرون مجموعة من الهاشتاجات التي نددت بالقرار منها «فحم إيه».. «أهلا بالفحم».. «عودوا إلى الفحم»، ومن العبارات الساخرة التى كتبت على موقع التواصل الاجتماعى مثل «عايزين يدخلوه فحم حجري، غير الفحم النباتي بتاع الشيشية والشوي، ما تقلقوش عليه» يقول جابر الدسوقى رئيس الشركة القابضة للكهرباء ل «الأهالى «. نحن نستخدم منظومة من الفحم النظيف ، ويؤكد أن 50% من انتاج الطاقة الكهربائية فى العالم ينتج من الفحم ، وانتاج الطاقة فى مصر ينتج من خليط طاقة غير آمن وهو الوقود الحفرى مثل مشتقات البترول والغاز الطبيعى ولابد من التغيير الى خليط آمن، ويختتم كلامه هناك لجان مشكلة لدراسة موضوع الفحم تضم خبراء من البيئة والصناعة وسيتم طرح حوار مجتمعى لهذا الموضوع . وفى السياق ذاته يقول دكتور خليل عبد الفتاح رئيس هيئة الطاقة النووية أن قرار استخدام الفحم قرار سياسى لأن الفحم له الكثير من الأضرار ، ويتسآل اذا ما أرادت الحكومة استيراد التكنولوجيا الحديثة لجعل الفحم وقودا آمنا فهل ستكون التكاليف متوافرة لذلك ، ويضيف عبد الفتاح فى تصريحات خاصة ل «الأهالى « لابد من وجود مزيج من الطاقة حتى لا يحدث ما حدث عندما اعتمدنا على الغاز الطبيعى والبترول ، فالآمان الطاقى هو فى تنوع مصادرها والطاقة النووية هى طاقة المستقبل وبدأت العديد من الدول فى توليد الكهرباء من الطاقة النووية آخرها دولة الامارات. يقول الدكتور ابراهيم عبدالجليل الرئيس السابق لجهاز شئون البيئة فى تصريحات صحفية يجب أن نقف ونرفع مليون راية حمراء في وجه كل مسئول مصري سوف يساهم بشكل أو بآخر في اتخاذ هذا القرار الكارثي، وذلك للأسباب الآتية: الفحم هو أسوأ أنواع الوقود التي عرفها الإنسان منذ الثورة الصناعية. فمن المعروف أن نواتج احتراق الفحم هي خليط سام من أكاسيد النيتروجين والكبريت وأبخرة الزئبق وعشرات المواد السامة الأخرى، هذا علاوة على أن الفحم هو مصدر الطاقة الأكثر إطلاقاً لثاني أوكسيد الكربون الذي يسعى العالم كله الآن إلى خفض انبعاثاته باعتبارها المسبب الرئيسي لتغيرات المناخ. وتشارك مصر منذ أكثر من عشرين عاماً في مفاوضات المناخ، ومن المقرر الوصول إلى اتفاقية جديدة تلزم جميع الدول بخفض انبعاثاتها بحلول سنة 2020. وأن التأثيرات الصحية لاستخدام الفحم كارثية بكل المعاني. وعلى النقيض يقول مهندس ماهر عزيز خبير الطاقة والبيئة وتغيير المناخ ضرورة استخدام الفحم الان تعود الى أن مخزون الفحم فى العالم باق لحوالى مائتى سنة قادمة بينما النفط والغاز يقدر لهما النضوب والانتهاء عالمياً من أربعين إلى ستين سنة قادمة، ولذا فهو وفير ورخيص نسبياً فى السوق العالمية، فضلاً عن أنه يتوزع توزيعاً منصفاً فى معظم بقاع الكرة الأرضية على خلاف النفط والغاز اللذين يتركزان فى مناطق محددة تتحكم تحكماً كبيراً فى تجارته وتسعيره. وتستخدم العديد من الدول الفحم فى توليد هذه النسبة من إجمالى الكهرباء المولدة فيها تحت أقسى معايير بيئية تشدداً، ولذا يحقق استخدام الفحم فيها كل معايير البيئة النظيفة بالغة الحماية، فاليابان المعروفة بأقسى معايير بيئية تشدداً فى العالم تولد 27% من الكهرباء من الفحم، وكذا الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى تضع فيها وكالة حماية البيئة الأمريكية معايير متشددة للغاية فى حماية البيئة، تولد 43% من الكهرباء من الفحم. فهل تفرط هذه الدول فى سلامة بيئتها وصحة أبنائها؟. أما عن الاضرار البيئية للفحم فيؤكد عزيز ينتج عن توليد الكهرباء بوقود الفحم (وأى وقود أحفورى آخر كالنفط والغاز) انبعاثات يمكن التحكم فيها عن طريق. - استخدام وقود ذى محتوى منخفض من الكبريت. - استخدام طرق نزع الكبريت من الوقود. - استخدام منظومات نزع الكبريت من الغازات العادمة. تقول الدكتورة مواهب ابو العزم رئيس جهاز شئون البيئة السابق فى تصريحات ل»الأهالى « المشكلة ليست فى استخدام الفحم ولكن المشكلة ستكون فى المداخن التى يجب أن تكون مطابقة للبيئة وقانون البيئة وتعديلاته لسنة 2009م .