نجح أعداء الحياة فى العكننة على ملايين المصريين وحرمانهم من الابتسام والضحكة الخارجة من القلب التى اعتادوا عليها مساء كل يوم جمعة، وهم يتابعون «باسم يوسف» فى برنامجه «البرنامج» على قناة «إم. بي. سى مصر». فبمجرد أن انتهت المقدمة وظهر باسم يوسف بدأ «التشويش» على القناة، ولم يتوقف إلا عند فقرة «الإعلانات» ليعود مرة أخري. وأعلنت عصابة أطلقت على نفسها «رمز العدالة.. الجيش المصرى الإلكتروني» مسئوليتها عن هذا التشويش، مؤكدة فى الوقت ذاته أنها لا تتبع أى جهات سيادية! ورغم أن «باسم يوسف» لم يتهم أحدا، واكتفى بالتساؤل «عن عدم قدرة الدولة على حماية قمرها الصناعى الذى يجلب لها أرباحا من البث الفضائي، ضد تشويش مدته ساعة ولا تعرف مصدره» إلا أن أصابع الاتهام توجهت للدولة المصرية وأجهزتها السيادية بما فى ذلك «الجيش» و»المخابرات»، وقارن البعض بين الحرية التى تمتع بها «باسم يوسف» خلال حكم الإخوان «الإرهابيون» وإذاعة 30 حلقة كلها سخرية من الإخوان ومحمد مرسى وحكمهم دون أى عوائق أو عقبات، وبين محاولة حصاره وكتم صوته فى ظل نظام ينتسب لثورة 30 يونيو وخريطة المستقبل. واتهام الدولة وأجهزتها المختلفة بالمسئولية عن هذا الفعل الفاضح ليس تزيدا أو ترصدا، فالشركة المصرية للأقمار الصناعية «النايل سات» أخلت مسئوليتها وقالت إن تشويشا متعمدا أصاب التردد (12015) رأسى والذى تبث عليه باقة قنوات «إم. بي. سي» بمجرد بدء إذاعة برنامج «البرنامج».. «وأنه يجرى حاليا العمل على مواجهة هذا التشويش من خلال حلول تقنية يقوم بها خبراء الشركة». وعلى عكس ما قد يتصور البعض فهذا العمل لا يخدم المشير «عبدالفتاح السيسي» المرشح لرئاسة الجمهورية، بل يسيئ إليه ويحمله وزرا لا يد له فيه ويخصم من رصيده الكبير لدى الشعب المصري، رغم عدم مسئوليته عنه، فوجود شك أن الدولة وراء هذا التشويش يضعه فى دائرة الاتهام، ويؤكد أن الذين يقفون وراء هذا التشويش المتعمد لا يختلفون كثيرا «عن الدبة التى قتلت صاحبها» عندما ضربته بحجر لتقتل ذبابة تقف على وجهه، وربما يكون مطلوبا من السيسى أن يعلن على الملأ أنه لا علاقة له بهذا الفعل الفاضح ورفضه له، وأن يؤكد أيضا أن السياسيين والصحفيين والإعلاميين الذين نصبوا أنفسهم متحدثين باسمه لا يمثلونه ولا يعبرون عنه. والمؤكد أن التشويش على برنامج «باسم يوسف» الساخر «غباء سياسى وسلوك معيب» وانتهاك فظ لحرية التعبير، وعداء للشعب المصرى من أناس يفزعهم أن يبتسم المصريون ويضحكوا وسط ما يعانونه من صعوبات الحياة، ومن تراجع مستويات المعيشة وأزمات المرور وارتفاع الأسعار والبطالة والفساد.. إلخ. ولتقم الدولة بواجبها فى حماية «قمرها» الصناعى وسيادتها على أرضها وفضائها، لنشاهد معا فناننا المثقف الساخر «باسم يوسف» يوم الجمعة القادم.