تخرج علينا بين حين وآخر ومنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى وفض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين بعض الشخصيات العامة المصرية التى تطرح مبادرات للمصالحة مع جماعة الإخوان.. لتكشف لنا عن وجوه كنا نجهل حقيقة انتمائها ولأي تيار تعمل. وانطلاقا من مبادرة العوا الأولى عقب عملية الفض وانتهاء بمبادرة د. حسن نافعة الاخيرة والتى تتلخص «فى تشكيل لجنة حكماء برئاسة محمد حسنين هيكل ومن بين أعضائها المستشار طارق البشري والعوا وفهمى هويدي د. مصطفى حجازي وتعيين وسيط لإجراء المفاوضات والاتصالات بهدف اعادة الجماعة للمشهد السياسى من جديد.. ورغم بشاعة كل ما ارتكبته الجماعة ومازالت ترتكبه من أعمال عنف بالاعداد والتخطيط والتمويل والاتفاق مع الجماعات الجهادية لارتكاب عمليات إرهابية لإضعاف الدولة وتركيعها وتعطيل وإتلاف مصالح المصريين عن طريق الاحتجاجات ليقبلوا بفكرة المصالحة. أنصار وحلفاء والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل تقبل هذه المبادرات للمصالحة مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين. د. رفعت السعيد الرئيس السابق لحزب التجمع يقول: من الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين لها مخابئ عديدة تخبئ فيها أنصارا وحلفاء يمدون لها يد العون كلما احتاجت إلى ذلك.. أو أنها دعوة لحشد الأنصار وتجديد الثقة فى قدرة التنظيم على إعادة البناء. ويحكم السعيد، على هذه المبادرة بالفشل ليس فقط بسبب رفض القوى الثورية والوطنية لها وإنما بسبب تلقى الجماعة دعما خارجيا من التنظيم الدولى واستدعاء الدول الحليفة للإخوان ضد مصر مثل تركيا وقطر وامريكا واسرائيل للتدخل فى شئون الوطن ومحاصرته اقتصاديا وسياسيا. ثم يعود السعيد ليؤكد أن مبادرة نافعة تهدف الى ايجاد مخرج للإخوان وغطاء لعملية ارهابية جديدة ويقول السعيد لاصحاب هذه المبادرات «إن جماعة باعت الوطن للحلف الشرير ما الجدوى من تلك الدعوات للمصالحة فى ظل تكرار الاعمال الارهابية ضد الشعب حيث قاموا بحرق الكنائس وتسببوا فى ترمل مئات النساء وفى بؤس العديد من الأسر حزنا على ابنائها الشهداء. مناورة وتعتبر الكاتبة سكينة فؤاد مستشارة رئيس الجمهورية لشئون المرأة، مبادرة المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية التي ينادي بها البعض مجرد مناورة للتحايل ووسيلة لكسب الوقت لإعادة تنظيم الصفوف من أجل التسلل والتمكين وعودة الجماعة من بوابة اخرى للمشهد السياسى. جازمة بأن الضمير المصري لا يقبل التصالح مع من يكرهون الشعب وعلى دماء ابنائهم الزكية التى سالت على أيدي من يعملون بالوكالة مع اكناف جماعة بيت المقدس الارهابية والجماعات المسلحة التى تسعى لصنع بؤر ملتهبة للضغط بها على النظام والدولة للعودة مرة أخرى. مؤامرة فيما ذهبت المستشارة تهانى الجبال النائب السابق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، الى ان الدولة ليست وجهة نظروقالت «من لا يعترفون بأن هناك شعبا خرج فى ثورة وانتصر على نظام حكم فاشى اسقطه شعبه بثورة 30 يوليو قد اخرج نفسه من المشهد الوطنى، مبينة ان المبادرة هى نفس ما قدمه الفقيه الدستورى أحمد كمال أبو المجد وهى محاولات مشبوهة لتركيع الدولة المصرية لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير. وترى أن مصر بها مؤامرة وليست أزمة، اطرافها التنظيم الدولى للاخوان وتحالف دعم الشرعية الذين لا يعترفون ب 30 يوليو ويعتبرونه انقلابا مؤكدة ان الاصرار على تسمية ما يحدث فى مصر بانه ازمة هو مجرد تصحيح للموقف. وطالبت اصحاب دعوات التصالح مع جماعة ترفع السلاح فى وجه الشعب المصرى بالتصالح مع الشعب فى الميادين العامة اولا والاعتراف بثورة 30 يونيو. واعتبرت الجبالي مبادرة نافعة هى إعادة إنتاج الأفكار التي روَّجها الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق للعلاقات الخارجية ود.د كمال ابو المجد وهو نفس مطلب الولاياتالمتحدةالامريكية لبقاء الاخوان فى المشهد السياسى المصرى. وتابعت الجبالي: «نحن فى إطار شرعية دستورية جديدة أقرَّها الشعب المصري ولن نسمح بإعادة إنتاج نظام الإخوان من جديد لأن قادته يحاكمون الآن» فى جرائم الخيانة الوطنية».