لاشك أن مشروع اليونايتد مغامرة كبيرة جدا من ناحية الاستقرار الاقتصادي للنادي، لأن المشكلة تبدو ذات شقين، الاول وضع هذا التحول المصيري في يد مدرب يفتقد للخبرة، بينما سيواجه مدربين أكثر كفاءة و خبرة ، وثانيا السؤال الذي يجب ان يوجه لفيرجسون، ما سبب هذا التأخر المخيف لليونايتد في التخطيط للمستقبل، بالمقارنة مع باقي الاندية الكبيرة الاخرى بالدوري الممتاز؟ و من ابرز الاسباب التي قد تهدد فشل مشروع مانشستر يونايتد، هو دعم رجل يفتقد للخبرة بقيمة مالية استثمارية ضخمة، فالمدير الفنى ديفيد مويس في الاشهر ال 6 الاولى له اظهر سذاجة كبيرة في التعامل مع الضغط الاعلامي على النادي، كما انه يبدو فاقد السيطرة على التشكيلة التي ورثها عن السير اليكس فيرجسون، الذي كان الانضباط وعدم السماح لأي لاعب بفرض شخصيته عليه، او على الفريق، اهم ركائز نجاحاته الكروية مع مانشستر يونايتد. الدليل على عجز مويس عن السيطرة على الفريق ، يظهر على ارضية الملعب، بانعدام تركيز اللاعبين، واستقبال اهداف في دقائق الاولى لبعض المباريات، ونقص في اللياقة البدنية، وكثرة أخطاء اللاعبين ذوي الخبرة، جنب الى جنبا مع غياب الانضباط، مما يعطى شعور اتناميا بأن اللاعبين يشعرون بالاحباط وانعدام الثقة في اسلوب ونهج المدرب الجديد. لكن دعونا نكون منصفين لمويس قليلا ، الفريق الذي يملكه حاليا ليس هو نفسة الفائز بالدوري الموسم الماضي ، البعض قد يلقى اللوم على الاصابات ، و تغير اسلوب التدريب مع رحيل فيرجسون و قدوم مويس ، لكن حقيقة الامر ان هؤلاء اللاعبين الذين أدوا بقوة في العام الماضي ، فقدوا الدافع والحافز الذي اقتادهم إلى لقب العام الماضي. فى الحقيقة مويس ورث فريقا عن السير اليكس فيرجسون يمكن القول انه منتهي الصلاحية ، مع اصابات فيرديناند، وفيديتش، وكاريك المتكررة، وايفرا الذي عجز عن العودة لمستواه منذ كأس العالم سنة 2010، دون ان ننسى تقاعد سكولز، وجيجز الذي وصل الى خريف عمره الكروي، مع العلم ان كل هؤلاء اللاعبين فوق سن (32 عاما)، في حين عدم قدرة اللاعبين الشباب ك ناني، يونج، فالنسيا، أندرسون، كاجاوا.. على تقديم الاضافة المطلوبة، لذلك من الممكن القول ان مويس يملك لاعبين فقط من نوعية جيدة في التشكيلة الحالية للمان يونايتد، هما روني وفان بيرسي مع الاخذ بعين الاعتبار مواجهة الثاني مشاكل في الانسجام مع النظام الجديد، غالبية اللاعبين من هذه المجموعة، كانوا جزءآ من نجاحات مانشستر يونايتد مابين عامي (20062009)، قبل ان تبدأ مرحلة الانحدار التدريجي مع رحيل كريستيانو رونالدو، التي حاول السير اليكس فيرجسون مواجهتها بتخفيض معدل اعمار اللاعبين في الفريق بضم دي خيا، رافائيل، سمالينج، وجونز، وداني ويلبك، لكن كان من الواضح جدا ان معدل الاعمار في الفريق مرتفع جدا. فالفرق بين فيرجسون ومويس كان في قدرة الاول على تحفيز هؤلاء اللاعبين الكبار في السن ، وكان بامكان مانشستر يونايتد الاستمرار في هذا النهج عبر تعيين مدرب مثلا كجوزيه مورينيو ، لكن السير اليكس فيرجسون رشح مويس لأنه كان يعرف ان النادي يحتاج لمشروع جديد، ووثق في قدرات مويس على جعل هذا التحول ناجحا وسلسا قدر الامكان. ومن المعروف ان ادارة مانشستر يونايتد لا تقيل المدربين، بل تقدم الدعم لهم باستمرار حتى ينجحوا، وبالتالي هنا تكمن مخاطر هذا المشروع، بدعم رجل يفتقد للتجربة ولم يثبت نجاحات ترضى طموحات أنصار وعشاق المان يونايتد وهم كثر حتى الأن، بتكلفة استثمارية قد تصل الى 200 مليون يورو .. والسؤال الذى يفرض نفسه الآن هل فعلا مويس هو الرجل المناسب لقيادة هذة المغامرة الاستثمارية المالية الضخمة من ادارة مانشستر يونايتد..؟!