فى 20 نوفمبر سنة 1954.. افتتح السيد جيوفري لورانس بمدينة نورمبرج الألمانية.. الجلسة الأولي للمحكمة العسكرية الدولية.. لمحاكمة قادة وزعماء العصابة النازية.. التي أفسدت فى الأرض!وفى الرابع من أكتوبر سنة 6491.. أي بعد عشرة شهور من المداولات.. وبعد 304 جلسات.. عقدت المحكمة آخر جلساتها بعد أن استمعت لمناقشة الشهود.. واطلعت علي آلاف الوثائق والمستندات.. ونطق السير جيوفري لورانس بالأحكام. أصدرت المحكمة حكما بالبراءة علي ثلاثة متهمين.. وبالسجن علي سبعة وبالإعدام شنقا علي 21.. بينهم مجرم واحد صدر عليه الحكم غيابيا.. كما أعلنت المحكمة حكما باعتبار ثلاث منظمات نازية.. منظمات إجرامية.. ومعاملة الأعضاء فيها معاملة المجرمين.. وإعداد ملفات خاصة لعائلة كل واحد منهم.. توزع علي جهات القضاء والشرطة.. وعلي الجهات المنوط بها اختيار الموظفين فى أجهزة الدولة.. لتفادي تسرب هذه الجينات الوراثية الإجرامية.. لأجهزة الدولة! وفى مثل هذه الأيام من سنة 6491.. كانت محاكمات نورمبرج هي حديث العالم.. واستقبلت شعوب الأرض الأحكام بارتياح ليس فقط لأنها تشير إلي عقوبة العصابة النازية.. التي لوثت عقول الشباب بأفكار التطرف.. وترديد عبارات الجعجعة والتهريج لتخدير العقول.. وقصر تقلد الوظائف العليا علي الفصائل النازية التي تفتقد أبسط قواعد وفنون الإدارة.. إلخ. لم يكن ذلك كله مبعث الارتياح والسعادة.. وإنما كانت السعادة الحقيقية تكمن فى ردع من تفكر له نفسه.. حكم أي بلد بالثقافة النازية وبالديماجوجية.. والتحريض والبلطجة واستخدام القتل والعنف والإقصاء تحت شعارات.. وفتاوي.. يصدرها الحاكم الديكتاتور من مكمنه المحاط بأنصاره وأتباعه. فى مثل هذه الأيام من سنة 6491.. لم تعد مدينة نورمبرج هي مدينة أوبرا فاجنر الشهيرة «مطرب نورمبرج» ولم تعد المدينة التي كان يستعرض بها هتلر مسيرات الميليشيات النازية وهو يرفع يده اليمني للأمام.. كعلامة للتحية النازية.. علي غرار أصابع رابعة العدوية التي تستخدمها الميليشيات الإخوانية فى قطع الطرق وإحراق المنشآت العامة.. ودعوة النساء المنتقبات للجهاد بارتكاب الأعمال الفاضحة.. وإنما أصبحت نورمبرج.. هي مدينة المحاكمات الشهيرة.. التي أرست أهم مبادئ حقوق الإنسان.. وهي حقه فى أن يعيش فى وطن.. لا يحكمه مجرم.. هو فى حقيقته زعيم عصابة!