أكد اللواء محمد أبوشادي وزير التموين ل «الأهالي» أن الحكومة الحالية تناقش بجدية كيفية ترشيد الدعم العيني الحالي وبحث إمكانية تحويله إلي دعم مالي بكروت ذكية في كل السلع الاستراتيجية لتمكين مستحقيه من وصوله إليهم ومنع تمتع الأغنياء بالأسعار المدعمة نظرا لأن أكثر من 85% من منافذ توزيعها وتعبئتها وخاصة البوتاجاز يتملكها أصحاب السطوة والنفوذ من قيادات الحزب الوطني الفاسدة بينما 15% فقط يملكها قطاع البترول وأغلبيتهم من نواب مجلسي الشعب والشوري. وأرجع أبوشادي الفساد في ضعف الرقابة التموينية لنقص عدد المفتشين لضبط مصانع تعبئة البوتاجاز والمخابز وشيخوخة المفتشين الحاليين نظرا لخضوع مصر لشروط صندوق النقد الدولي بمنع تعيين الخريجين منذ عام 1984 وحتي الآن!! وكشف وزير التموين ل «الأهالي» أسرار الفساد في وزارته علي مدار ثلاثين عاما عندما التحق للعمل بها في مباحث التموين حتي وصل لأعلي درجاتها ثم مساعدا لوزير التموين واختاره الدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين الأسبق مستشارا له ورشحه وزير للتموين بعد اعتذاره في الحكومة الحالية رغم رفض – أبوشادي – المنصب الوزاري ثلاث مرات لاختلافه مع رؤساء الوزراء أثناء مناقشاته معهم أثناء الترشيح ورفضهم جميعا من أجل دعم منصبه المهم وإعادة اختصاصات وزارة التموين المسلوبة منها وتفعيل قطاعاتها والتي أدمجت مع وزارة الاستثمار وأبرزها الشركة القابضة للتجارة والمطاحن ودعم هيئة السلع الغذائية بإعادة اختصاصاتها في استيراد جميع السلع الغذائية وأبرزها السكر والزيت والذرة. بالإضافة للقمح لإحداث تعادلية وتوازن في السوق تمهيدا لإعادة تفعيل المجمعات الاستهلاكية في كل القري والمدن علي مستوي الجمهورية وإمدادها بالسلع واللحوم من القوات المسلحة وشركات القطاع العام والاستثمار ووزارة الزراعة بدلا من مناقصات القطاع الخاص لمنع مافيا الدعم من مص دماء فقراء مصر. وأشاد وزير التموين ل «الأهالي» بسلفه الدكتور جودة عبدالخالق في وضع استراتيجية لإنشاء 50 صومعة لتخزين القمح علي مستوي الجمهورية تم افتتاح 23 منها وتستكمل خلال العام القادم للحفاظ علي القمح وأن جودة نجح في توقيع قرض مع البنك السعودي لتمويل إنشاء الصوامع، ويجري مناقشة بناء الصوامع الأفقية لانخفاض تكلفتها وإنشاء أنبوب بلاستيك للتخزين كما يحدث الآن في السودان وغيرها من الدول العربية بتكلفة 75% من الصوامع الرأسية. وشن وزير التموين هجوما حادا علي سياسة سلفه الإخواني باسم عودة وتصريحاته الكاذبة بإعلان الاكتفاء شبه الذاتي من القمح، وقال إن المشروع القومي المصري الآن الاكتفاء من القمح وأنه أجري مباحثات مع وزيري الزراعة والبحث العلمي من الاستقلال الاقتصادي لأن الغذاء سلعة استراتيجية. وتهكم أبوشادي قائلا لقد اكتشفت أثناء عملي بوزارة التموين سر هجرة طيور العالم لمصر نظرا لكرمها الحاتمي بتخزينها القمح في العراء بالشون وبلغت نسبة الفاقد 10% من القمح المحلي أي ما يعادل مليون طن بالإضافة لعوامل التعرية المناخية والفساد من أمناء الشون والموردين بخلطه بالتراب والرمل!!