شن حرب علي سوريا بدعوي استخدامها للأسلحة الكيماوية كان هذا هو موضوع اجتماع عشرة رؤساء أركان عرب وغربيين في عمان ليس من بينهم مصر قبل أيام وبادرت تركيا التي طار صوابها بعد أن فشل مشروعها لاستعادة الخلافة العثمانية مع سقوط الاخوان في مصر إلي الإعلان عن استعدادها للمشاركة في الحرب علي سوريا حتي في غياب الاممالمتحدة ،بينما أعلنت الحكومة العراقية رفضها لاستخدام أراضيها أو أجوائها في مثل هذه العملية اذا ما بدأت ،ورغم أن الحكومة العراقية صعدت إلي السلطة علي حراب الاحتلال الامريكي للعراق إلا أنها كانت قد اختبرت وما تزال تختبر كل يوم ما الذي بعينه بالضبط شن الدول الاستعمارية حرب علي بلد من البلدان. هذا بينما رفضت الجامعة العربية أي عدوان علي سوريا رغم الصراع الدائر من داخلها بين البلدان التي تؤيد شن الحرب علي سوريا مثل قطر والسعودية وبقية أعضاء الجامعة الذين يرفضون العدوان علي سيادة الدول مهما كانت طبيعة الصراعات التي تدور فيها أو اطراف هذه الصراعات. ويعيد الادعاء باستخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية إلي الاذهان ما كان قد حدث قبل عشر سنوات حين ادعي الأمريكيون عام 2003 ان العراق يمتلك اسلحة نووية ثم كانت الحرب والاجتياح وحل الجيش العراقي وتأجيج الصراعات الطائفية التي مازالت مشتعلة في البلاد حتي الآن فضلا عن عمليات النهب المنظم لثروات العراق وتدهور الاوضاع الاجتماعية. يستحق النظام السوري أعنف انتقاد لممارساته وعناده واستبداده لكن غزو سوريا ليس حلا والمطلوب من البلدان العربية أن تتخذ موقفا موحدا يستفيد من التوجهات الدولية للبلدين الكبيرين روسيا والصين اذ تقفان بصلابة لمنع العدوان علي سوريا ذلك العدوان الذي سيؤدي حتما لاشعال المنطقة كلها بدلا من المساعدة علي خروجها من النفق المظلم الذي دفعها اليمين الديني اليه وما الحرب المحتملة علي سوريا الا محاولة لابد من السعي لافشالها لتعويض فشل التحالف الاستعماري الاخواني في مصر جنبا الي جنب الاتجاه الحثيث الي اخفاق مشابه في تونس ذلك ان مشروع اليمين الفاشي الديني هو مشروع استعماري اكتشفت الشعوب حقيقته وانتفضت ضده ولابد من هزيمته من سوريا بحشد كل الجهود لوقف العدوان المحتمل عليها اما محاسبة النظام في سوريا فهي مهمة الشعب السوري.