ثم جاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتحل لغز النقاب وتكشف السبب وراء دفاع البعض عنه بحرارة ولماذا فتشوا في صناديق زبالة العهود السحيقة وأخرجوه وفرضوه علي النساء رغم عطونة رائحته وبقايا عرق الحريم اللاتي كن يرتدينه في زمن القهر والعبودية. عندما رغب المتطرفون في التحكم في المرأة أمروها بلبس الحجاب طاعة لله، ثم بعد هزيمة الإخوان أفتوها بجواز خلعه حتي لا تكون هدفا لمباحث النظام. أما السياسيون فاتبعوا مبدأ ماكيافيللي «الغاية تبرر الوسيلة»، وأصبح النقاب وسيلتهم للهروب من أعين رجال المباحث.. استخدمه الطبيب البيطري محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين، لينتقل بحرية في ميدان «رابعة العدوية. أخفاه النقاب عن العيون وكشفه لمخبري الامن اليقظين. وكان صفوت حجازي يرتديه لحظة أن تم القبض عليه وهو في طريقه للفرار من مصر إلي حيث ينتظره اصدقاؤه في ليبيا وعندما خلعه تبين انه حلق ذقنه وصبغ شعره باللون الاسود..! هل النقاب حرية شخصية كما يدعي بعض أنصاره ومن ورائهم بعض جمعيات حقوق الانسان؟ صحيح أن بعض النساء يرتحن للنقاب ويرتدينه بكامل ارادتهن. وعندما اصدر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي قرارا شفويا بمنع النقاب داخل المعاهد الأزهرية، وقال ان النقاب لا علاقة له بالدين الاسلامي وانه دخيل علي الثقافة المصرية، قررت بعض الجامعات المصرية منع المنتقبات من الاقامة في سكن الطالبات، ثارت الطالبات وتظاهرن امام مقار هذه الجامعات واسرعت بعض المنظمات الحقوقية بالتصدي لتلك الحرب علي النقاب معتبرة ان اخفاء الوجه هو من الحقوق الشخصية التي يجب عدم التدخل فيها.. بعدها اصبح النقاب هو الزي الرسمي للهاربين من العدالة بموجب رخصة من علماء التشدد وأئمة التطرف وجد المطلوب القبض عليهم والهاربون من أحكام قضائية والمسجلون خطر بغيتهم وغاية مرادهم في طاقية الاخفاء العصرية «النقاب».. وكم من مجرمين ارتدوا النقاب ليرتكبوا جرائمهم وعشاق تخفوا تحته ليلتقوا عشيقاتهم.. الحلال بين والحرام بين ورغم ذلك هناك من يحلل لنفسه الحرام ويحرم الحلال علي الآخرين. لم ير صفوت حجازي ولا المرشد بديع ان ترويع الآمنين واشاعة الفوضي والفساد في البلاد وقطع الطرق وقتل الابرياء وتعذيب المعارضين والتحريض علي العنف وسفك الدماء، لم يروا في كل ذلك حراما، ولم تهتز ضمائرهم لسماع أخبار الشبان الذين قتلوا في ريعان شبابهم لأنهم انخدعوا بضلالاتهم ولا النساء اللاتي ترملن والاطفال الذين صاروا يتامي لأن الآباء والأزواج جروا وراء سراب الجنة التي وعدوهم بها. لم يحذرهم أئمتهم ودعاتهم ولم يذكروهم بالآيات البينات التي تحرم علي المسلم قتل المسلم ولكنهم خدعوا العامة وأدعوا أن الله سبحانه وتعالي أمر المرأة بستر وجهها وكفيها امام الرجال الاجانب، وتقرأ تبريرات لتلك القوي لا حصر لها وليس من بينها آية واحدة في القرآن الكريم. كل ما هنالك ان علماء أفتوا بذلك منذ ألف عام. الغريب انهم خالفوا بذلك حديثا رواه البخاري وغيره للنبي صلي الله عليه وسلم قال فيه: «لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين» أي ان المرأة في أروع لحظات الايمان اثناء الحج لايجوز ان تغطي وجهها أو كفيها ورغم ذلك راح علماء التبرير يتفلسفون ويتفذلكون لكي يبرروا مخالفتهم لذلك الحديث فقال البعض ان لبس النقاب أو البرقع فيه مفسدة لان عيني المرأة فتنة للرجال وطالبوا النساء بتغطية كامل الوجه درءاً للفتنة عنها!! انهم لا يريدون ان تخفي المرأة وجهها وكفيها ولا سائر بدنها بل يريدون ان تختفي تماما ولا تظهر الا في مخادعهم..! أظن بعد اليوم لن يكابر أحد ولن يجرؤ علي الدفاع عن النقاب ويا سيادة الحاكم العسكري نرجوك ان تصدر قرارا بمنع ارتداء النقاب منعا باتا لتحمينا وابناءنا من المختبئين تحته الهاربون من العدالة في زمن البلطجة باسم الدين.